النهار تنقل أهم مظاهر الفرح والخيبة التي عاشها المشاركون في القرعة عدد دفاتر الحج القليل خلّف موجة من الاستياء على مستوى البلديات امرأة تسحب اسمها في بسكرة وطفل يستخرج قصاصة جده وجدته بالبويرة شيخ لم يفز في القرعة: «نوكل عليكم ربي .. وجوهكم ما توصّلش للحج» «نوكل عليكم ربي وجوهكم ما توصلش للحج .. هاذي ماهيش قرعة ديرولنا حل..» شيخ يقبل زوجته أمام الملإ.. امرأة تسحب ورقة تحمل اسمها.. هي عبارات وردود أفعال تؤكد تباين طريقة التعبير عن الفرحة والغضب من شخص لآخر، خلال عملية القرعة من منطقة لأخرى، بين الفائزين وأولئك الذين لم يسعفهم الحظ هذه المرة. حضر، أمس، آلاف المسجلين لحج الموسم المقبل عملية القرعة والفرز التي أفضت إلى فوز الأشخاص الذين سينزلون ضيوفا على بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج، وذلك على مستوى 1541 بلدية عبر الوطن، أين تعالت الزغاريد والأفراح في بيوت خرج مرشحوها في القرعة، بينما عبّر آخرون عن سخطهم لعملية القرعة والنتيجة التي آلت إليها في مشاهد طريفة. وقد عبّرت مشاركة في القرعة لم يسعفها الحظ للفوز هذه المرة عن خوفها من الموت قبل زيارة البقاع المقدسة ورؤية قبر النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قالت إنها شاركت للمرة الثالثة غير أنها لم تفز، وإنها لم تكن تعتقد بأن أداء فريضة الحج يكون بالقرعة، وإلا لبدأت المشاركة في سن مبكرة. شيخ يقبّل زوجته أمام الملأ بڤالمة وعجوز تموت قبل فوزها في القرعة بأسبوع في العاصمة وأسفرت عملية القرعة، أمس، على مستوى بلدية المدنية عن فوز عجوز وابنها، بعد 10 مرات من المشاركة في عملية القرعة، غير أن المفارقة الغريبة هو أن هذه العجوز سبقها قضاء الله وقدره بأن وافتها المنية قبل عملية الفرز بأسبوع واحد فقط، فما كان من ابنها الفائز سوى التحسّر والتعبير عن الفرحة الممزوجة بالحنين لرفقة الوالدة التي طالما حلمت بزيارة البقاع المقدسة. أما شيخ آخر فقال إن هذه القرعة ليست حلا، وذلك بعدما خرج خالي الوفاض من القرعة للمرة ال17، مطالبا بإيجاد حل لهؤلاء الذين لم يسعفهم الحظ لمرات عديدة، خاصة أن سنه 78 عاما، حيث بدأ المشاركة في القرعة وهو ابن 60 سنة، مشيرا إلى أن له ثلاثة أبناء شاركوا بعده في القرعة وفازوا وأدوا مناسكهم. وقد كان أغلب الفائزين في القرعة، أمس، نساء اصطحبن معهن محارمهن، بينهن ثلاث نسوة شاركن ل10 مرات، قبل أن يسعفهن الحظ لأداء المناسك، حيث شارك في العملية 788 شخص للمنافسة على 32 جوازا فقط. وقد صنع شيخ بولاية ڤالمة الحدث، حين أقدم على تقبيل زوجته أمام الملأ، مباشرة بعد الإعلان عن فوزها في القرعة ومن ثم اصطحابه معها كمحرم، حيث قال لها «أنت مربوحة عليّ.. خرجتي من التسجيل الأول»، وقال «لولاك أنت لما فزت في القرعة حتى لو سجلت 10 سنوات أخرى»، في إشارة إلى أنه شارك عدة مرات ولم يفز. شرطي يفوز بالقرعة مرتين في باتنة ومواطن آخر في برج بوعريريج وفي بريكة بولاية باتنة فاز شرطي في الأربعين من عمره مرتين في عملية القرعة، بعدما شارك محرما لأمه وأخته معا، واللتين تم سحب اسميهما في القرعة، ليكون بذلك المعني قد فاز من جهة والدته كمحرم ومن جهة شقيقته أيضا. وفي ولاية تيبازة، فقد حققت القرعة بعد 20 مرة من المشاركة حلم الحاج موسى رشيد المولود سنة 1946، والذي فاز هذه المرة في القرعة، عقب 20 سنة من المحاولة، حيث شرع في التسجيلات يوم كان عمره لا يتجاوز 52 سنة، غير أنه سيحقق حلمه أخيرا. وأما في ولاية برج بوعريريج، فقد فاز شخص واحد بالقرعة مرتين، بعدما سجل محرما لزوجة ابنه وابنته، حيث تم سحب الاثنتين معا، وقد فاز ما يقارب 90 ٪ من النساء في القرعة ببلدية برج بوعريريج، فكانت كل واحدة تؤخذ معها محرما، فقلل ذلك من فرص باقي المشاركين خاصة من الرجال المنفردين. امرأة تسحب قصاصتها ببسكرة وطفل يستخرج اسم جده وجدته في البويرة ومن الطرائف التي عرفتها عملية القرعة، ما حدث بمدينة بسكرة، حيث استدعى المشرفون امرأة لسحب ورقة من الصندوق، فصادف ذلك أنها سحبت الورقة التي تحمل اسمها واسم زوجها، فما كان منها إلا أن سقطت مغشيا عليها من شدة المفاجأة السارة التي لم تكن تنتظرها مطلقا، حيث عجزت عن قراءة اسمها الذي كان مدونا على الورقة، حيث اكتفت بالإشارة إلى صدرها بأنها هي صاحبة هذه الورقة، قبل أن يغمى عليها. ومن الطرائف والغرائب أيضا التي صاحبت قرعة الحج بعاصمة الولاية البويرة، نهار أمس، تسجيل حالة إغماء أحد الفائزين الذين اختارتهم القرعة ليكونوا سفراء إلى بيت الله الحرام لموسم الحج المقبل، وأما ببلدية تاغزوت شرق الولاية فقد استخرج طفل في السادسة من عمره اسم جدته وجده في قصاصة القرعة، بعدما طلب منه المشاركة في عملية السحب، حيث شاركا في العملية لثماني سنوات متتالية من دون جدوى. سحب اسم امرأة من دون محرمها في تيزي وزو! ومن الأخطاء التي شهدتها عملية تنظيم القرعة، تسجيل نساء من دون محارمهن في القصاصات المطروحة للقرعة، حيث تم سحب امرأة من دون محرمها في تيزي وزو، ما أدى إلى تقاذف التهم بين زوجها والمشرفين على القرعة حول سبب الخلل. وأما الحاجة «خيرة» فقد طالبت المشرفين على القرعة بإرسالها إلى الحج، قائلة «خافوا ربي راني مرا كبيرة ابعثوني للحج»، وذلك بعدما فقدت الأمل في الفوز بالقرعة، قائلة إنها المرة العاشرة التي تسجل اسمها في القرعة من دون جدوى.