أدانت الطبقة السياسية والتيارات الإسلامية بموريتانيا العملية الانتحارية التي استهدفت السبت المنصرم، سفارة فرنسا بموريتانيا، معتبرة أن العملية تعد عملا غريبا عن المجتمعالموريتاني والدين الإسلامي، وجاء في نشرة أخبار الثامنة بالتلفزيون الموريتاني، إدانة واسعة من قبل مسؤولي الدينبالجمهورية الموريتانية، حيث قالوا أن الإسلام يوجب حماية كل نفس بشرية مهما كانت جنسيتها، وبالمناسبة قدم هؤلاءاعتذاراتهم الرسمية للمواطنين الذين فزعوا، اثر بث التلفزيون الموريتاني صورا عن الجثة المقطعة التي تعود للانتحاري منفذأول عملية انتحارية بموريتانيا.وقد أسفرت العملية عن جرح عنصرين في الدرك الفرنسي، إضافة إلى موريتاني، وقال إمامالمسجد الأكبر بنواكشوط، أحمد ولد لمرابط، إن هذا النوع من العمليات لا يمكن إقراره من قبل أي دين في العالم، وشدد الإمامهذا الشاب الذي قتل نفسه وحاول بالمقابل اغتيال آخرين، لن يذوق طعم الجنة التي وعد بها الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم،المسلمين''، من جهته أدان محمد حسان ولد داود، زعيم الإسلاميين في حزب التواصل، وعلى المباشر، تصرف الشاب الذيوصفه بالطائش، بعد أن خضع لعملية غسيل المخ، ''هؤلاء أشخاص لم يجيدوا الفهم الحقيقي لديننا، فهم يهاجمون أنفسهم أولا، ثميستهدفون الأجانب، رغم أن الإسلام أكد على ضرورة حفظ النفس البشرية''، يضيف ولد داود. من جهته، دعا حزب الاتحاد منأجل الجمهورية، الطبقة السياسية للاتحاد مع الرئيس المعين حديثا للحرب ضد الإرهاب، داعيا الشباب المغرر بهم للعودة إلىجادة الصواب وتفعيل الحوار، موضحا أن العملية هي غريبة عن المجتمع الموريتاني وعن الإسلام بشكل عام. وكان الرئيسالموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الذي نصب الأربعاء في منصبه، قد تحدث عن ''الإرهاب الناشئ'' في بلاده، موضحا أنهجند شبيبة مضللة أحيانا''، وذلك في مقابلة أدلى بها قبل العملية الانتحارية التي وقعت السبت في نواكشوط، وقال عبد العزيزفي هذه المقابلة مع مجلة ''نيو افريكان'' التي نشرتها في عددها أمس، ''إن الأمر يتعلق عندنا بإرهاب ناشىء''. من جهته، اعتبرسكرتير الدولة الفرنسي لشؤون التعاون ''ألان جويانديه'' أن العملية الانتحارية التي أدت إلى إصابة ثلاثة أشخاص من بينهمدركيان فرنسيان يوم السبت في نواكشوط، تستهدف سياسة الحزم التي ينتهجها الرئيس محمد ولد عبد العزيز وتدعمها فرنسا. وصرح جويانديه عبر إذاعة ''ار تي ال'': ''ليس مؤكدا أن فرنسا هي المستهدفة مباشرة''. '' '' وأضاف ''لم يتم تبني العملية حتى الآن، ''أعتقد أنها متعلقة بانتخاب الرئيس ولد عبد العزيز، الذي أكد تصميمه على مواجهةالقاعدة''، وتابع ''بالطبع رحبت فرنسا بهذا الموقف، لذا لا يمكننا نفي أن تكون فرنسا مستهدفة''، معلنا عن اتخاذ إجراءات أمنيةإضافية، ''لا تعليمات خاصة بالنسبة إلى رعايانا حاليا، لأن هذه العملية الإرهابية التي لم يعلن أي طرف عن تبنيها حتى الساعة،ما زالت حادثة معزولة''. وفي الصدد ذاته، أعلن مسؤول في الشرطة الموريتانية لفرانس براس، أن الانتحاري الذي فجر نفسهالسبت الفارط بالقرب من سفارة فرنسا في نواكشوط، هو موريتاني في العشرين من العمر، وتبحث عنه الشرطة بوصفهعضوا في الحركة الجهادية''، وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته ''أنه عنصر مبحوث عنه، وكان مطلوبا من قبلالأجهزة الأمنية، كان رسميا عضوا في الحركة الجهادية''، وأوضح أن الشاب الذي ''ولد في العام 1970 في نواكشوط، عاد إلىالأراضي الموريتانية قبل عشرة أيام فقط''. ''