أنا شاب في الأربعين أشغل منصبا مرموقا في مؤسسة عمومية محترمة، أحظى بالتقدير والاحترام من قبل الجميع، يتيم الأبوين وأملك سكنا خاصا . مشكلتي سيدتي التي أخفيها بين ثنايا قلبي، أنني أعيش على هامش المجتمع، وأرفض الخوض في علاقات مع الجنس الآخر، ولم يسبق أن دق الحب قلبي، كل ذلك بسبب بشاعة شكلي الذي لا يسر الناظر أبدا . إنني أتعذب عذابا مرا وأليما ولا أحد يدري بحالي، فالصمت يكاد يقتلني والمشكل إياه يقبض على أنفاسي ، دون أن أجد له حلا يريحني . أحاول دوما إقناع نفسي بأنني مخطئ، على الدوام في الطريقة التي أفكر بها وفي نظرتي إلى نفسي، ثم يعاودني اليأس من جديد فأصطدم بالواقع الأليم . هل هناك فعلا امرأة تتفهم موقفي وتدرك حقا أنني مثل كل الرجال؟ سؤال يؤرقني ويجعلني تائها في دوامة لا أعلم كيف أوقفها أو أخرج منها سالما معافى . الرد ما كل هذا التشاؤم سيدي؟ وكل هذه الأفكار السوداوية التي طبعت شخصيتك وجعلتك ترى الحياة بمنظار لا نور فيه؟ الجمال جمال القلب والروح، والأمر هنا لا يتعلق بديماغوجية وبكلام فارغ لا معنى له، بل حقيقة ناصعة يعرفها كل من ذاق العذاب من قبل أناس يحظون بالجمال الأخاذ، لكنهم تجردوا من إنسانيتهم في تعاملهم مع الآخرين. ثق سيدي أنك لا تختلف فعلا عن الرجال الآخرين، وأنك أهلا للارتباط والزواج، ما دمت تملك النية الصادقة والرغبة في بناء أسرة، وأنا على يقين أنك ستحقق مرادك لمجرد أنك قررت كسر جدار الصمت، وتبليغ انشغالك الذي أخفيته في قلبك منذ مدة إلى قارئات الجريدة. ردت نور