يتحدث الإعلامي الرياضي الجزائري "المخضرم" ومدير مكتب الجزيرة الرياضية باسبانيا، لخضر بريش، في هذا الحوار الشامل الذي خصنا به، عن حظوظ المنتخب الوطني الجزائري في نهائيات كأس العالم من خلال التأكيد على أن "الخضر" قادرون على المرور الى الدرو الثاني، ومبرزا بأنه شخصيا وقف على اعتراف من المدرب الانجليزي للمنتخب الإيطالي فابيو كابيلو الذي بدا مبهورا من المنتخب الوطني الجزائري، من خلال تأكيده على أنه لم يسبق له وأن شاهد منتخبا محاربا مثل المنتخب الجزائري، إلى جانب نقاط أخرى كانت محور هذا النقاش والحوار الذي خصنا به والذي تحدث فيه عن لاعب سانتدار الاسباني لحسن الذي طالب بانتدابه للمنتخب لأنه سيكون مكسبا جد كبير لكتيبة المدرب رابح سعدان، أما فيما يتعلق بالمصريين فقد دعاهم إلى الكف عن الكلام ومشاهدة المنتخب الوطني الجزائري في المونديال والذي سيكون أحسن سفير للكرة العربية في هذا الموعد الكبير.. ما هو تعيلقك على المجموعة التي وقع فيها المنتخب الوطني الجزائري في نهائيات كأس العالم ؟ أنا شخصيا أراها أحسن مجموعة من المجموعات الثمانية، وأرى أنها في متناولنا شريطة الاستعداد الجيد لهذا الموعد العالمي الكبير الذي يختلف كل الاختلاف عن التصفيات التي خاضتها التشكيلة الوطنية، وفي حال تم الاستعداد لهذا الموعد الكبير كما ينبغي، فأنا جد متفائل بقدرتنا على اقتطاع تأشيرة المرور إلى الدور الثاني التي تبقى في متناولنا خاصة وأن هذه المجموعة أؤكد أنها الأفضل والأسهل إذا ما قارناها على سبيل المثال لا الحصر بمجموعة كوت ديفوار النارية. غير أن جل الترشيحات تضع المنتخبين الانجليزي والأمريكي الأقرب إلى المرور إلى الدور الثاني، ما قولك ؟ لا تهمنا الترشيحات، كرة القدم لا تعترف إلا بواقع الميدان الذي يعتبر الفيصل، صحيح أن المأمورية سوف لن تكون سهلة على أشبال المدرب رابح سعدان، إلا أن رأيي الشخصي والذي شاطرني فيه المدرب الوطني رابح سعدان هو أن هذه المجموعة تبقى في متناولنا، وقادرون من خلالها على رفع التحدي والمرور إلى الدور القادم من كأس العالم، وأود هنا التأكيد لك أن جميع المنتخبات التي وقعت الى جانبنا، وفي مقدمتها المنتخبان الانجليزي والأمريكي، تحسب للمنتخب الجزائري ألف حساب، وهذا بشهادة كل من مدربي المنتخب الانجليزي والأمريكي فابيو كابيلو وبرادلي، لي شخصيا. ماذا قال لك فابيو كابيلو بالتحديد ؟ بعد انتهاء عملية القرعة التي جرت بمدينة كيب تاون بجنوب افريقيا، والتي كنت متواجدا فيها، اقتربت شخصيا من المدرب الايطالي للمنتخب الانجليزي فابيو كابيلو ودون أن يعرف جنسيتي الجزائرية، وسألته عن رأيه في المنتخب الوطني الجزائري الذي أوقعته القرعة مع فريقه، أكد لي شخصيا أنه منتخب قوي ولا يمكن الاستهانة به، بل أبعد من ذلك قال "لم يسبق لي وأن شاهدت منتخبا افريقيا محاربا كالمنتخب الوطني الجزائري"، وهو ما يؤكد أنه يعمل ألف حساب "لمحاربي الصحراء"، ونفس الأمر بالنسبة للمدرب الامريكي الذي أشاد هو الآخر بإمكانات المنتخب الوطني الجزائري، وبالتلي لا يجب أن نستصغر أنفسنا وبالمقابل لا يجب الإفراط في التفاؤل. كيف تتوقع الوجه الذي سيظهر به المنتخب الوطني في كل مباراة أمام سلوفينيا، أمريكا وكذا انجلترا ؟ شخصيا أحمد الله أن القرعة أوقعتنا في أول لقاء أمام المنتخب السلوفيني لأن الانطلاقة الجيدة في أي منافسة تبقى جد ضرورية، ويبقى المنتخب السلوفيني في متناولنا وفي حال تمكننا من اجتياز عقبته في أول مباراة سيكون لذلك الانعكاس الايجابي على باقي المباريات، أما أمام المنتخب الانجليزي والذي يبقى غنيا عن كل تعريف، فلا أرى أن الفوز عليه مستحيلا، ونفس الأمر بالنسبة لأمريكا، لكن شريطة أن تكون التحضيرات مكثفة وجيدة لهذا الموعد الكبير. تصر على التحضيرات الجيدة، ما هي الميزات التي ترى أنها ضرورية ؟ أول شيىء يجب أن يكون التحضير في مكان مرتفع وعال على البحر للتأقلم مع المكان الذي سيحتضن هذا الموعد، لأن بريتوريا وكما تعلم مرتفعة كثيرا عن سطح البحر، وبالتالي يجب التحضير في مكان مشابه، وهو ما أعتقد بأنه سيتم أخذه بعين الاعتبار من قبل المدرب الوطني رابح سعدان والاتحادية الجزائرية لكرة القدم، فالتحضير الجيد يبقى جد ضروري وحتمي من قبل منتخبنا الوطني لأن المعطيات مختلفة تماما عن معطيات التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم. البعض يرى أن الخطر الحقيقي للمنتخب الوطني سيأتي بدرجة خاصة من قبل المنتخب الأمريكي وليس الانجليزي ؟ انظر، جميع المباريات ستكون صعبة والحسم فيها سيكون فوق الميدان، أكيد أن المنتخب الأمريكي لن يكون لقمة صائغة لمنتخبنا الوطني، لكن العكس سيكون كذلك، لدينا منتخب قوي وفي المستوى وهو الأمر الذي لا يمكن إغفاله وسندخل كل مباراة بكل قوة، لكن أعيد وأكرر أن الضرورة الحتمية تبقى في الاستعداد الجيد لهذا الموعد، وإذا ما تحقق ذلك إن شاء الله، فأنا واثق من قدرتنا على المرور إلى الدور الثاني، من خلال تحقيق نتائج طيبة، كما كان عليه الأمر في نهائيات كأس العالم بألمانيا 1982 والنتائج المتميزة التي حققناها ونلنا من خلالها إعجاب الجميع. ماهي أبرز النقائص التي وقفت عليها في المنتخب الوطني خلال مرحلة التصفيات على الرغم من التأهل المستحق ؟ الجميع يكون قد وقف على القوة الكبيرة لمنتخبنا الوطني على مستوى خط الدفاع وكذا وسط الميدان، لكن بمقابل ذلك الجميع يكون قد وقف على النقائص الكبيرة الموجودة في الخط الأمامي (الهجوم) الذي مازال بحاجة إلى عمل كبير وبحاجة إلى قناص حقيقي للأهداف، كما تبقى النقطة المهمة افتقاد "الخضر" لقائد حقيقي في الميدان يقود المجموعة وهو ما يجعلني أعرج على مسألة الانسجام داخل المنتخب الوطني والذي مازالت النقائص فيها واضحة، وهو ما جعلني أؤكد كثيرا على ضرورة التحضير والاستعداد الجيدين وهو ما يمكن المنتخب الوطني من ضمان الانسجام، وهنا اسمح لي أن أشير الى نقطة مهمة. تفضل.. اعتقد أن تدعيم المنتخب بلاعب مثل مهدي لحسن، انطلاقا من وقوفي على إمكانات هذا اللاعب الذي سيعطي الاضافة الكبيرة للمنتخب الوطني الجزائري في حال انضمامه للمنتخب الوطني، وأنا شخصيا أتمنى كثيرا انضمامه إلى المنتخب الوطني الجزائري والذي سيعطي دعما جد كبير لأشبال المدرب رابح سعدان. لنعرج على نهائيات كاس أمم إفريقيا المقبلة بأنغولا، كيف ترى حظوظ المنتخب الوطني الجزائري في هذا الموعد القاري؟ نفس الأمر بالنسبة لمجموعة كأس العالم، فقد أوقعتنا القرعة في مجموعة متكافئة لكن المأمورية سوف لن تكون سهلة على الاطلاق، في ظل تواجد منتخب البلد المضيف الذي سيستفيد من العديد من العوامل، إلى جانب منتخب مالي الذي يبقى منتخبا جد قوي على الرغم من عجزه عن حجز تأشيرة التأهل إلى المونديال بفعل مشاكل عاشها الاتحاد المالي لكرة القدم، لكن ذلك لا يقلل من قوته ومستواه الكبير من خلال العناصر المتميزة التي يضمها في صفوفه على غرار كانوتي وكايتا وآخرين، وبالتالي يجب الحذر كثيرا من هذا المنتخب، إلى جانب عامل آخر لا يقل أهمية، هو أن منتخبنا الوطني سيكون مستهدفا من جميع الفرق باعتباره متأهلا إلى كاس العالم والجميع سيعمل له ألف حساب. تبدو متشائما نوعا ما ؟ لا على الإطلاق، بل أنا جد متفائل وأؤكد لك أن منتخبنا الحالي قادر على الذهاب الى أبعد نقطة في نهائيات كاس أمم إفريقيا المقبلة بانغولا، ولم لا حتى التتويج باللقب، فالإرادة موجودة واللاعبون موجودون وكل شيء موجود وبالتالي فإن رفع التحدي من قبل أشبال المدرب رابح سعدان جد وارد في ظل هذه المعطيات، لكن وجب التذكير بقوة منافسي "الخضر"، هذا كل ما في الأمر. البعض يرى أن نتائج المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا ستنعكس على مردوده في نهائيات كأس العالم ؟ بالتأكيد، النتائج التي ستحقق إن شاء الله في نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا القادمة سيكون لها الانعكاس المباشر، فتحقيق نتائج ايجابية في انغولا سيكون لها الانعكاس الايجابي والعكس صحيح (لا قدر الله) وإن شاء الله تكون النتائج طيبة خلال هذين الموعدين الهامين، وأنا واثق من أن التعداد الحالي والإرادة الكبيرة لكل العناصر الوطنية والحب الكبير من جانبهم للوطن، الى جانب الخبرة الكبيرة "للشيخ" سعدان وكذا التنظيم الكبير الموجود بقيادة "الحاج" روراوة والذي لم نشاهده منذ مدة كبيرة، كل هذا يبعث على التفاؤل والارتياح ويجعلنا كجزائريين جد متفائلين. ما هو تعليقك على التجاوزات الخطيرة التي كانت من جانب المصريين قبل مباراة السودان وبعدها ، الاعلامية منها بدرجة خاصة؟ بالتأكيد ما حدث أمر غير مشرف على الإطلاق للمصريين بدرجة خاصة الذين تجاووزا جميع الخطوط، لكن ما أود الإشارة إليه هو أن العالم بأسره، وأنا شخصيا وقفت على ذلك، تعاطف معنا خاصة بعد الاعتداء الجبان بالعاصمة المصرية القاهرة، أنا أدعو المصريين إلى طي الصفحة السوداء وأن يكتفوا بمتابعتنا في المونديال عبر التلفاز، ومن جهتنا يجب أن نطوي هذه الصفحة وأن لا نلتفت الى الوراء وأن نركز على المستقبل، على كأسي أمم إفريقيا والعالم وإن شاء الله "ربي يوفقنا" ونحقق نتائج طيبة. هل من برنامج خاص للمنتخب الوطني في قناة الجزيرة مع اقتراب موعد المونديال؟ هذا أمر أكيد، أنا شخصيا أعكف على تحضير برنامج خاص شامل حول المنتخب الوطني باعتباره الممثل الوحيد للكرة العربية في المونديال، سيتم عرضه قبل نهائيات كاس العالم بجنوب إفريقيا 2010 بإجراء حوارات وروبورتاجات حول المنتخب الوطني الجزائري. في الأخير، ما هي النصيحة التي توجهها للناخب الوطني رابح سعدان ؟ أعتقد أن "الشيخ" سعدان هو من يعطينا النصائح (يضحك)، أنا واثق كعامة الجزائريين، من خبرات الناخب الوطني رابح سعدان الذي تمكن من إرجاعنا إلى الواجهة العالمية بعد غياب طويل وأعادنا إلى الواجهة الإفريقية بعد الغياب عنها في آخر دورتين، سيتمكن من رفع التحدي وقيادة المنتخب الوطني الجزائري إلى تحقيقي نتائج إيجابية وإسعاد الشعب الجزائري كما كان عليه الأمر في التصفيات، وإن شاء الله تستمر أفراح الجزائريين.