وصف رئيس مصلحة بمركز البحث في علم الفلك و الجيوفيزياء، سيد علي حانت، الهزة التي ضربت صبيحة أمس، شمال ولاية بومرداس بقوة 5،2 بالمعقدة، بوناطيرو ل "النهار": الجزائر ستعرف نشاطا زلزاليا طيلة أشهر السنة ردها إلى إخراج الأرض لطاقاتها المخزنة ودخول القمر في الربع الأخير لم يستبعد الخبير في علم الفلك و الجيوفيزياء، لوط بوناطيرو ، إمكانية استمرار نشاط الهزات الأرضية طيلة أشهر السنة، مرجعا السبب في ذلك إلى أن الأرض في الوقت الحالي بصدد استخراج طاقاتها المتخزنة، بعد مرور حوالي أربع سنوات من السبات، موضحا أن الهزات الخفيفة المسجلة ابتداء من شهر جانفي المنصرم هي هزات خفيفة يمكن تسجيلها من فترة لأخرى تمنع بدورها حدوث هزات أقوى من تلك التي هزت ولاية بومرداس في ال 21 ماي من عام 2003 . و توقع بوناطيرو، أمس، في اتصال معه، حدوث نشاط زلزالي مكثف سيسجل في أشهر أفريل، ماي، أوت وسبتمبر، على غرار الهزتين الأخيرتين اللتين تم تسجيلهما في كل من ولاية قالمة أول أمس الخميس بقوة 3،9 درجة على سلم ريشتر، و أخرى سجلت صبيحة يوم أمس الجمعة بولاية بومرداس بقوة 5،2 درجة، حيث قال أن هاتين الهزتين الأخيرتين تزامنت و دخول القمر في الربع الأخير، مضيفا أن المؤشرات التي تؤول إليها أوجه القمر تساعد على خروج الطاقات المتخزنة في الأرض على مدار الأربع سنوات الأخيرة، فضلا على ارتفاع درجة الحرارة في شهر جانفي المنصرم التي تؤدي بدورها إلى حدوث تجعيد الصخور، بعد تقلصها في موجة البرد التي اجتاحت الجزائر في الأشهر الأخيرة من السنة الماضية، مما يعني حسب محدثنا أن وجود حركة تكتونية، أي حدوث اصطدام بين الصفائح القارية الأفريقية و نظيرتها الأوروبية، فهي كلها عوامل مصدرها الرئيسي هو ارتفاع درجة الحرارة على المستويين المحلي و العالمي.و أشار محدثنا إلى أن يوم 4 جانفي الماضي كانت الجزائر في منعرج النشاط الشمسي، بينما انطلق في اليوم الموالي النشاط الشمسي المرتبط بدورة 11 سنة بشكل رسمي مع زلزال بومرداس 2003 ، حيث انخفضت منذ تلك السنة إلى غاية اليوم عملية تسجيل الهزات، لكن دخول القمر في الربع الأخير عمل على إحياء النشاط الزلزالي الذي يرتقب استمراره طيلة الأشهر السالف ذكرها. مما حال دون تمكن جهاز "الحاسب الأوتوماتيكي" الخاص برصد الزلازل من ضبط درجة الهزة في الوقت المحدد و بشكل دقيق. و أضاف حانت، أمس، في تصريح خص به "النهار"، أنه من جملة الأسباب الأخرى الثانوية التي أدت إلى تأخر تسريب خبر درجة الهزة إلى الجهات الوصية المعنية في الوقت المحدد، وعلى رأسها مصالح المديرية العامة للحماية المدنية التي أخطرت بالحادث بعد مرور قرابة 45 دقيقة، إلى قدم العتاد الذي يتوفر عليه المركز، مما يجبر المشرفين إلى الإستنجاد بمركز الدراسات الزلزالية الأورومتوسطية ،مثلما حدث مع زلزال يوم أمس الجمعة أين عجز الحاسب الأوتوماتيكي عن تحديد مركز و درجة الهزة إلا بعد مرور مدة زمنية غير مسبوقة، حيث أدى ذلك بمسؤولي المركز إلى التأكد من الأمرين بالتنسيق مع المركز الأجنبي ، مشيرا في سياق متصل إلى أن الهزات الأرضية الخفيفة يمكن قياس درجتها في رقم قياسي، مما يوضح حسبه أن نوعية الحاسب الأوتوماتيكي تتلاءم أكثر مع هذا النوع من الهزات. و بخصوص أهم المستجدات الخاصة بالعتاد الجديد الذي زود به مركز علم الفلك و الجيوفيزياء ، أكد المتحدث أنه لم يتم تجهيز المركز بالعتاد المستورد من الولاياتالمتحدة ، نظرا لتكلفة التجهيز، الأمر الذي أدى بالمركز إلى استعمال العتاد القديم، الذي لا يتلاءم و طبيعة الهزات التي تضرب البلاد، مشيرا إلى وجود 40 محطة خاصة بمراقبة الزلازل المستعملة في الوقت الحالي تعود إلى عقود خلت، بينما ال 20 محطة أخرى الجديدة المستوردة من الولاياتالمتحدة بناء على طلب تقدم به الرئيس بوتفليقة خلال الزيارة التي قادته إلى المركز عقب الزلزال الذي ضرب ولاية بومرداس 2003عام، استغل منها 10 محطات فقط، فيما تبقى المحطات العشر المتبقية لم يتم تجهيز المركز بها نظرا لقيمة التكلفة و الوقت المستغرق في عملية التركيب.