برأت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء البليدة نهار أمس، المتهم المدعو''ب.رابح''، من تهمة المشاركة في تكوين جماعة إرهابية، بهدف نشر التقتيل والتخريب وتولي المهام فيها، بالإضافة إلى المؤامرة ضد الدولة، والمشاركة في عملية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، التي توبع بها منذ أكثر من 15 سنة، والذي التمس له فيها ممثل الحق العام في حقه عقوبة المؤبد. ضمت هذه القضية الثقيلة، 27 اسما إرهابيا، البعض منهم لا يزال في حالة فرار، والبعض الآخر تم الحكم عليهم في الدورات السابقة ومن بينهم الإرهابي التائب والأمير السابق للجماعة الإسلامية المسلحة بمنطقة الوسط مصطفى كرطالي، مع شرطي والسائق الشخصي لرئيس أمن دائرة الأربعاء آنذاك، وتعود الوقائع إلى تاريخ 1 أفريل1996 أين سلم الإرهابي المدعو ''س.م'' نفسه لمصالح أمن دائرة الأربعاء وهو شرطي سابق، كاشفا عن نشاط جماعة إرهابية، تنتمي إلى تنظيم الجماعة الإسلامية المسلحة بمنطقة الأربعاء، والأماكن المجاورة لها، تحت إمارة الأمير السابق مصطفى كرطالي، والتي ضمت 26 إرهابيا، تقوم بنصب الحواجز المزيفة، التقتيل الجماعي في صفوف أعوان وموظفي الدولة، بالإضافة إلى استهداف مؤسسات الدولة عن طريق تفجيرها، من بينهم المتهم ''ب.رابح''، وبعد التحريات التي أجريت مع الشرطي السابق صرح هذا الأخير؛ أنه وبتاريخ العاشر من شهر ديسمبر من سنة 1994، وبالضبط على الساعة السابعة صباحا، توجه نحو حي تابرانت، أين تم إيقافه من قبل جماعة إرهابية، وطرحوا عليه مجموعة من الأسئلة الخاصة بنشاط قوات الأمن وتحركاتها، باعتبار أنه على علاقة وطيدة مع الإرهابي الخطير المدعو ''إ.بوعلام'' الملقب باسم حمدان، وهو ما اضطره إلى الانخراط مع هذه الجماعة وذلك لشكوك مصالح الأمن فيه، ليقوم بعدها بنصب حاجز مزيف بطريق تابلاط، أين أوقفوا فيه 3 جنود احتياطيين رفقة شخصين آخرين، لا يزالان في عداد المفقودين إلى غاية اليوم، واعترف بقتل مواطن ودفنه بنفسه في اليوم ذاته، ناهيك عن قيامه بحفر الخنادق للإرهابيين، والقيام بالحراسة واستقبال المنخرطين الجدد ضمن الجماعة المسلحة، مع جمع الأموال من المواطنين والتجسس على تحركات قوات الأمن، كما اعترف بقتل ممرضة تعمل بمستشفى الأربعاء بحي 20 أوت. في حين نسب عملية تفجير مقر محكمة الأربعاء ومقر الدائرة لجماعة مفتاح والرميلي، الذي من بينهم المتهم في قضية الحال ''ب.رابح''، الذي كان يشارك الجماعة الإرهابية في كل عملياتها بالمنطقة والمناطق المجاورة، وأضاف أن كل المتهمين في هذه القضية، تم تجنيدهم من طرف الإرهابي حمدان، غير أنه سرعان ما أنكر أمام قاضي الجلسة، كل ما نسب إليه من تهم، باعتبار أنه لا يعرف المتهم ''س.م'' الشرطي السابق، نافيا علاقته بالجماعات الإرهابية المسلحة، وهي النقاط التي ركز عليها دفاعه، الذي أكد على غياب الأدلة القاطعة المدينة لموكله، ملتمسا في حقه البراءة التامة، وبعد المداولات نطقت هيئة المحكمة بالحكم السابق الذكر.