سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصالح الأمن تدخلت بعد ساعة من نشوب المواجهات واعتقال 7 أشخاص شاركوا في حرب العصابات 100 سيارة محطمة وعشرات الجرحى في ''معركة'' تسبب فيها 50 شابا كانوا عراة كليا
نشبت ليلة أمس بحي باب الوادي الشعبي بالعاصمة ''حرب عصابات'' خاضها حوالي 50 شاب مخمور، كانوا مدججين بالسيوف والخناجر والعصي وعرات كليا، على الساعة الواحدة صباحا. البداية كانت عندما قدمت مجموعة أولى من الشباب من حي'' الكاريار'' الفوضوي لأسباب مجهولة، لتنتقل بعد ذلك المواجهات بين هؤلاء وسكان حي العقيد لطفي بباب الوادي وسط العاصمة. مخلفات ''الحرب'' التي نشبت للمرة الثانية على التوالي بين هؤلاء الشباب كانت اغلبها مادية، وكان عدد الجرحى كبيرا، بسبب المدة التي استغرقتها المشادات بين شباب الحيين المذكورين. سكان حي العقيد لطفي وحسب ما علمته ''النهار'' من مصادر مقربة حاولوا توقيف حوالي 50 شابا كانوا في حالة هيجان كبير جاءوا من حي ''الكاريار'' الفوضوي، حيث حولوا كل ما اعترض طريقهم إلى حطام، بعد أن تحول غضبهم غير المبرر إلى قوة تدميرية هائلة أتت على ما يقارب 100 سيارة تحولت في غضون دقائق إلى ''نفايات حديدية''، فيما حاول سكان حي العقيد لطفي بباب الوادي التصدي لهم بكل قوتهم، حاملين معهم العصي والقضبان الحديدية والخناجر ما حول حيهم إلى ساحة معركة طاحنة دامت قرابة ساعة كاملة، قبل أن تتدخل قوات قمع الشغب على الساعة الواحدة صباحا بعد أن قامت هذه الأخيرة بتطويق المكان. غير أن معركة شباب الحيين تواصلت مما أدى إلى جرح 20 شخص أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة نقلوا على إثرها إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى باب الواد لتلقي العلاج فيما قامت مصالح الأمن باعتقال 7 أشخاص بتهمة تخريب المال العام والاعتداء على ملك الغير. الغريب في ''الحرب'' التي حولت حي باب الوادي الشعبي إلى ساحة معارك طاحنة هو نزول نصف شباب حي ''الكريار'' الفوضوي عرات كليا ما أثار سخط مواطني حي العقيد لطفي، الذين تحدثوا ل''النهار'' وطالبوا بتدخل السلطات المحلية وقوات الأمن للحيلولة دون تكرار ما حدث. ''النهار'' تنقل شهادات سكان وضحايا أعمال الشغب بباب الوادي ''هكذا نجونا من موت أكيد بعدما حاصرنا 30 شابا مسلحا'' يروي بعض ضحايا أعمال الشغب التي اندلعت بحي باب الوادي الشعبي بالعاصمة ليلة أول أمس، في شهادات مثيرة ل''النهار''، كيف أنهم نجوا من موت أكيد، بعدما حاصرتهم مجموعة من الشباب المدجج بالأسلحة البيضاء في حي احمد بوخراز. حيث أكد ''الطاهر. ب'' البالغ من العمر 36 سنة الذي أصيب بعدة جروح على مستوى الظهر والرجل، إثر تعرضه لاعتداء خلال أعمال الشغب تلك، أنه كان يلعب ''الدومينو'' مع صديقه بالبستان، قبل أن يلمح فجأة ثلاث مجموعات من الشباب تحاصرهم من كل النواحي، حاملين معهم سيوفا وأسلحة بيضاء، قبل أن يسترسل محدثنا في وصف هول ما رآه وما جرى له، بالقول أن عناصر المجموعات الثلاث كانوا ''في قمة الشراسة ويبحثون فقط عن صيد''، وكان برفقة بعضهم كلاب شرسة، ليضيف أنه حاول تهدئة بعض الشباب الذين لم يكن يتجاوز عمرهم 22 سنة والبالغ عددهم أكثر من 80، لكنه فشل في ذلك، قبل أن يقوموا بالاعتداء عليه، حيث وجهوا له ضربات وطعنات على مستوى أنحاء من جسمه، وهي الطعنات التي أصابته، فيما نجا بأعجوبة من أخرى قاتلة، بعدما نجح في تفاديها إثر قيامه بالقفز ومحاولته الدفاع عن نفسه، ليجد نفسه -محدثنا- مصابا بعدة جروح في أنحاء متفرقة من جسمه، خصوصا على مستوى الظهر والرجلين. من جهة أخرى، قال صديق الطاهر، ضحية هو الآخر لليلة الرعب التي عرفها حي باب الوادي، أنه خلال الهجوم الشرس لهؤلاء الشباب المخمورين لم يجد زملاؤه الذين كانوا يلعبون الدومينو بالبستان، حيث تمكنوا جميعهم من الفرار، ليجد نفسه رفقة صديقه الطاهر بين أنياب المفترسين، ولما حاول الدفاع عن صديقه بقوله ''صديقي لم يفعل شيئا.. اتركوه وشأنه'' وجهوا إليه ضربات على مستوى الوجه والبطن، ولحسن حظه لم يصب بأذى، عدا تعرضه لإصابة طفيفة على مستوى يده، بعد إصابته بضربة سيف وجهها له أحد المفترسين، ليضيف في ذات السياق، بالقول ''لقد نجونا بأعجوبة من الموت لأن مهاجمينا كانوا يضربون كل من يجدوه في طريقهم ويكسرون كل ما لمحوه دون حساب ولا اكتراث بأرواح وممتلكات المواطنين، قبل أن يختم حديثه لنا بالقول أن المهاجمين كانوا يرددون بصوت عال ''ياو.. ياو.. ياو''، بالإضافة إلى عبارات فاحشة ونابية. فتيحة. ع سكان الحي يتوعدون مُلاك ''البتزيريات'' بالحرق بعد موجة الغضب الشديدة التي شهدها سكان باب الوادي ليلة أول أمس، نتيجة انتهاك حرمة حيهم، أكدوا أنهم لن يسكتوا هذه المرة وسيقومون بحرق كل المحلات التي تستقطب هؤلاء الشباب في الليل وتسمح لهم بتعاطي المخدرات والخمور إلى ساعة متأخرة من الليل، وقالوا أنهم في معاناة منذ خمس سنوات استنجدوا خلالها بالسلطات المحلية والأمنية من خلال تقديم شكاوى لغلق المحلات بعد الساعة العاشرة ليلا، غير أن تلك النداءات لم تجد آذانا صاغية -حسبهم-ليتحول الحي إلى مرتع للمنحرفين. وأجمع كل من تحدث إلينا من سكان الحي على أن أحد الشباب الموقوفين وهو من أبناء الحي واسمه ''فاتح. ك''، لم يكن من بين مثيري الشغب، بل إن كل ما قام به هو محاولة الدفاع عن نفسه وعن سكان حيّه، مضيفين أنه جرى توقيفه من قبل مصالح الأمن بعدما تبين حيازته سلاحا ابيض. فتيحة. ع