أولياء يحملون المحافظ بدلا عن أبنائهم دعت نقابات التربية الوطنية إلى ضرورة إنجاز كتب مدرسية بأجزاء مع إعادة النظر في كيفية التوزيع اليومي للحصص، نظرا لأن أزيد من 8 ملايين تلميذ خاصة في الطور الابتدائي مهددون بالإصابة باعوجاج في العمود الفقري، بسبب المحفظة الثقيلة التي تزن في غالب الأحيان 10 كيلوغرامات. بالمقابل، أكد رئيس عمادة الأطباء الجزائريين أن كل تلميذ يصاب باعوجاج في العمود الفقري لا بد عليه أن يخضع لعملية جراحية جد معقدة لإنقاذه من اعوجاج مدى الحياة. ودعا مسعود بوديبة المكلف بالإعلام والاتصال على مستوى المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''الكناباست''، في تصريح ل''النهار''، المختصين في قطاع التربية إلى ضرورة إعادة النظر في التوزيع اليومي للحصص، بكيفية لا يحتاج التلميذ إلى جلب كافة الكراريس في الفترة الصباحية وحتى المسائية إلى جانب حذف بعض المواد التربوية، مؤكدا في ذات السياق بأن هناك بعض الكتب التي لا بد أن تبقى في المؤسسات التربوية، للتقليل من ثقل المحفظة، في وقت أعلن بأن ''المحفظة الثقيلة'' مع مرور الوقت ستؤثر بشكل كبير على النمو الطبيعي للتلاميذ خصوصا مع غياب التغذية المتوازنة بسبب الفقر والحرمان، وكذا ما تجنيه على التلميذ أيضا من تشوهات جسدية. وفي نفس السياق، تحدث المسؤول الأول عن الاتصال بالنقابة، بأنه يوميا عند خروجه في المنزل في الصباح يقف على معاناة التلاميذ وهم يجدون صعوبة كبيرة في حمل محفظتهم المدرسية بسبب ثقلها، بحيث أضاف قائلا: ''تراهم يخرجون من منازلهم يحملون محافظهم تارة ويتوقفون تارة أخرى.. لأخذ قسط من الراحة بسبب المحفظة الثقيلة التي أثقلت كاهلهم فعلا''. ومن جهته، أكد مسعود عمراوي المكلف بالإعلام والاتصال بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ''لونباف''، أنه لا بد من التفكير في دراسة علمية دقيقة يتم من خلالها إنتاج كتب بأجزاء للتخفيف من وزن الكتب نظرا لأن أغلب الكتب المدرسية وفي مختلف الأطوار التعليمية ذات حجم كبير، مشيرا في نفس السياق إلى أن ''المحفظة الثقيلة'' سيكون لها تأثيران، الأول على الجانب الجسدي للتلميذ من خلال إصابته بعاهات والآخر على الجانب النفسي مما سيخلق لدى التلميذ نوع من الكره تجاه ''المحفظة'' و''المدرسة''. وفي الشأن ذاته، وقفت ''النهار'' على ظاهرة جديدة في المدارس الجزائرية، بحيث أصبح الأولياء يلجأون إلى حمل المحافظ بدل أبنائهم في الفترتين الصباحية والمسائية، خوفا على صحتهم، خاصة وأن الأطباء قد دقوا ناقوس الخطر وقالوا بأن ثقل المحفظة سيتسبب في إصابتهم باعوجاج العمود الفقري. رئيس عمادة الأطباء الجزائريين ل''النهار'': ''لابد من إخضاع التلاميذ لعملية جراحية لإنقاذهم من اعوجاج العمود الفقري'' أكد، محمد بقات بركاني، رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، أن التلاميذ الذين يحملون فوق ظهورهم ''محافظ مدرسية ثقيلة'' معرضون للإصابة بمرض الاعوجاج في العمود الفقري مما سيؤثر سلبا على نموهم الطبيعي، الذي تبدأ أعراضه في الظهور بعد سنتين أو أقل، مؤكدا في السياق ذاته بأن العلاج الوحيد هو ضرورة خضوع التلاميذ لعملية جراحية خطيرة وجد معقدة لإنقاذهم من الاعوجاج الذي قد يلازمهم مدى الحياة. بن ضيف الله عصام، مختص في علم النفس المدرسي بوزارة التربية ل''النهار'': تلاميذ يتحايلون على أنفسهم ويتلاعبون بمستقبلهم بسبب ''المحفظة الثقيلة'' أكد بن ضيف الله عصام، مختص في علم النفس المدرسي بوزارة التربية الوطنية، أن ''المحفظة الثقيلة''، سيكون لها تأثير سلبي على نفسية التلاميذ، مما سيؤثر على تحصيلهم المدرسي والمعرفي، وعليه فإن التلميذ مع مرور الوقت سيضطر على التحايل على نفسه، فمثلا عوض أن يحمل معه إلى المدرسة 5 كتب التي يحتاجها في الدراسة، ستجده يضطر لحمل كتابين اثنين فقط ويتناسى بقية الكتب المدرسية رغم أنه بحاجة إليها، وذلك لتخفيف عبء المحفظة التي أثقلت كاهله. مشيرا إلى أن كل هذه العوامل ستؤثر على التلميذ، أين سيجد نفسه مهمشا من قبل أساتذته الذين قد يلجأون إلى طرده من القسم بسبب تهاونه. وأوضح بن ضيف الله عصام أن أحسن المدارس في العام هي المدرسة الأمريكية لأنها تتوفر على أدراج خاصة بالتلاميذ في مختلف الأطوار، معلنا بأنه حتى المدرسة الفرنسية تعاني من نفس المشكل وهو ثقل المحفظة المدرسية، نظرا للأمراض الخطيرة التي قد تصيب التلاميذ، مشيرا إلى أن باحثين فرنسيين في قطاع التربية الفرنسية يجتهدون حاليا لإيجاد حلول نهائية للمشكل. وأضاف محدثنا أن المشكل الوحيد يكمن في كثافة البرامج التربوية، معلنا بأن تخفيفها سيساهم بدرجة كبيرة في تخفيف عبء المدرسة. متى يستفيد التلاميذ من ''الأدراج'' وكان وزير التربية الوطنية، أبو بكر بن بوزيد، قد صرح منذ أكثر من سنة، بأنه سيعمل جاهدا على إنشاء أدراج بالمؤسسات التربوية لفائدة التلاميذ، لتمكين التلاميذ من ترك كتبهم ومختلف أدواتهم المدرسية بالمؤسسة بهدف التخفيف من ثقل المحفظة، غير أنه ولحد الساعة لم تظهر أي تطورات بخصوص القضية.