على خلفية تعطل أجهزة السكانير وغياب أطباء التخدير والإنعاش نظّم، صباح أمس الأحد، عدد من أطباء وممرّضي المستشفى المركزي «محاد عبد القادر»، فضلا عن عشرات المواطنين من فعاليات المجتمع المدني، وقفة احتجاجية أمام مقرّ الإدارة، تنديدا بالمشاكل التي ظلّ يتخبّط فيها قطاع الصحّة بالولاية، من خلال عمليات هروب الأطباء واستقالات الطاقم الطبّي المتخصّص والعام. عبّر المحتجّون في تصريحاتهم ل«النهار»، عن سخطّهم لعدم تجسيد مطالبهم التي رفعوها سابقا، خاصة ما تعلّق منها بعدم الاستقرار الإداري، وأنّ أكثر من 13 مديرًا قد تمّ تغييره في ظرف 8 سنوات، ناهيك عن ظروف العمل المزرية التي يعانون منها، فضلا عن تعطّل جهاز السكانير وغياب أطباء الأشعة، في ظلّ لجوء المواطنين إلى العيادات الخاصة وما ينجر عن ذلك من أثمان باهضة أرهقت كاهل المواطن البسيط وقال المحتجّون، إنّ المؤسسة الصحيّة التي يعملون بها لم تسجل أيّ نشاط وبرمجة إجراء عمليات جراحية لفترة تصل إلى شهرين خلال النشاط الطبّي لسنة كاملة. وهو ما كشفته رسالة النائب البرلماني «الأخضر الإبراهيمي»، التي تسلمت «النهار» نسخة منها، والتي تؤكّد أنّ نشاط العمليات الجراحية بمستشفى الجلفة حاليًا متوقف، بالرغم من توفر إمكانية تنشيطه، وهذا من خلال تدعيمه من مستشفيات بلديات الولاية بالعدد الكافي من الأطباء المتخصصين في التخدير والإنعاش، في إطار الوضع تحت التصرّف. في حين تتوّفر مستشفيات بلديات الولاية على تعداد 20 طبيبا متخصصا في الإنعاش، وهي حالة الاستياء العام لسكان ومواطني مدينة الجلفة، التي قال من خلالها المحتجّون، بأنّ المستشفى يشهد دخول حوادث وإصابات بشكل يومي، رغم المراسلات العديدة التي تقدّم بها ذات النائب البرلماني. كما أكّد المحتجّون بأنهم قاموا في وقت سابق برفع لائحة مطالب رفقة النائب البرلماني «الأخضر الإبراهيمي»، ولم تجد طريقها للحل، خاصة وأنه في كلّ مرّة يتم تحويل الحالات المرضية المستعجلة مباشرة لمستشفيات بلديات حاسي بحبح والإدريسية، ومسعد بمسافات لا تقل عن 50 كم عن مقرّ بلدية الجلفة. في حين تجرى العمليات العادية بالمصحات الاستشفائية الخاصة المتواجدة ببلدية الجلفة، وهذا لانعدام الطاقم الطبّي المؤهل، خاصة ما تعلّق بالأطباء المتخصصين في التخدير والإنعاش، مطالبين الوزير الأول بالتدخل المستعجل من أجل رفع الغبن المسجّل لإعادة إحياء نشاط العمليات الجراحية بالمستشفى المركزي بالجلفة، لاسيما ما تعلّق بحلّ مشكل عدم توفر المستشفى على طاقم طبّي متخصص في التخدير والانعاش.