فيما أعلنت السلطات السعودية حالة طوارئ لمواجهة الداء أثارت تداول أخبار عن ظهور داء أنفلونزا الطيور في المملكة العربية السعودية قلقا كبيرا لدى أهالي الحجاج ووزارة الشؤون الدينية و الأوقاف على السواء، خاصة وأن أغلبية البعثة الجزائرية المكونة من ثمانية ألاف حاج منذ الرابع و العشرين من الشهر المنصرم إلى غاية اليوم، لم يتم تلقيحهم ضد هذا الداء الذي اكتشفت حالات منه في السعودية منذ 15 يوما . وقال مصدر مسؤول في وزارة الصحة في تصريح خاص ل"النهار"، أن التلقيح ضد داء الأنفلونزا أسندت مهامه منذ حوالي سنة إلى مصالح الضمان الاجتماعي التي تقوم بالعملية هذه بصفة مجانية و غير إلزامية ، وحسب المعلومات المتوفرة لدى مصدرنا فإن عددا قليلا جدا فقط من الحجاج البالغين سن ال65 سنة فما فوق كانوا قد خضعوا لهذا النوع من التلقيح قبل الذهاب لأداء مناسك الحج كما أن العدد الحقيقي الخاص بالبعثة الجزائرية إلى البقاع المقدسة التي أخضعت للتلقيح ضد الأنفلونزا يبقى مجهولا لدى وزارتي الصحة و الشؤون الدينية و الأوقاف. و في الوقت الذي تعلن فيه السلطات السعودية حالة التأهب لمواجهة الوباء الذي يهددها، وشرعت القضاء على الطيور المصابة منذ عدة أيام، فأن السلطات الجزائرية المعنية بالحجيج لم تأخذ هذه المخاطر بعين الاعتبار واكتفت بالتلقيح ضد داء التهاب السحايا من خلال إجبار كافة الحجاج على الخضوع لهذه العملية دون تلك المتعلقة بداء الأنفلونزا. و من جهة أخرى رد، أمس، المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية و الأوقاف، عبد الله طمين، في اتصال هاتفي معه مسؤولية التعامل مع أي خطر وبائي الى السلطات البلد المضيف المملكة العربية السعودية، التي ستكون مطالبة حينئذ باتخاذ إجراءات قوية ضدها في حال تسجيل أية حالة من البعثة الجزائرية، على اعتبار أن وزارة الصحة السعودية لم تقم بإشعار مسبق لنظيرتها الجزائرية باعتبارها المسؤولة الأولى عن ضمان سلامة الحجاج تزامنا مع تسجيل إصابات في الآونة الأخيرة عن داء أنفلونزا الطيور و أن ذلك أمر يستلزم بدوره اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية خاصة ما يتعلق منها بإلزامية الحجاج الجزائريين على التلقيح ضد هذا الداء قبل توجههم الى البقاع المقدسة. والى جانب المسؤوليات الملقاة على وزارة الصحة السعودية، أشار مسؤول الإعلام إلى دور البعثة الطبية الجزائرية المكلفة بإسعاف الحجاج في البقاع المقدسة ي، والتي يصل تعداد مؤطريها إلى 120 طبيب، ومن المرتقب أن يتم إرسال بعثة أخرى اليوم الثلاثاء تتكون من 50 عضوا يمثلون وزارات كل من الداخلية، الخارجية و الشؤون الدينية للإحاطة باحتياجات حجاجنا الميامين. وأعادت مخاوف إصابة الحجاج بالداء وعدم تلقيحهم قبل مغادرتهم للبلاد،قضية توفر لقاح "صيدال" المضاد وعدم تسويقه الى الواجهة، حيث كشف رشيد زهواني مسؤول بفرع بيوتيك لدى مجمع صيدال في اتصال هاتفي معه، عن وجود 50 ألف علبة من دواء "صايفلو" المضاد لداء الأنفلونزا قد أنتجها المجمع سنة 2005 ما تزال مكدسة بالمستودعات لم يتم تسويقها إلى غاية اليوم، جراء امتناع مصالح وزارة الصحة و السكان عن اقتنائها من المجمع مفضلة دواء مجمع "روشيو" الألماني، كونه كان سباقا لإنتاج هذا النوع من الأدوية مقارنة بصيدال، الأمر الذي انجر عنه لجوء مصالح "صيدال" إلى تصدير 5 ألاف علبة من "صايفلو" نحو نيجيريا خلال السنة الجارية بالرغم من تكلفة المادة الأولية "أوستورامدان" لإنتاجه، وهي مادة يتم استيرادها من الهند وتكلف صرف 12 ألف دولار للكيلوغرام الواحد، معربا عن أمله في تراجع وزارة الصحة عن قرارها و الاستنجاد بدواء المجمع الذي يمثله خاصة في حالة هذه التي تهدد حياة الحجاج الجزائريين و الجدير بالذكر، فان وزارة الصحة السعودية كانت قد أعلنت الخميس الماضي عن ظهور إصابات جديدة أخرى بمرض أنفلونزا الطيور ب "عالي الضراوة" و "سوق الحمام" في مزارع للدواجن ببعض محافظات منطقة الرياض بالسعودية ، حيث قدرت الوزارة نفسها أعداد الطيور التي جرى التخلص منها أو تلك التي يجري القضاء عليها منذ ظهور أول إصابة في 12 نوفمبر المنصرم ب 3،5 مليون طائر.