الاعتداء الجبان الذي تعرض له لاعبو المنتخب الجزائري من قبل الجماهير المصرية المتعصبة مباشرة بعد وصولهم الى العاصمة المصرية القاهرة وبالتحديد خلال توجه حافلة المنتخب الوطني من المطار الى الفندق لحظة وصولهم، والذي أسفر عن إصابة الثلاثي خالد لموشية وكذا المهاجم رفيق صايفي ورفيق حليش الذين تعرضوا لإصابات متفاوتة، كانت رسالة واضحة المعالم من قبل الجمهور المتعصب الذي تحرك بإيعاز من أطراف كان هدفها ترهيب اللاعبين، كانت رسالة موجهة الى لاعبي المنتخب الوطني الجزائري بأن العودة بتأشيرة التأهل من العاصمة المصرية القاهرة لن يكون إلا على جثثهم من خلال الإصابات الخطيرة التي تعرض لها بعض لاعبي المنتخب الوطني قبل دخولهم الى الفندق، والاستقبال الجحيمي ان صح القول- الذي حظي به الفريق مباشرة بعد وصوله إلى القاهرة بعد التجمع الكبير للأنصار الذين عملوا كل ما بوسعهم لترهيب اللاعبين. غير أن هذا الهدف الخبيث الذي سعت من خلاله هذه الأطراف الى انتهاجه كان له المفعول العكسي، لجهلهم الشديد لعقلية اللاعب الجزائري والجزائريين بصفة عامة، فالاعتداء الجبان الذي طال اللاعبين والذي كان القصد منه ترهيب نجوم ''الخضر'' كما يسعى من خلاله اتحاد الكرة المصري الذي أكد بأنه سينتهج كامل الوسائل لقيادة المنتخب المصري إلى نهائيات كاس العالم بجنوب افريقيا، وعلى الرغم من الغضب الكبير لأغلب لاعبي المنتخب الوطني الجزائري على اعتبار أنهم لم يتوقعوا على الإطلاق أن تصل الأمور إلى هذا المنحى الخطير، على اعتبار أنه لم يسبق لأي لاعب مصري وأن تعرض إلى أي اعتداء من قبل الجماهير الجزائرية في الجزائر مهما كان نوعه إلا أن هذا الاعتداء جعل عزيمة اللاعبين تكبر في بلوغ حلم المونديال ولو اقتضى الأمر الاستشهاد على غرار ما جاء في شهادات العديد من اللاعبين الذين سنتطرق لهم بالتفصيل على اعتبار أن ذلك زاد من عزيمتهم وقوى إيمانهم بضرورة الرد على هذه التصرفات الهمجية والجبانة، فوق أرضية الميدان، وأن يكون الرد جد قاسٍ وعنيف من خلال تلقين المنتخب المصري درسا حقيقيا في كرة القدم والتأكيد على قوة المنتخب الوطني الجزائري وأحقيته بالصعود إلى المونديال بجنوب إفريقيا الذي سيكون من نصيبنا إن شاء الله، يقول اللاعبون، حتى وإن تم تقطيعهم من طرف هذه الجماهير المصرية المتعصبة، كما حدث معهم مباشرة بعد أن وطات أقدامهم أرض مصر، أين كانوا يعتقدون بأنهم سيحسون بالأمان والارتياح في بلد عربي شقيق قبل أن يقفوا على معاملة لا يعامل بها حتى الأعداء من خلال الاعتداء على لاعبي المنتخب الوطني الذين تعرضوا الى إصابات متفاوتة، وما يؤكد أن هذا الاعتداء الغاشم لم يؤثر سلبا على اللاعبين بل بالعكس شحنهم أكثر بعد أن دوى الفندق بعبارة ''وان تو ثري فيفا لالجيري'' من قبل اللاعبين. ''المصريون أرادوا تخويف اللاعبين لاقتناعهم باستحالة حسم التأهل في الميدان'' ويبقى الشيىء الأكيد أن إقدام هؤلاء الجبناء سواء الذين قاموا بالاعتداء مباشرة أو الذين عمدوا إلى شحن الجماهير للقيام بما قامت به، كان الهدف منه واضحا هو إرباك لاعبي المنتخب الوطني الجزائري وإخافتهم وإفقادهم تركيزهم على اعتبار تيقنهم التام والكبير بصعوبة حسم تاشيرة التاهل في الميدان بالنظر لقوة المنتخب الوطني الجزائري وصعوبة التفاوض معه خاصة وأن جل المعطيات في صالحه سواء تعلق الأمر بالنسبة للريادة التي نتواجد فيها وتقدمنا في الترتيب بثلاث نقاط وبفارق هدفين، حيث وقف المصريون على صعوبة الأمر في الإطاحة بأشبال المدرب الوطني رابح سعدان في الامتحان الحاسم المنتظر في حال لم يتم تأجيله إلى موعد لاحق من قبل ''الفيفا''، فتسجيل 3 أهداف في مرمى الحارس الوناس ڤاواوي يعتبر أمرا جد صعب حتى لا نقول مستحيلا بالنظر لكون المنتخب الوطني لم يدخل شباكه سوى هدفين خلال التصفيات المزدوجة إلى حد الآن، والإطاحة به بثلاثية كاملة يعد أمر أقرب من المستحيل، ليعمد المصريون الى هذه اللعبة القذرة لإخافة لاعبي المنتخب الوطني الجزائري وافقادهم تركيزهم والذي تم التحضير له منذ مدة من خلال الأبواق الإعلامية المحلية التي كانت تسوق لهذا الأمر منذ مدة لتحضير الأجواء التي شاهدناها حاليا وسط الجماهير المصرية التي تحولت مباشرة إلى ذئاب بعد أن كانت مسالمة في الأيام الأولى من تواجدنا بالعاصمة المصرية القاهرة. حليش: ''لو قطعوني إربا إربا لن أخاف وسألعب كمقاتل في الميدان'' ثاني المتضررين من الاعتداء الغاشم على لاعبي المنتخب الوطني الجزائري كان المدافع المحوري رفيق حليش الذي وعلى الرغم من الإصابة التي تعرض لها مستوى العين والدماء الغزيرة التي سالت منه، إلا أنه أكد وببرودة أعصاب كبيرة أن مثل هذه الأمور لن تخيفه ولن تفقده تركيزه مهما كان لتيقنه التام بأن الهدف من وراء ذلك إخافتهم، وهو ما لن يحدث قائلا في هذا الشأن ''مهما عملتم فينا وحتى لو قطعتمونا لن نتنازل عن نقاط المباراة والتأهل الى المونديال، حيث منحنا هذا التجاوز الخطير العزيمة الكبيرة على المضي قدما في تحقيق هدفنا وإفراح الشعب الجزائري الذي كان جد قلق ممما حدث لنا''. حليش أبرز بالمقابل بأن التاهل لن يفلت منا وأن الرد الحقيقي سيكون في الميدان بالكرة وليس بالاعتداءات الخطيرة التي حدثت والتي تبقى غير مقبولة على الاطلاق، وستؤدي لا محالة إلى قطيعة كروية ما بين الجزائر ومصر مستقبلا، والتصرفات التي بدرت والاعتداءات التي طالتهم لن تمر مرور الكرام. صايفي يصف المصريين بالحڤارين ويتوعد بالرد في الميدان المهاجم الدولي رفيق صايفي الذي كان في قمة غضبه أكد أن الجحيم الذي عاشوه مباشرة بعد انتقال الحافلة من المطار الى الفندق لم يسبق له وأن شاهده من قبل، واصفا المصريين ب''الحڤارين'' كما قال- بعد هذا الاستقبال الجحيمي الذي كان وتعرضه إلى إصابة على مستوى اليد رفقة كل من لموشية وكذا حليش، واعتبر أن هذا الأمر يدل على أن المصريين اقتنعوا بعدم قدرتهم على حسم تأشيرة التأهل الى المونديال بجنوب افريقيا فوق الميدان فلجأوا الى مثل هذه الأساليب القذرة التي لم يسبق للجزائر وأن عاملت بها أي منتخب وخاصة المنتخب المصري الذي استقبل أحسن استقبال خلال مباراة الذهاب بالبليدة، ليكون رد الجميل بهذه الطريقة الهمجية والوحشية بالاعتداء عليهم وتكسير الحافلة، مبرزا في ذات السياق- بأن الرد سيكون قاسيا في الميدان، كرويا بالطبع، على هذه التجاوزات الخطيرة والكارثية والتي لا يمكن السكوت عنها، ومن خلال الصور التي تظهر على مختلق المواقع التي صورت الحادثة كما هي عليه وليس كما يحاول الإعلام المصري التسويق له، من خلال التأكيد على أن الصور غير صحيحة وأن لاعبي المنتخب الوطني الجزائري هم من مثلوا ذلك، ظهر صايفي عازما على الرد بقسوة فوق الميدان من خلال ''بهدلة'' مصر كرويا واقتطاع تأشيرة التأهل إلى المونديال بالآداء والنتيجة. لموشية: ''سأرد بقوة يوم المباراة وسنتأهل رغم أنفهم بالآداء والنتيجة'' وسط الميدان خالد لموشية الذي كان أبرز اللاعبين الذين تعرضوا للاعتداء الهمجي والجبان، لم يصدق ما حدث له ولم يكن يتوقع على الاطلاق أن يعامل بتلك المعاملة في بلد عربي كان ينوي التنقل للعب في نادي الزمالك المصري وبعد أن زالت الدهشة على محياه واسترجع أبرز ماعاشه رفقة باقي زملائه قائلا أنه كان جحيما حقيقيا لم يسبق وأن عاشه من قبل، لكنه أبرز بالمقابل أن الرد الحقيقي سيكون في الميدان موضحا بان مثل هذه التصرفات الهمجية ليس من شأنها على الإطلاق ان تؤثر على تركيزهم بل بالعكس من ذلك، ستزيد من عزمهم على تحقيق التأهل، ولكون خالد لموشية كان من أبرز اللاعبين الذين تعرضوا للاعتداء الذي استدعى نقله الى المستشفى على جناح السرعة، سيكون أكثر اللاعبين تحمسا للرد القاسي على أرض الميدان خلال الموعد الحاسم لتلقين المصريين درسا كرويا وليس درسا همجيا في الاعتداء وما شابه ذلك من الأمور التي شاهدناها أمس أمام الفندق الذي يقيم فيه المنتخب الوطني الجزائري، وأكيد أن مستوى لموشية سيكون أكثر من العادي خلال هذا اللقاء. مغني أصابته الدهشة من هول ما حدث في بلد عربي شقيق ومن أبرز اللاعبين الذين لم يصدقوا ما حدث لهم في أول سفرية له مع ''الخضر''، مراد مغني الذي اعتبر ما حدث لم يكن يتصوره على الاطلاق ولم يكن واردا في ذهنه على الرغم من اقتناعه بان المباراة حاسمة وفاصلة في اقتطاه تاشيرة التأهل الى المونديال بجنوب إفريقيا، لكن أن تتطور الأمور إلى هذا الحد، من خلال الاعتداء على لاعبي المنتخب الوطني الجزائري، فإن ذلك يبقى أمرا غير مقبول ولا منطقي على الإطلاق، لكونها أساليب قذرة لا يمكن السكوت عنها أو المرور عليها مرور الكرام مهما كان، خاصة وأن الأمر لم يقتصر على استفزازات أو شيىء من هذا القبيل، بل امتد الامر إلى غاية الاعتداء على اللاعبين بطريقة وحشية، وأبرز ذات المتحدث ان مثل هذه الأمور لن تؤثر عليهم يوم المباراة بل بالعكس تماما من ذلك ستزيدهم إصرارا على الموت فوق الميدان والاستبسال حتى يتم تحقيق الهدف المنشود وهو التأهل إلى نهائيات كاس العالم بجنوب افريقيا 2010 والذي سوف لن يفلت منا ''ان شاء الله'' مهما حصل، يقول أغلب اللاعبين، ونفس الدهشة كانت على محيا مهاجم نادي نانت الفرنسي عبدون، في أول سفرية له مع المنتخب الوطني الجزائري والذي لم يصدق ما يحدث له لأن الأمر يتعلق بمنتخب عربي وليس أجنبيا أو عدوا أو ما شابه ذلك لكي يحدث للمنتخب الوطني كل ما حدث له. منصوري: ''الهدف واضح.. هو إرباكنا لكن سيرون العكس يوم اللقاء'' من جهته، أبرز قائد المنتخب الوطني يزيد منصوري، أن ما عاشه المنتخب الوطني بمجرد وصوله إلى العاصمة المصرية القاهرة لم يكن متوقعا على الإطلاق، مبرزا في هذا السياق بأن هذا السيناريو الأليم الذي طال لاعبي المنتخب الجزائري وبدرجة خاصة زملاءه الذين تعرضوا للإصابة، الهدف منه تخويفهم وإفقادهم تركيزهم، لكن مثل هذه الألاعيب تبقى مكشوفة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقعوا في فخها على الإطلاق، والبرهنة على ذلك ستكون فوق الميدان، ونفس الأمر وجناه عند أغلب لاعبي المنتخب الوطني الجزائري الذين لمسنا لديهم عزيمة جد كبيرة ليكون الحسم بالاداء والنتيجة فوق الميدان، على غرار المدافعين المحوريين عبد المجيد بوقرة وكذا عنتر يحي اللذين أكدا أن مثل هذه التصرفات ستجعلهم يحرثون الميدان أمام المنتخب المصري، واعدين بأن تاشيرة التاهل الى المونديال سوف لن تفلت منهم، وهو الانطباع الذي وجدناه لدى الجميع سواء الطاقم الفني أو اللاعبين أو المرافقين، فكلهم إصرار على رفع التحدي وعدم السماح في تأشيرة التأهل إلى المونديال بجنوب إفريقيا 2010