أفادت مصادر موثوقة ل''النهار''؛ أن عناصر الجماعة الإرهابية المسلحة التي نفذت الاعتداء الإرهابي الأخير ببلدية تيمزريت ببومرداس، عمدت إلى استخدام نبات ''الديس'' على رؤوسها للتمويه والتخفي عن أنظار عناصر دورية الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية والترصد لهم بمحاذاة الطريق. كانت جماعة إرهابية مسلحة تفوق الثلاثين عنصرا، قد قامت مساء الأربعاء الفارط بتنفيذ اعتداء إرهابي مسلح عن طريق نصب كمين لدورية الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية لأمن دائرة يسر، كانت في طريق عودتها من عملية تأمين السير الحسن لامتحانات التعليم المتوسط ل 184 مترشح من بلدية تيمزريت، أدى إلى استشهاد ثمانية عناصر شرطة ومحافظين اثنين من مديرية التربية وجرح اثنين آخرين. وأفادت مصادرنا أن التنظيم الإرهابي قد خطط لهذا الاعتداء منذ يوم الاثنين، تاريخ بداية الامتحانات، وأن الإرهابيين قاموا بترصد عناصر الأمن في طريق الذهاب والإياب من بلد ية يسر إلى تيمزريت، حيث عثرت قوات الجيش الشعبي الوطني التي شنت عمليات تمشيط واسعة النطاق، عقب الاعتداء على مخابئ بمحيط موقع منطقة ''تعوينت تاسماط'' محملة بكمية من المؤونة والأغذية، وألبسة للتمويه مصنوعة من نبات ''الديس'' استخدمه الإرهابيون للتغطية على رؤسهم وأجزاء من أجسادهم، كونهم مجرد مجموعات من الأغصان والحشائش الطبيعية الخضراء، لتنفذ الاعتداء بمجرد وصول أعوان الأمن المرافقين لمحافظي التربية. الإرهابيون صوّروا الاعتداء كما عمدت الجماعة الإرهابية إلى التقاط صور للاعتداء، مثلما أفاد به الناجون من هذه المجزرة، وهي الطريقة التي لجأت إليها مؤخرا، بناء على أوامر أمراء تنظيم درودكال الذين يشترطون على العناصر الإرهابية رؤية مراحل تنفيذ الاعتداءات، بهدف نسخ الشريط المصور والتباهي بجرائمه وتبني الاعتداء عن طريق قيام اللجنة الإعلامية لتنظيم القاعدة بنشره بموقعها الإرهابي على الانترنت، كما توصلت تحقيقات مختلف أجهزة الأمن، في استخدام هذه الأشرطة كوسيلة ''للإعلام الحربي'' والدعاية لعناصرها ومجنديها الجدد، لرفع معنوياتهم وتحميسهم للعمل الإرهابي. أحد الناجين ل''النهار'': الرصاص انطلق من أربع جهات في وقت واحد صرح أحد الناجين ل''النهار'' الذي لم يصدق لحد الآن، أنه على قيد الحياة وخروجه سالما من هول المجزرة التي أثرت بشكل كبير على نفسيته، أن الجماعة الإرهابية المسلحة التي نفذت هذا الاعتداء، وصل عددها إلى أكثر من ثلاثين عنصرا، كانوا يرتدون أزياء قوات الجيش الشعبي الوطني ومدججين بأسلحة من نوع الكلاشنكوف، قسموا أنفسهم إلى أربع فرق إرهابية اتخذت مواقعها بمنطقة ''تاعوينت تاسماط'' الغابية بأربع جبال متقابلة فيما بينها، ويتوسطها الطريق الرئيسي، حيث عمدت في حدود الساعة الخامسة و20 دقيقة عند وصول الدورية إلى منطقة الترصد، تم الانطلاق في رمي الرصاص في وقت واحد ومن الجهات الأربع لمدة 20 دقيقة، أدى إلى مقتل 8 أعوان الأمن العمومي التابعين للفرقة المتنقلة للشرطة القضائية لأمن دائرة يسر، وإطارين تابعين لمديرية التربية بالعاصمة، وهما ''خلاصي مسعود'' البالغ 58 سنة و''بغدادي عبد الرحمن'' صاحب 58 سنة، لتعمد بعدها إلى تفجير قنبلة متحكم فيها عن بعد، والاستحواذ على أسلحة وأزياء الشرطة القضائية وكذا أحذيتهم، ثم حرق جثثهم بطريقة بشعة، وأفادت مصادر ل''النهار'' أن كل من سائق السيارة من نوع ''تويوتا'' التابعة لبلدية تيمزريت التي كانت تقل محافظي مديرية التربية للعاصمة، الذي أصيب على مستوى بطنه ومرافقه، قد تمكنا من النجاة بعد فرارهما من السيارة أثناء وقت انطلاق الرصاص من جميع الجهات، إلا أن أحد الإرهابيين في الثلاثينات من عمره غير ملتحي، كان يرتدي زي عناصر الجيش قام بتفقد وثائقهم وإطلاق سراحهم، كما تمكن ثلاث شرطيين من النجاة من سيارة ''الريبوك'' التي كانت خلف كل من سيارتي الشرطة القضائية وسيارة ''تويوتا'' التابعة لبلدية تيمزريت، على بعد عدة أمتار منها، حيث فروا عبر واد ''تاعوينت تاسماط''، ثم النجاة بعد تدخل قوات الجيش. درودكال استنجد بأكثر من 30 إرهابيا من ثلاث كتائب بمنطقة الوسط لتنفيذ الاعتداء أفادت مصادر على صلة بالملف الأمني بولاية بومرداس، أن عناصر سرية تيمزريت التي كانت في السابق تحت إمرة الإرهابي ''العكروف الباي'' المكنى'' أبو سلامة'' والمدعو ''الفرماش''، المنحدر من بلدية أولاد عيسى قبل ترقيته لإمارة كتيبة الأنصار مؤخرا، خلفا للإرهابي ''بن تواتي علي'' المكنى ''أمين أبو تميم''، عددها حاليا لا يتعدى الأربعة عناصر إرهابية تنحدر من المناطق المجاورة، مما يؤكد أن تنظيم درودكال عمد إلى الاستنجاد بسرايا مناطق تيزي غنيف، ذراع الميزان، سيدي علي بوناب بتيزي وزو وبرج منايل ويسر، لتنفيذ هذا الاعتداء الذي شارك فيه أكثر من 30 إرهابيا من كتائب الفاروق في الحدود بين الأخضرية وشعبة العامر، الأنصار والنور النشطة شرق بومرداس إلى المناطق الحدودية مع ولاية تيزي وزو، باعتبار أن الجماعة الإرهابية المنفذة للاعتداء، عمدت عقب ذلك إلى الفرار إلى معاقلها وهي مقسمة إلى فرق صغيرة، مما يرجح مشاركة عدة كتائب في هذا الاعتداء، خاصة في ظل النقص الفادح في عدد العناصر الإرهابية، وتراجع عمليات التجنيد وإحباطها من طرف مصالح الأمن كما أن موقع مكان العملية الاعتدائية، يشير إلى زحف العناصر الإرهابية جنوبا من وإلى غابات شعبة العامر وتيزي غنيف وذراع الميزان، شرقا الناصرية وجبال سيدي علي بوناب شمالا كل من برج منايل، منطقتي ونوغة وغمراسة بيسر.