أصدر التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الناشط تحت إمرة أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال، تسجيلا مرئيا جديدا، استغله لدعوة العناصر الموجودة خلف القضبان بموريتانيا للالتحاق بالتنظيم الإرهابي، وحاول الشريط الصادر عن مؤسسة الأندلس لصاحبه "أبو أنس الشنقيطي"، تحت عنوان نداء إلى أسود شنقيط الرابضين خلف القضبان، استجداء الموريتانيين الموجودين بسجون شنقيط للالتحاق بالتنظيم الإرهابي، على اعتبار أن هذا الأخير يعاني من شح في التجنيد بالجزائر، وتضييق في الخناق على العناصر الإرهابية بالمعاقل الأخيرة للتنظيم، وهو ما يحول دون تنقلها أو تنفيذها لعمليات إرهابية استعراضية. ويقول متتبعون للملف الأمني أن تجفيف منابع تمويل وتموين تنظيم دروكدال بالمؤونة والمجندين، أجبره على الاستعانة بعناصر أخرى من دول أجنبية على غرار موريتانيا، ولفت الخبراء الى أن دروكدال بدعوته هذه للعناصر السجينة يسعى لإنشاء تنظيم إرهابي أكثر دموية، بعد أن أصبح المجندون ضمنه يرفضون القيام بعمليات لا تمت للشرع بصلة، علاوة على الهجرة الجماعية له من قبل عناصره، وكذا تعرضه للخيانة من قبل هذه العناصر التي أصبحت لا تؤمن بمعتقدات التنظيم الإرهابي والتي التحقت به في بداية الأمر بدافع قناعة اسمها "الجهاد"، غير أن تحرك علماء الأمة الإسلامية بمن فيهم علماء التيار السلفي جعل الكثيرين يعدلون عن التجاوب مع أوامر قيادات التنظيم الإرهابي، وهو ما خلق انشقاقات أثرت على التنظيم داخليا، بالمقابل، يسعى دروكدال لتجنيد عناصر بدون ضمير تقوم بكل ما تؤمر به من أجل إعادة التنظيم الى الواجهة، خاصة وأن الفكرة السائدة هي أن اغلب المساجين متشبعون بفكر الانتقام وبإمكانهم تنفيذ عمليات دموية دون أي إشكال أو تراجع. وفي هذا الشأن، يقول متتبعون أن التنظيم الإرهابي تخلى عن الإقناع بفكرة "الجهاد"، واعتمد سبيلا آخر هو الانتقام، على غرار ما كان معتمدا بداية التسعينيات، ضف الى ذلك التغرير بالمساجين بالمقابل المالي، الذي يسعى التنظيم لجمعها في صحراء مالي في عمليات الاختطاف التي تطال السياح الأوروبيين، الذين تتم مقايضتهم بملايين الدولارات، خاصة وأن العناصر التي يرغب في تجنيدها ستكون في حاجة ماسة الى المال بعد الإفراج عنها.