سلطت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، عقوبة 15 سنة سجنا نافذا ضد سائق سيارة “فرود” “ز.م.ف”، بتهمة قتل صديقه حرقا بالبنزين بمكان معزول بمنطقة “واد أبوقراط” ببلدية سرايدي، بعد توصّل الضحية إلى حقيقة وجود علاقة غرامية بين المتهم وزوجته بعنابة. وقائع القضية، حسب ما دار في جلسة المحاكمة، تعود إلى شهر ماي من العام الفارط عندما قام المتهم “ز.م.ف” بالتوجه رفقة الضحية إلى منطقة “واد بوقراط”، قبل أن يتم العثور على جثة “ق.سمير” متفحّمة بعين المكان، بعد أن تم إخطار رجال الدرك الوطني بالمجموعة الولائية بالحطاب من طرف المتهم “ز.م.ف”، حيث باشرت العناصر تحقيقات موسّعة أفضت إلى عدم العثور على أدوات الجريمة المتمثلة في دلو بنزين، و”ولاعة”، إلى جانب التوصل خلال التحقيق إلى أن المكان المحاذي للجثة لم يتعرّض للحرق، وكلها دلائل تفيد بتورّط المتهم “ز.م.ف” في جريمة القتل وإخفائه المحكم لأدوات الجريمة، خصوصا بعد ثبوت تورّطه في علاقة غرامية مع زوجته “س.ل” التي كانت تدرس بمدرسة السياقة التي يملكها الضحية، بطلب من زوجها المتهم. وخلال جلسة المحاكمة أنكر المتهم الجرم المنسوب إليه، مؤكدا أن الضحية أقدم على وضع حدّ لحياته لوجود خلافات عائلية مع زوجته، مضيفا أنه اشترى “دلو بنزين”، بناء على طلب الضحية في إطار التحضير لشراء دراجة نارية لا غير. هذا، وقد سبق أن صرّح المتهم خلال مراحل التحقيق بوجود علاقة غرامية تربطه بزوجة صديقه الضحية، هذه الأخيرة نفت الأمر تمامًا مضيفة أنها كانت تتصل بهذا الأخير للاستفسار عن وضع زوجها لكونه مدمن خمر، بعد أن تمكن رجال الدرك من التوصل إلى وجود 267 مكالمة هاتفية بينهما قبل الوقائع وبعدها. وقد حضر أولياء الضحية الذين نفوا احتمال إقدام ابنهم على وضع حدّ لحياته، مؤكدين تعرّضه لجريمة قتل، كون هذا الأخير أكد في اتصال هاتفي بشقيقته وجود أمور خطيرة يستوجب كشفها. النيابة العامة ولخطورة الوقائع طالبت بتوقيع عقوبة الإعدام في حقّ المتهم، وبعد المداولات نطقت هيئة المحكمة بالحكم سالف الذكر.