شهدت مدينة سوسةالتونسية مساء أمس الأول مشادات عنيفة بين سياح جزائريين ومواطنين من تونس كان حي الرياض العريق في مدخل المدينة مسرحا لها خلفت إصابة 15 جزائريا بجروح إصابة اثنين منهم وصفت بالبليغة،إضافة إلى تحطيم وتخريب أربع سيارات جزائرية بشكل شبه كلي. وحسب مصادرنا من عين المكان، فإن العشرات من الشباب التونسيين من أبناء الحي والأحياء المجاورة مدججين بالعصيوالدبابيس والهراوات والحجارة هاجموا المبنى الذي يتواجد فيه الجزائريون بكثرة وسط الحي ووجهوا الضربات لكل منيصادفهم من الجزائريين مما أدى إلى كثرة عدد المصابين الذي بلغ الرقم 15 على الأقل اثنان منهم أصيبا بكسور على مستوىالوجه والأطراف استدعت نقلهما إلى مستشفيات متطورة بتونس. ولم يتوقف الوضع عند هذا الحد بل هاجم التونسيون بعد اختفاءالأفراد الجزائريين في مقرات إقامتهم، وهي عبارة عن شقق تم تأجيرها باليوم، مركبات الجزائريين وحطموا 4 منها كانتمتوقفة أسفل المبنى من بينها سيارة ''اكسن'' لمواطن من بلدية الرباح حطمت كليا، إضافة إلى سيارتين من نوع ''لاڤونا وآتوس'' تم تخريبهما جزئيا. وعاش الجزائريون يوما عصيبا في الحي بسبب تأخر تدخل أعوان الأمن الذين لم يتدخلوا إلا بعد فترة منانتهاء المواجهات، حيث منع أعوان الأمن التونسي أي مواطن تونسي من الاقتراب من المبنى الذي يؤجره الجزائريون لتفاديأي احتكاك آخر من شأنه أن يشعل فتيل الأحداث مجددا. واستنادا إلى ذات المصادر، فإن خلفية المواجهات تعود إلى شجارفردي بين مواطن تونسي وشاب جزائري تطور إلى مواجهات جماعية، حيث رشقت إقامة الجزائريين بالحجارة الذين بدورهمردوا برمي بقايا القارورات وأكياس القمامة،حيث يتواجد بمقر الإقامة المذكور نحو 45 جزائريا من الوادي وتبسة وبعض الولايات الأخرى. وإثر هذه المواجهات قرر العديد من الجزائريين تحويل مقر إقامتهم إلى مدن أخرى أو العودة إلى أرضالوطن وقطع عطلتهم الصيفية التي يفضل الجزائريون قضاءها في تونس وتحديدا بمدينة سوسة عروس الساحل التي تستقبلسنويا الآلاف من الجزائريين في فصل الصيف يستقر أغلبهم في حي الرياض وهو حي شعبي تفضل العائلات التونسية التيتعيش فيه الاستفادة من مداخيل السياح وتنتقل إلى الريف لتؤجر شققها للجزائريين. وقد ذكرت هذه الأحداث الجزائريين بأحداثسنة 2004 عندما تعرض الجزائريون لهجوم عنيف من التوانسة في مدينة صفاقس على خلفية مشاركة المنتخب في كأسإ فريقيا. وقد تأسف العديد من الجزائريين لهذه الأحداث التي لا تعكس السلوك السياحي الذي يتطبع به إخواننا التوانسة رغمالمداخيل الهامة والفوائد التي تجنى من قطاع السياحة المنتعش في هذه الدولة بفضل الجزائريين بشكل خاص، حيث تفيد الأرقاما لمستقاة من مصالح الجمارك بالمركز الحدودي الطالب العربي بالوادي أن أكثر من 28 ألف جزائري قصدوا تونس منذ الفاتح من جويلية إلى غاية 7 أوت على متن نحو 9000 مركبة في المركز الحدود بالوادي فقط بمعدل أكثر من 600 جزائري يوميا يدخل إلى تونس ومعظمهم بغرض السياحة ليس إلا، حيث تعتبر سوسة قبلة مفضلة لهؤلاء السياح لتوفر الأمن والأمان وحسن الاستقبال وكرم الضيافة. وقد أبدى العديد من الجزائريين قلقهم عن ذويهم المتواجدين بتونس هذه الأيام، فيما فضل آخرون إلغاء رحلتهم إلى تونس لتجنب أي تطور للأوضاع ضد الجزائريين رغم إقرار العديد من التونسيين الذين التقتهم ''النهار'' أمس،بالوادي أن هذا السلوك لا يعكس العلاقة الأخوية بين الشعبين ودرجة التلاحم والمحبة بينهم وعبرو عن رفضهم له مهما كانتا لأسباب والدواعي وأي متضرر من سائح جزائري بإمكانه اللجوء إلى العدالة التي تقتص منه ولا يمارس سلوك انتهى زمنه في ظل دولة القانون.