لا تزال عائلة نبيل حاج أعراب الجزائري المعتقل في سجون غوانتانامو في حيرة من أمرها، خاصة بعد أن سقط عليها خبر زجه في السجن كالصاعقة، وهم الذين كانوا يعتقدون أن ابنهم يعيش العز وراء البحر، ناهيك على أنه اتجه إلى فرنسا من أجل المطالبة بميراث أبيه الذي توفى وترك أملاكا هناك. اتجهت ''النهار'' إلى بيت خال المعني، والذي كان يعيش معهم قبل أن يتجه إلى فرنسا. فقال لنا الخال ''ل. ز'' الذي كان يبدو عليه القلق والحيرة ضمن هذا المأزق ''لم نفهم شيئا، لقد نزل الخبر على العائلة كالصاعقة، فكيف؟ فقد توجه ابن أختي (من مواليد 21 جويلية 1979) إلى فرنسا، عله يسترجع حقه من الميراث الذي تركه أبوه عند إخوته في فرنسا، إضافة إلى إيجاد عمل هناك ''باه يدير التاويل''. خفنا على نبيل لأن ذهابه تزامن مع تفجيرات 11 سبتمبر في أمريكا ويؤكد الخال أن ابن أخته الحامل للجنسيتين الفرنسية والجزائرية لا علاقة له بمثل هذه التنظيمات الإرهابية، حيث يقول على لسانه ''ابن أختي كان ''هيب هوبا''، ولاعلاقة له بالإرهاب''، ليستطرد قائلا ''لكن قبيل مغادرته بأشهر جاءته نوبة وهو نائم، ومنذ ذلك الوقت وهو يصلي ويتقرب من الله''. وأشار محدثنا إلى أن ذهاب ابن أخته المعتقل إلى فرنسا تزامن مع تفجيرات 11 سبتمبر 2001 في أمريكا، وهو ما جعلهم يخافون عليه، خاصة وأنه كان يحمل في حقيبته بعض الأشرطة الدينية''. وفي ذات الوقت، تشير إحدى قريباته أن نبيل بدأ يدخل في الدين الإسلامي، قبل أن يعود من فرنسا، أين كبر هناك، حيث كان -حسبها- لا يكاد يتقن اللغة العربية، وعاد إلى الجزائر وهو في العاشرة من عمره، وبدأ يتعلم الإسلام شيئا فشيئا، واحتكاكه بخاله الأكبر الذي عمل مؤذنا بباش جراح. كما يشير محدثنا أن ابن أخته اختار العيش مع أخواله بعد أن مات أبوه وتزوجت أمه مرة ثانية، ثم تلقيه تهميشا من طرف أعمامه لدرجة يقول أنهم كانوا يأوونه في غرفة واحدة، ونزعوا لها حتى المصباح . ليضيف أنه كان دائما على اتصال مع أمه التي تقطن حاليا في أقبو ببجاي، ليفكر في الأخير إلى التوجه إلى فرنسا، أين له إخوة هناك من أبيه، والذي ترك لهم الميراث''. لكن يعقب محدثنا، أن ابن أخته لم يجد الصدر الرحب وسط عائلته وإخوته في فرنسا، وقاموا بطرده هناك. وهو ما جعله يمر بظروف صعبة إلى أن تلقفه يقول خاله ''بعض الإخوة هناك وساعدوه''. ومن ذلك، يشير خاله الذي يسرد لنا حسب ما وردهم من أحاديث الصحافة الأجنبية، أنه اتجه بعدها إلى إنجلترا، أين تم اعتقاله يوم 15 ديسمبر 2001 في المسجد الذي كان يؤمه الشيخ عمر. هذا الأخير، الذي كان قد أعتقل أيضا بسبب خطبه التحريضية. سمعنا بخبر اعتقال نبيل من خلال لعبة في الغوغل يواصل هذا الخال حديثه بتألم، ويقول أن العائلة كانت تعتقد أن ابنها يعيش في النعيم في فرنسا، و''ربما يكون قد نساهم فقط أو تجاهلهم''، لكن بحكم قوة علاقته معه يضيف أنه بدأ الشك يتسرب إلى العائلة بسبب هذا الانقطاع الطويل الذي لا تفسير له. ويؤكد أن اكتشاف أمر اعتقاله جاء بمحض الصدفة، وهو بعد أن رأت إحدى قريباته التي تعمل صحفية في إحدى الجرائد الوطنية أن تكتب اسمه على شبكة الغوغل. لينزل عيلها الخبركالصاعقة من الأنترنت وهي أخبار اعتقال نبيل حاج أعراب وزجه في غوانتانامو. والغريب في الأمر -حسب هذا الخال- أن السلطات الجزائرية لم تكن على دراية بالأمر نهائيا، حيث قال أن العائلة اتصلت برئيس الهيئة الاستشارية لحقوق الإنسان فاروق قسنطيني . هذا الأخير الذي أنبأهم بأن اسم ابنهم لم يتداول من قبل، وأنه لا يوجد في القائمة التي يحوزونها بخصوص المعتقلين في غوانتانامو. ساركوزي تدخل شخصيا بعد أن تلقى رسالة من الجزائري المعتقل وفي خضم حديثنا إلى عائلة هذا الشاب المعتقل، كشف لنا خاله ''ل. ز'' أن ساركوزي تدخل شخصيا في قضية هذا الشاب الحامل للجنسية الفرنسية، وقد عهد إلى أحد مستشاريه متابعة القضية. ويأتي هذا دائما حسب أفراد عائلة هذا المعتقل وحسب ما استقصته من الصحافة الأجنبية، أن ابنهم كان قد توجه برسالة إلى ساركوزي، وهو ما -حسبهم- يمكنه من اللجوء السياسي إلى هناك.