سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مواطنو القبائل يواجهون طغاة الجماعة السلفية وجها لوجه:....هكذا ستسقط ورقة القاعدة وتجفف منابع الإرهاب قطع طرق التموين وتفكيك جماعات الدعم والإسناد والتصدي للابتزاز..حلول المرحلة القادمة..
برزت خلال الأسبوع الجاري مظاهر جديدة في محاربة الإرهابيين من قبل المواطنين، خاصة من سكان منطقة القبائل الذين قرروا العودة إلى نفس البدايات التي شكلت مرجعية وطنية في محاربة التطرف والإرهاب، فقد أقدم سكان قرية آيت رهاونة بمنطقة القبائل على تحرير رهينة اختطفتها جماعة إرهابية ليلة الجمعة إلى السبت ومطاردة العناصر الإرهابية في عملية نوعية ينفذها مواطنون دون تردد. حيث قام السكان بالانتظام في مواكب مطالبين بإطلاق سراح الرهينة الذي اختطفته الجماعة الإرهابية مهددين بتصعيد موقفهم ضد العناصر الإرهابية، حيث كسروا حاجز الخوف متصدين لجماعات درودكال، وقد قاموا بإفشال محاولة أخرى من محاولات الاختطاف التي تحولت إلى مظهر جديد تبرزه عناصر التيار الإرهابي الذي بدأ يفقد مواقعه التقليدية التي راهن عليها من أجل تقوية صفوفه وتمديد العمر الافتراضي له. هذه الانتفاضة ضد فلول الإرهاب بوسط الجزائر، جاءت بعدما نشرت جماعات الموت التابعة لتنظيم ما يسمى ب''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' منطق الاختطاف والسطو والابتزاز ومظاهر الفدية، حيث لم يتبق لتلك الجماعات غير هذا الطريق من أجل الإيحاء بالوجود والقدرة على التحرك. ويرى مراقبون لمثل هذه العمليات أنها تعكس وعيا لدى المواطن بضرورة المشاركة بأكثر فعالية في مجال محاربة الإرهاب والخلايا التي تحاول نشر الموت ومنطق الاختطاف والمساومات. ومن شأن التحرك الذي يقوده مقاومون أن ينمي الحس المدني وسط سكان المناطق التي تعتبرها التنظيمات الإرهابية مجالا نشطا لتحركاتها، كما هو الشأن في منطقة القبائل. وتأتي هذه المستجدات بالموازاة مع الضربات الموجعة التي تلقتها الجماعة الإرهابية في مناطق متفرقة من وسط البلاد والقضاء على عناصر بارزة في تلك المجموعات كانت تشكل اليد الحديدية، أبرزها عملية الخيثر بولاية البيض التي تم خلالها القضاء على أبرز وأخطر عناصر جماعات الموت والعمليات الأخيرة بوسط البلاد التي استهدفت أمراء كتائب تنشط بشكل لافت. كما نجحت مصالح الأمن في توجيه ضربات قوية لجماعات الموت من حيث منابع الإمداد بالسلاح والمال والاستعلام بعد تفكيك العشرات من شبكات الدعم التي كانت تعين الإرهابيين على تفادي الحواجز والكمائن، مما سهل بعد ذلك توجيه ضربات موجعة لتنظيم ما يسمى ب''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''. هذه العمليات أدت في المقابل أيضا إلى بداية حركة لدى المواطنين، خاصة في منطقة القبائل ووسط البلاد عموما تؤكد أن السكان أسقطوا بالفعل ورقة المراهنة التي غالبا ما كانت ترفعها الجماعات الإرهابية في تبرير قيامها بعمليات القتل والاغتيال والحرق والتفجير من منطلق أنها تدافع عن حقوق السكان برأيها . خروج السكان عن صمتهم والوقوف وجها لوجه ضد الابتزاز الذي تمارسه تلك الجماعات، من شأنه أن يقصم ظهر جماعات الموت ليس في منطقة القبائل فقط، وإنما في كافة جهات الوطن، على غرار ما حدث نهاية التسعينات عندما انتشر وعي المقاومة وتصدى المواطنون لتشكيلات الموت بالنار والبارود، خاصة وأن خطابات ما يسمى بتنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' ركزت منذ ظهورها على التحدث باسم المواطنين ضد من تسميهم ب''الطغاة''، وهو أسلوب دأبت على اعتماده تلك الجماعات في أدبياتها في محاولة لاستقطاب مجندين جدد إلى صفوفها.