نجح سكان منطقة القبائل أمس؛ في تحرير رهينة من أبناء منطقة رهاونة بإفليسن من يدي الجماعات الإرهابية النشطة بمنطقة القبائل، وقد تجند أبناء القبائل في وقفة رجل واحد، وأعربوا عن سخطهم للممارسات الشنيعة التي ما فتئت العناصر الإرهابية تقوم بها حيال السكان، من اختطافات واغتيالات دون أي وجه حق، وقد جاب السكان الغابات المحاذية للمنطقة مرفوقين بمكبرات الصوت، ضمن مواكب منتظمة، مطالبين بإطلاق سراح أحد أبناء المنطقة الذي تم اختطافه ليلة الجمعة إلى السبت المنصرمين، ومهددين بالتدخل الشخصي بالأسلحة، في حال الإبقاء على المعني رهينة لديهم. ونقلت مصادر موثوقة ل ''النهار''، أن المجموعة الإرهابية المشرفة على عملية الاختطاف، التي يرجح أنها تنشط ضمن كتيبة الأنصار، اضطرت لإطلاق سراح الضحية ''طمار قاضي''، صاحب حانة زقزو بتيزي وزو، بعد أن تلقت ضغطا شديدا من قبل السكان، واستنكارا جاء بشكل مفاجئ ولأول مرة منذ تصاعد أعمال العنف بمنطقة القبائل منذ سنة 1992، وما زاد من تخوف العناصر الإرهابية؛ هو توزع المواطنين ضمن مواكب واستغلالهم لمكبرات الصوت، مهددين العناصر الإرهابية بتصعيد اللهجة، في حال إبقائها على ابن المنطقة رهينة لديهما، وأضافت مراجعنا أن سكان المنطقة توجهوا إلى القوات العسكرية، وطالبوا منها تزويدهم بالأسلحة الحربية لمساعدة قوات الأمن في ملاحقة فلول التنظيم الإرهابي وفك أسر الرهينة، وأوضحت المراجع أن قوات الأمن تخوفت من إصابة المواطنين أو تعرضهم لشظايا القنابل المزروعة بالمنطقة، فرفضت تدخلهم، وقررت دعمهم بعناصر من الجيش، أوكلت لها مهمة تنظيم المواطنين الذين أبوا إلا أن يشاركوا قوات الأمن، في شكل مواكب، وقد تنقل المواطنون في عدة مناطق على غرار تامدة، آقون، تاوريرت واوتلاجن، ومناطق أخرى جبلية وعرة، مرددين عبارات تهديدية للعناصر الإرهابية، في حال إبقاء الرهينة لديهم، متوعدين إياهم بالتدخل بالأسلحة للقضاء عليهم فردا فردا، واثر هذه المعطيات، والتصعيد اضطرت العناصر الإرهابية لتخفيض قيمة الفدية، من 700 مليون سنتيم إلى 200 مليون سنتيم، غير أن السكان رفضوا التفاوض بشأن الفدية، وواصلوا تهديداتهم للعناصر الإرهابية، التي اضطرت في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، لإطلاق سراح الرهينة دون أي مقابل مادي. وفي السياق ذاته؛ تمكنت قوات الأمن بإشراف رائد في الجيش، ومشاركة ستة جنود، من القضاء على أحد العناصر الإرهابية المتورطة في عملية الاختطاف المنضوية تحت لواء كتيبة الأنصار، وتشير المعلومات الأولية؛ أن الأمر يتعلق بالمدعو ''جمال.د'' 39 سنة. مصالح الأمن تدرس مقترح تسليح سكان المنطقة كشفت مصادر محلية موثوقة ل ''النهار''؛ أن السلطات العسكرية بولاية تيزي وزو، تدرس حاليا إمكانية تزويد سكان دشرة آيت رهاونة التابعة إقليميا لبلدية افليسن، بعد أن تأججت الأوضاع، وارتفع وازع الانتقام من العناصر الإرهابية التي نغصت على سكان المنطقة عيشهم، بالاختطافات والتهديدات بالقتل في حال رفض الدفع. وأضافت المصادر؛ أن قوات الأمن فكرت في تزويد السكان بالأسلحة، خوفا عليهم من أي تدخل سافر للعناصر الإرهابية، وتلبية لرغبة المواطنين الذين ضاقوا ضرعا بتدخلات الجماعات الإرهابية، بعد أن كان السكان يرفضون وجود أي عنصر عسكري بمنطقتهم، وربطت مصادر هذه الرغبة الجامحة لدى السكان في التسلح، باقتناعهم بالأهداف الرئيسية للتنظيم الإرهابي، الذي لا يستثني في نشاطه أيا كان، سواء كان مدنيا أو عسكريا، وسواء انحدر من شرق البلاد أو من غربها أو من منطقة القبائل، وهو ما يرجح تزويد مختلف سكان منطقة القبائل بالأسلحة، لمحاربة بقايا العناصر الإرهابية. دشرة آيت رهاونة تقود أكبر انتفاضة ضد الإرهاب منذ 1994 تعد انتفاضة سكان دشرة آيت رهاونة، الأولى من نوعها على مستوى منطقة القبائل، منذ أكثر من 15 سنة، بعد تلك التي نظمها سكان القبائل، للمطالبة بإطلاق مطرب الأغنية القبائلية الملتزمة، المرحوم معطوب الوناس سنة 1994، حيث تجند المواطنون بمختلف أعمارهم وأجناسهم، مطالبين بضرورة تدخل مصالح الأمن لإطلاق سراح المطرب القبائلي، الذي تم اغتياله على يدي الجماعات الإرهابية، وربطت مصادر تشتغل على الملف الأمني، تصعيد سكان المنطقة في اللهجة ضد الجماعات الإرهابية، بتزايد ظاهرة الاختطافات وعمليات الفدية التي أرهقت رجال الأعمال، وساهمت في هروبهم وتقلص المشاريع ومناصب الشغل. مروءة سكان آيت رهاونة تفشل عملية تمويل دروكدال بالملايين يعد إطلاق سراح الرهينة ''طمار قاضي''؛ دون تلقي فدية الثاني من نوعه منذ سنة 2005، حيث تم إطلاق سراح مواطن من منطقة القبائل دون أي مقابل مادي، وبهذا يصل عدد الاختطافات بالمنطقة إلى 50 اختطافا، وقد لجأت العناصر الإرهابية إلى هذا النوع من المقايضة، لضمان مصدر مادي يمكّن العناصر الإرهابية من البقاء، بعد أن طوقت قوات الأمن جل المداخل والمخارج من وإلى المعاقل الأخيرة للتنظيم الإرهابي، وشلت منابع الإسناد والتمويل، وتعد دشرة آيت رهاونة، من بين أقدم المناطق المشهود لسكانها بالوطنية والمروءة في أحلك الأحوال، سواء خلال العشرية السوداء أو أثناء الحرب التحريرية. التنظيم الإرهابي استفاد من 120 مليار سنتيم في عمليات الاختطاف سنة 2007 تشير إحصاءات رسمية قدمها وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني؛ أن مصالح الأمن سجلت 375 عملية اختطاف سنة 2007، منها 115 حالة متعلقة بالإرهاب، طالبت فيها الإرهابيون ب 600 مليار سنتيم كفدية، مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين تم احتجازهم، دفع منها 120 مليار سنتيم، وقد بلغت حصيلة سنة 2007، 375 حالة اختطاف، منها 30 بالمائة متعلقة بالجماعات الإرهابية المسلحة؛ أي ما يعادل 115 حالة. دليلة ب ''النهار'' في ضيافة عائلة صاحب الحانة بتيزي وزو هذه هي القصة الكاملة لإختطاف صاحب حانة ''زقزو'' بعد اختطافه ليلة الجمعة المنصرم؛ أطلقت الجماعات الإرهابية أول أمس، على الساعة العاشرة ليلا، سراح المدعو طمار قاضي عبد الله البالغ من العمر 47 سنة، صاحب حانة زقزو، الكائنة بمسقط رأسه بقرية إسناجن، التابعة لبلدية إفليسن بدائرة تيڤزيرت، التي تبعد عن عاصمة ولاية تيزي وزو ب 40 كلم شمالا، بدون أن تتلقى الفدية والمقدرة بمبلغ 700 مليون سنتيم. لولا تجنّد سكان المنطقة لكان إبني في عداد الموتى الساعة تشير إلى حدود الساعة العاشرة صباحا، لما وصلت ''النهار'' أمس إلى منزل الضحية، القاطن بالقرية المعزولة إستاجن، فيلا بسيطة كانت الأجواء تدل على الفرحة الممزوجة بالحيرة، خوفا من عودة الإرهابيين مجددا إليه، خاصة وأنه تعرض لإختطاف سنة ،2005 بنفس الطريقة دفع فدية مقدرة بمئة مليون سنتيم. تزامن تنقلنا إلى منزله مع غياب الضحية الذي توجه على الساعة التاسعة صباحا، إلى مقر فرقة الدرك الوطني بتيڤزيرت للتحقيق معه، اكتفينا بالحديث مع أفراد عائلته؛ زوجته وشقيقاته اللواتي عبرن عن فرحتهن بعودته سالما، وهناك قيل لنا أنه أب لثلاثة أطفال سيليا 18 سنة، محمد ،16 سنة إصلياس 6 سنوات، هذا الأخير وبكل براءة وعفوية عبر لنا عن فرحته، بعودة والده الذي قال عنه أن الإرهابيين خطفوه. وكباقي أفراد عائلته؛ والد الضحية كان متوسط العائلة حول طاولة الحلويات والمشروبات الغازية، والمدعو محمد آكلي 84 سنة أب لثلاثة بنات، وولدين والضحية أكبرهم، وعن شعوره أجابنا الحمد لله بعودة إبني سالما، ولولا تجنيد سكان المنطقة، لكان إبني في عداد الموتى وهنا تقاطعه إبنته الكبرى قائلة، أن 38 قرية جندت له على متن موكب به 574 مركبة لإيصال رسالتهم وتهديدهم للإرهابيين، عن طريق مكبر الصوت، ''لقد هددناهم بمداهمة معاقلهم بالأسلحة.'' ونحن في رحلة البحث عن الضحية الذي سرق منه هاتفه النقال، إذا صعب الإتصال به، وطال انتظارنا بحثا عنه، حيث تبين لاحقا أنه حول إلى عاصمة الولاية، جراء بعض التحاليل، وقبل ذلك كنا قد التقينا بالمدعو أقمون السعيد، البالغ من العمر 58 سنة، القاطن بقرية أقمون بذات المنطقة، حيث تعرفنا عليه صدفة، علما أنه يعمل لدى الضحية، أي يشغل منصب نادل بذات الحانة. يقول السعيد في حديثه مع ''النهار''؛ أنه أثناء وقوع العملية كان غائبا، إذا تلقى اتصالا بشقيق هذا الأخير، يكلفه بحراسة الحانة، مؤكدا لنا أنه قد أطلق سراحه في حدود الساعة العاشرة ليلا، بمنطقة آيت رهونة، التي تبعد عن إستاجن ب 7 كلم، حيث تنقل المدعو رابح إبن عم الضحية بمركبة من نوع ''إقزار'' مرفوقا بشخص آخر من أقربائه، وكذا الشيخ أرزقي من مسجد ثمليلن، إذا أن الإرهابين في اتصالات الهاتفية المقدرة بسبعة مرات، إلى هاتف نقال رابح المذكور سلفا، بواسطة رقم محمول، اشترطوا حضور نفس الشيخ، خوفا من ردة فعل سكان القرية وتنفيذهم لتهديدهم، وفي الآخر أكد لنا ذات المتحدث؛ أن الجماعة الإرهابية اشترطت على المختطف وهددته بعدم فتح حانته ثانية. لم يلمحوا شيئا من شدة الظلام، كما أنه أطلق سراحه وهو يمشي بمفرده سيرا على الأقدام في تلك الأحراش الغابية. كاتيا ع