في الوقت الذي تستنفر كل المصالح الصحية والأمنية قواعدها لمواجهة طوارئ داء الأنفلونزا الخطير الذي بدأت حالاته تظهر في بلادنا، لازالت عصابات التهريب تمارس نشاطها في شكل عادي دون حساب النتائج الكارثية التي تهدد بفناء سكان المنطقة، جراء احتمالات انتقال عدوى الداء العالمي القاتل من خلال تهريب نوع من أبقار مجهولة الهوية، حسب مصادر بيطرية، حيث عثر على أبقار سوداء اللون تحمل أقراطا في آذانها لأسباب مجهولة لا يعرفها إلا عناصر عصابات التهريب. وحسب المعلومات التي حصلت عليها ''النهار'' في عين المكان أين تنقلنا إلى المناطق الحدودية في كل من بوحجار، عين كرمة والعيون. وتأكدنا من وجود هذه الأبقار المشبوهة التي قال لنا عدنها عدد من مربي الماشية وسكان تلك المناطق أن تونسيين يقومن بمقايضتها بالأحمرة الجزائرية التي تهرب عبر تونس نحو إيطاليا لاستعمالها في السيرك وكذا تحويل لحومها إلى طونة مما أدى إلى انقراض هذا الحيوان المطلوب بالمنطقة الحدودية، لدرجة أن السكان أصبحوا لا ينامون لحراسة أحمرتهم بدل الماشية، حيث يستعملونها في قضاء لوازمهم والتنقل لجلب الماء والحطب.من جهة أخرى، فإن الأبقار الإيطالية السوداء تدخل عبر المناطق الحدودية في شكل تهريب بالتنسيق بين العصابات المشتركة الجزائرية التونسية بعيدا عن أنظار المراقبة البيطرية والأمنية، حيث علمنا من مصادر مقربة أنها تدخل بطرق مجهولة وسرية إلى المذابح وتسوق إلى المواطنين للاستهلاك المحلي بل تباع لحومها أيضا في ولايات مجاورة كسوق أهراس، ڤالمة وعنابة. وحسب ذات المصادر، فإن هذه الأبقار تحمل العديد من الأمراض منها الحمى المالطية والسل وأن هناك خطر محتمل بحكم أن إيطاليا عايشت ظاهرة جنون البقر في السنوات الماضية. وقد سبق أن صرح قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بالطارف أنه أمر وحدات حرس الحدود بتشديد الرقابة لمنع تسلل هذه الأبقار إلى ترابنا الوطني لما تحمله من أمراض خطيرة. وللتذكير، فإن انخفاض أسعارها ساعد على تسويقها بشكل سريع، إذ يتراوح سعرها بين 7 إلى 8 ملايين سنتيم ولازالت تباع في الأسواق الأسبوعية في كل من بلديات عين العسل وبوحجار بانتظار التحرك للمصالح المعنية ووقف الزحف القاتل لأبقار الرعب في ولاية حدودية مفتوحة على كل المصائب.