سيدتي نور تحية تقدير واحترام، من رجل هو بأمس الحاجة إليك حين وقع في مشكلة مع نفسه وهو يبحث عن حل لها، أتمنى من كل قلبي أن تسمعيني اليوم مثلما سمعتني بالأمس القريب لأني متصل دائم بهذا الركن الإنساني. أنا رجل في 45 من عمري متزوج وأب لطفلة في أسبوعها الأول عشت مع زوجتي الحب والسعادة و أنجبنا أطفال من قبل ثلاثة ذكور، ولم يتغير تعاملها معي ولا تعاملي معها، فقد أعادت الي الأمل في الحياة بعدما كنت يئسا، لكنني للأسف الشديد لم أخبرها بأمر حدث لي في فترة مراهقتي، ولما رزقني تعالى بزوجة صالحة وأنجبت لي ابنتي هذه، تذكرت قضيتي مع فتاة كنت قد تعرفت عليها في إحدى المدن الجزائرية وكنت حينها طائشا، فأخطأت في حقها وأنا الآن نادم أشد الندم فقد كان عمرها 21 سنة، وتركتها حاملا مني وتخليت عن فلذة كبدي، لكن حين رزقت بابنتي شعرت بالندم فانتقلت الى المكان الذي تركتها فيه، وسألت عنها، وقد علمت أنها قدمت المولودة، لإحدى النساء التي قدمتها بدورها لعائلة تبنتها مقابل مبلغ من المال، أما عن الأم فقد تنكر لها أهلها، فتركت البيت ولا أحد يعرف أين هي الآن، لم أترك مكانا إلا وبحثت فيه عنها دون جدوى، فبقيت على اتصال بأناس أعرفهم، لكنني توصلت إلى حقيقة مرة هي أن البنت لم تعش طويلا، لقد توفيت في سن الثانية ولهذا بحثت عن الفتاة لأصلح خطئي حتى إذا تعلق الأمر بالزواج منها، لكنني لم أجد لها أثرا، الآن أنا في حيرة من أمري هل أخبر زوجتي، و كيف ستكون حياتي معها، وماذا لو ظهرت تلك الفتاة، كيف أتصرف معها؟ أني أتعذب في صمت، وأخشى أن أخسر زوجتي، ومع ذلك أريد أن أصحح خطئي، أرجو النصح والإرشاد منك وجازاك تعالى كل خير الرد: أخي الكريم، أشكرك على الثقة والصراحة، ودعني أقول لك بأن الحل بيدك وحدك، فأنت الذي تعرف طباع زوجتك، فحاول إذن اختبار درجة تحملها للأمر، و تأكد أن الزوجة تغفر لزوجها أخطاء ماقبل الزواج، لكنها لا تغفر له أخطاء الخيانة الزوجية، لهذا أنصحك بالتمهيد لزوجتك، و أخبرها في الوقت المناسب، ثم عليك أن تتوجه الى أقرب إمام لاستشارته بخصوص الذنب الذي اقترفته، يجب عليك التوبة مع عقد العزم بعدم العودة الى الخطأ، و طلب كيفية إصلاح الخطأ ولا تنس الصلاة ودعائه سبحانه وتعالى. ردت نور