عبّر نجم الفريق الوطني في الثمانينات لخضر بلومي، أمس، عن فرحته الكبيرة بعد تسوية قضيته التي اتهم فيها بفقء عين طبيب المنتخب المصري أحمد عبد المنعم أحمد عبد الهادي في أعقاب اللقاء الذي جمع الفريقين في تصفيات كأس العالم بالقاهرة في خريف 1989، وأكد أن حل الإشكال الكروي الذي ظل قائما لمدة 20 سنة تم بفضل تدخل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الأسبوع الفارط، وأصر بلومي أنه بريء من التهمة الموجهة إليه" منذ 20 سنة وأنا أقول بريء". قبل شهرين من لقاء الجزائر ومصر المرتقب إجراؤه يوم 7 جوان المقبل بالجزائر في إطار التصفيات المزدوجة لكاسي إفريقيا والعالم2010 عرفت قضية صانع أفراح الفريق الوطني في الثمانينات لخضر بلومي مع الطبيب المصري التي تعود حيثياتها إلى سنة 1989 والتي ترتبت عنها متابعة قضائية ضده "تسوية نهائية سعيدة" على حد تعبير رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى براف. وأبدى صاحب الكرة الذهبية الإفريقية ارتياحه الكبير لهذه النهاية في اتصال أجرته معه "صوت الأحرار"، وأثنى كثيرا على التدخل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي يعود له الفضل على حد قوله في وضع حد لهذا الإشكال الذي استمر عقدين من الزمن. واعتبر بلومي إغلاق القضية التي أثارت حساسية كبيرة بين منتخبي البلدين في كل المناسبات الكروية براءة من التهمة التي ألصقت به، مضيفا "20 سنة وان أقول باني بريء". ولم يفوت اللاعب الفرصة ليشكر الصحافة الوطنية التي قال عنها إنها ساندته طيلة هذه السنوات، داعيا الجمهور الرياضي إلى التحلي بالروح الرياضية العالية وأن الجزائريين شغوفين بالفنيات الكروية واللعب الجميل وليس العنف كما يشاع عنهم. وكانت القضية تفجرت بعد لقاء المنتخبين المصري و الجزائري يوم 16 نوفمبر1989 لحساب تصفيات كأس العالم 1990 التي احتضنتها ايطاليا والتي حرمت "الخضر" من مشاركة ثالثة على التوالي في نهائيات أكبر حدث كروي على الإطلاق في العالم. وكان الطبيب المصري أحمد عبد المنعم أحمد عبد الهادي قد أودع شكوى لدى العدالة المصرية بعد إصابته في العين بشظايا الزجاج ليتهم بلومي بالوقوف وراء هذا الاعتداء و اتصلت العدالة المصرية بالشرطة الدولية "الأنتربول" التي أصدرت مذكرة توقيف دولية بحق اللاعب الجزائري. وجاء اتفاق التسوية بعد جلسة الصلح التي جرت يوم الثلاثاءالفارط بالقاهرة بحضور رئيس اللجنة الأولمبية المصرية اللواء منير ثابت ورئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى براف والطبيب المصري أحمد عبد المنعم أحمد عبد الهادي حسبما أفاده بيان مشترك موقع من طرف رئيسي اللجنتين الأولمبيتين. وعقب جلسة الصلح وقع الدكتور أحمد عبد المنعم رسالة بحضور رئيسي اللجنتين الأولمبيتين الجزائرية والمصرية "تعلم الوكيل العام للقاهرة بتنازله عن كافة حقوقه وعن كل متابعة في حق لخضر بلومي", حسبما أوضحه البيان، والتمس الدكتور عبد المنعم من الوكيل العام للقاهرة "وضع حد لمذكرة التوقيف الدولية التي أصدرتها شرطة الأنتربول بحق لخضر بلومي". من جانب آخر، دعت اللجنتان الاولمبيتان الجزائرية والمصرية المسيرين الرياضيين والجماهير في البلدين إلى جعل من اللقاءات الرياضية الجزائرية المصرية مناسبات للأفراح وانتصار للروح الرياضية المثالية عبرتا عن ارتياحهما للتوصل إلى تسوية نهائية لهذه القضية. وبهذا تم التوقيع على اتفاق عام للصلح و إلغاء كل المتابعات المدنية والجزائية بين الدكتور أحمد عبد المنعم ورئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية باعتباره ممثلا للخضر بلومي بحضور محاميي كلا الطرفين. كما تم أيضا التوقيع لدى محكمة "الجديد" بالقاهرة على عقد تنازل منشور و مسجل عن كل المتابعات الجزائية والمدنية في حق النجم السابق لكرة القدم الجزائرية. وتوج لخضر بلومي البالغ من العمر عام 1980 بالكرة الذهبية الإفريقية وبعد عام تحصل على لقب أحسن رياضي إفريقي وشارك في دورتين نهائيتين لكأس العالم 1982 بإسبانيا وكان صاحب هدف الانتصار أمام ألمانيا (2-1) وفي عام 1986 بالمكسيك.