وعد فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الوطنية لترقية وحماية حقوق الإنسان، عائلة الشاب ''نبيل حاج أعراب'' 30سنة المحتجز في سجن غواناتنامو منذ سنة 2001بتحرك السلطات الجزائرية من أجل البحث والتحري في ملف إبنها، وأوضح لهم قسنطيني أن وزارة الخارجية الجزائرية لا تملك أية معلومات عن قضيته ولا اللجنة التي يترأسها على علم بقضيته، مشددا أنه سيراسل سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر للحصول على التفاصيل. وفي اتصال ل ''البلاد'' مع عائلة الجزائري المحتجز في سجن غوانتانامو عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، أكدت إحدى قريباته أنها توجهت رفقة والدة نبيل وخاله الأكبر يوم الخميس إلى اللجنة الوطنية لترقية وحماية حقوق الإنسان بغرض الاستفسار عن قضيته، ووجدت في استقبالها رئيسها فاروق قسنطيني الذي أعطى كبير الاهتمام لهذه المسألة لا سيما وأن اسم نبيل غير وارد على الإطلاق ضمن قائمة الجزائريين المحتجزين في هذا السجن والتي تسلمتها الجزائر لدى السلطات الأمريكية، وأضافت محدثتنا أن ''قسنطيني أكد لهم أنه لم يسبق وأن سمع باسم هذا الجزائري المحتجز لدى السلطات الأمنية الأمريكية كما أن وزارة الخارجية الجزائرية ليست على دراية بالملف ولا تملك هي الأخرى هذا الإسم''. وفي هذا السياق، أكد قسنطيني حسب متحدثتنا لجميع عائلته أن ''نبيل بصفته جزائري يحمل الجنسية الجزائرية ستتحرك بلاده ولن تتخلى عنه''، مشيرا لهم أن ''الجزائر ستتخذ جميع الإجراءات''، مستغربا في هذا الخصوص ''الأسباب التي أدت إلى إخفاء اسم نبيل وعدم تقديم اسمه للسلطات الجزائرية، إلى جانب التقاعس والتعسف في إطلاق سراحه بعد أن قضت المحاكم الامريكية ببراءته سنة 2007من تهمة الصلة بالجماعات الإرهابية أو ما يعرف بتنظيم القاعدة''. وفي إطار متصل أعلن قسنطيني حسب ذات المتحدثة أنه ''سيراسل سفير الولايات النتحدة الأمريكيةبالجزائر من أجل إفادة الجزائر بتفاصيل ومعلومات عن نبيل حاج أعراب وذلك في آجال لن تتجاوز ال 15يوما''. وفيما يتعلق بما تناقلته الصحافة الفرنسية بخصوص طلب إخوة نبيل من أبيه القاطنين بفرنسا من السلطات الفرنسية منحه حق اللجوء السياسي كونه يحمل الجنسية الفرنسية حسب ادعاءات الصحافة الفرنسية ، أوضح قسنطيني لعائلته في الجزائر أنه ''مادام ليس مطلوبا ومتابعا لدى السلطات الجزائرية ولم تُسجل عليه أية إتهامات، فإنه من المستبعد جدا أن يكون هذا الطلب صحيحا''، لا سيما وأن الفرضية الأقرب إلى الصحة أن نبيل لا يحمل الجنسية الفرنسية بدليل أن بعض الصحف الفرنسية في حدّ ذاتها ذكرت أن نبيل عندما انتقل إلى فرنسا سنة 2000بقي سنة كاملة ينتظر منحه شهادة الإقامة ولم يتحصل عليها من قبل السلطات الفرنسية. تجدر الإشارة إلى أن عائلة نبيل اكتشفت منذ حوالي أسبوعين فقط أن إبنها قد زُجّ به في سجن غواناتنامو تحت رقم 238، وذلك عندما حاولت إحدى قريباته البحث عنه عبر شبكة الأنترنيت عقب انقطاع أخباره، لتتفاجأ بجملة من المقالات التي نشرتها الصحافة الفرنسية تتحدث عن قضيته وتشير إلى اعتقاله بتاريخ 15ديسمبر 2001بتهمة صلته بالقاعدة، ليتم تبرئته سنة 2007من هذه التهمة، لكنه بقي سجينا دون أن تكشف السلطات الأمريكية عن ملفه لنظيرتها الجزائرية . قصة ''نبيل حاج أعراب'' من فرنسا إلى غوانتنامو نبيل من مواليد 21جويلية سنة 1979يعتبر الإبن الوحيد لأمه المنحدرة من ولاية بجاية بعد زواجها الثاني من زوج توفي سنة 1988عاش بفرنسا بحكم أنه كان أحد العاملين بالجيش الفرنسي، وكان نبيل قد ولد بمدينة عين طاية وقامت والدته بتربيته لمدة عامين قبل أن تجبر على التخلي عنه لظروف خاصة، حيث أخذه والده فيما بعد إلى فرنسا وعاش هناك إلى غاية سنة 1988تاريخ عودته إلى الجزائر ليستقر بها إلى غاية سنة 2000، ولم يكن أخواله الذين كان يعيش معهم قبل سفره لفرنسا، يعلمون أنه قد إحتجزته السلطات الأمريكية منذ سنة 2001بتهمة اتصاله بأشخاص لهم علاقة بتنظيم القاعدة في بريطانيا، حيث كانت عائلته تعتقد أنه ترك الجزائر باتجاه فرنسا صائفة 2000وهو الآن ينعم بجنة النعيم، باعتبار أنه غادر الجزائر بعد حصوله على حقه في الميراث من إخوته من الزوجة الأولى لأبيه بفرنسا، وهكذا حتى وجدت عائلة زمورة (أخواله ووالدته) إبنها نبيل صاحب ال 30 سنة محجوزا في أكبر وأخطر سجون العالم بتهمة الإرهاب لأزيد من 8 سنوات دون إطلاق سراحه، رغم مرور سنتين على إصدار إدارة المعتقل قرارها النهائي الذي يبرء نبيل من هذه التهم وعدم علاقته بتنظيم القاعدة وأن احتجازه كان خطأ. وأشارت قريبة نبيل أن منظمة العفو الدولية ''أمنيستي'' و''أو آن جي'' اللندنية، قد راسلتا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي بدوره كلف مستشارا خاصا بمتابعة القضية إلى غاية الإفراج عن السجين نبيل.