بعصبية كبيرة جدا تحدث المطرب الكبير محمد العماري المعروف بقوة صوته وجمال أدائه منذ أكثر من خمسين سنة قضاها في خدمة الأغنية الجزائرية عن استيائه الكبير للوضعية التي آل إليها الفنان في الجزائر، مؤكدا في ذات السياق أن المسؤولين عن الثقافة في الجزائر يفضلون كل ما هو أجنبي ومقيم في الخارج. وأطلق العماري من قاعة الأطلس في حفل نظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام أول أمس لتكريم عدد من الفنانين بمناسبة اليوم الوطني للفنان اتهامات ثقيلة للقائمين على قطاع الثقافة في الجزائر، حيث قال أن مسؤولي الثقافة في الجزائر يفضلون دعوة الأجانب والمقيمين في الخارج ليشاركوهم مستحقاتهم بالعملة الصعبة بما فيها تذاكر الطائرة والفندق ومنافع أخرى. كما تحدث العماري عن المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي ستحتضنه الجزائر ما بين ال5 و20 جويلية القادم، قائلا إنه لن يشارك في إحياء حفلاته حتى وإن دفعت له الوزارة مليار سنتيم، على عكس مشاركته في المهرجان الأول في 1969 مع مريم ماكيبا، قبل أن يضيف بالقول أنه يريد أن يرد الاعتبار للفنان الجزائري في بلده، مؤكدا في نفس السياق أنه مستعد للغناء أمام المطربين الجزائريين الشبان على أن يقف أمام أصوات متواضعة تأتي الخارج. وقال العماري بلهجة تحمل الكثير من الأسف إنه رغم الصداقة التي تربطه بوزيرة الثقافة خليدة تومي، إلا أنه لا يستطيع أن يتنازل عن مبادئه قيد أنملة، لكونه واحد من أعمدة الفن في الجزائر، ولا يستطيع أي أحد أن يملي عليه شروطا، مشيرا عن طريق التلميح إلى مديرية الإنتاج بالتلفزة الجزائرية. كما تحدث محمد العماري في الأخير عن حفلاته وعلاقاته مع كبار المطربين مثل شارل أزنفور وجاك برال وجوني هاليداي وداليدا وعبد الحليم حافظ الذين أعجبوا كثيرا بأدائه، وعن السنة والنصف التي قضاها أثناء الثورة في سجن سركاجي.