مدير مكتب "الجزيرة الرياضية" بإسبانيا لخضر بريش في حوار حصري ل "السياسي": برشلونة عينها على سبعة لاعبين جزائريين في المونديال - لبورتا تأكد من وجود مشاريع أبطال بالجزائر - لإنجاح مشروع الاحتراف لابد من تغيير الذهنيات - الإسبان عرضوا ترتيب المقابلة مع الجزائر في مكسيكو 86 - على الذين شتمونا أن يتابعوننا على الشاشة - أنا واثق أن رفقاء بوڤرة وبلحاج سيعيدون ملحمة خيخون كان هو أول من احترف من رجال الإعلام الجزائري في بداية التسعينات من القرن الماضي حيث أرست أوراقه الصحفية في التلفزيون السعودي وبالضبط بالفضائية الشرق الأوسط (MBC) والتي كانت تبث آنذاك بلندن، بعد أن فطم بحليب التلفزيون الجزائري وتعلم أصول المهنة بأرض الوطن وأدرك مبكرا كيف يخدم الرياضة الوطنية والمجتمع الجزائري لإيصال رسالة نبيلة تؤسس لتقديم أبهى صورة لدولة الشهداء وتسويق لحاضرها النشيط ومستقبلها الواعد. لقد استطاع هذا الإعلامي المتمكن على التأكيد بأن التلفزيون الجزائري سيظل مدرسة حقيقية لكوادر تتشرف البلاد بهم في أكبر المحافل الإعلامية العالمية، ومن منا من لا يستمتع باستضافته لمشاهير الكرة العالمية وكبار الفاعلين داخل المستطيل الأخضر الدولي خاصة باستديوهاته التحليلية الخاصة بأشهر وأقوى بطولة وطنية في العالم وهي لليغا الإسبانية بالهرمين اللدودين البرصا والريال. إنه بلا شك مدير مكتب "الجزيرة الرياضية" بإسبانيا، الإعلامي الجزائري لخضر بريش الذي التقت به "السياسي" وتعاطت معه في أمور تخص بالدرجة الأولى المونديال والفريق الوطني واهتمام فريق برشلونة بلاعبي أشبال سعدان وقضية الاحتراف وأشياء أخرى، فإليكموها.. * السياسي: يا سي لخضر بريش، أنتم متواجدون في أرض الوطن، هل لنا أن نعرف سبب الزيارة، إن كانت عائلية أم مهنية؟ - لخضر بريش: في حقيقة الأمر زيارتي لأرض الوطن تدخل في إطار الدعوة التي وجهت لي والتي تشرفت بها من قبل الأمين العام عبد العزيز بلخادم وكتلته البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني داخل المجلس الشعبي الوطني وذلك من أجل تنشيط بمعية وجوه رياضية وإعلامية وكذا مختصيين حول الحركة الرياضية والإعلامية وكذا مختصيين حول الحركة الرياضية في الجزائر وإسقاطاتها اقتصاديا واجتماعيا وجمعويا وإعلاميا، كما ستكون هذه الوقفة فرصة لمشاركة زملائي في نادي الصحافة الرياضية في مقابلة كروية تجمعهم مع مناصري المنتخب الوطني بملعب 20 أوت. هذا من جهة، ومن جهة سأغتنم هذه المناسبة للتواجد مع الأهل والعائلة وكذا الأحباب والأصدقاء. * تناقلت وسائل الإعلام على لسانكم تصريحات حول عزم العملاق نادي برشلونة ورئيسه خوان لبورتا إنشاء مركز تكوين البرصا بالجزائر، ماهي حقيقة هذا الأمر؟ - بالفعل، وهذه حقيقة أكدها لي رئيس أفسي برشلونة خوان لبورتا بعدما اكتشف هذا الأخير بما لا مجال فيه للشك عن وجود نجوم وقامات كروية في جميع أرجاء أوروبا من أصل جزائري، كما تأكد الرجل الأول في البرصا عن وجود أرض خصبة لمشاريع أبطال في المستقبل المنظور، واستنتج على ضوء هذه المعطيات أنه من مصلحة برشلونة وكذلك الكرة الجزائرية أن تكون هناك مدرسة كروية خاصة بالبرصا في الجزائر وذلك من أجل الإشراف على التنقيب المادة الخامة وصقل المواهب ليصبحوا نجوما، ومن بعد كمرحلة أولى تصديرهم نحو أندية كبيرة ثم يسترجعهم الفريق الكاتلوني إليه في المرحلة الأخيرة للاستفادة منهم بصفة نهائية بعد أن كسبوا الخبرة والتجربة، وهذه هي الفكرة المنشودة والخطة المرسومة من طرف الرئيس الفائز بالبطولة الإسبانية لهذا الموسم خوان لبورتا فيما يتعلق بالجزائر. * أبدى بطل الليغا هذا العام اهتمامه بنجوم الفريق الوطني، وقد تداولت الصحافة الوطنية والدولية بعض الأسماء على غرار بوڤرة، وبلحاج من خلال قربكم إلى صناع القرار داخل البيت الكتلاني، هل هناك تأكيدات في هذ الموضوع؟ - بالطبع، يتحدثون داخل فريق برشلونة على لاعبين كثيرين في الفريق الوطني الجزائري والتي أبانت في التصفيات المؤهلة إلى المونديال على قدرات هائلة وكذلك في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة بأنغولا، لكن يبقى المحك الحقيقي هو نهائيات والمباريات الرسمية لكأس العالم في جنوب إفريقيا، وهو الاختبار الفعلي في أن يبرز اللاعب الجزائري خلال هذه المنافسة القوية، حيث هنا يظهر اللاعب إن كان يمكن أن يصبح عالميا أم لا، وبالتالي المنتخب الجزائري مطالب بأن يظهر بوجه مشرف وأن يكون جاهزاً بدنياً وفنياً ونفسياً، وأظن أنه هناك على الأقل ثلاث لاعبين سينتقلون ويتحولون إلى أندية أوربية عملاقة وكبيرة. * هل خوان لبورتا رئيس البرصا أكد لكم شخصيا اهتمامه بنجوم الفريق الوطني التي تداولت أسماؤهم على الساحة؟ - نعم، رئيس برشلونة خوان لبورتا بالذات عبّر لي شخصيا على مجيد بوڤرة وخاصة نذير بلحاج في البداية، لأن طريقة لعب بلحاج تناسب كثيرا البرصا، لأنه من بين المدافعين الذين يهاجمون كثيراً وله نزعة هجومية ويمكن لنذير بلحاج أن يلعب في وسط الميدان وكذلك شغل جناح في الهجوم أو لاعب رواق، هذه هي طريقة البرصا 4، 3، 3، التي جاء بها المدرب السابق لنادي برشلونة الهولندي بوهان كرويف من حوالي عشرين سنة. * إذن أنتم تؤكدون بصفة رسمية معاينة برشلونة لمجيد بوڤرة ونذير بلحاج خلال مونديال جنوب إفريقيا؟ - نعم، وأنا أقول لك أكثر من ذلك، المعاينة سوف تكون على سبعة لاعبين من الفريق الوطني من طرف الرئيس لبورت وهم موجودين في قائمة برشلونة، وسيؤكدون فيما بعد المسؤولين الإسبان في هذا النادي الكبير للاعبين الجزئريين الذين سيتم اختيارهم بعد انتهاء فترة المعاينة التي تكون كما قلت خلال كأس العالم هذه. * خلال معايشتكم واحتكاكم بمستوى عالي للاحتراف داخل أقوى بطولة وطنية في العالم وهي الليغا، ما هي السبل الكفيلة لنجاح الاحتراف عندنا؟ - الضمان السليم لإنجاح مشروع الاحتراف، لابد من تغيير الذهنيات والعقليات، يجب أن نتقبل الاحتراف، يجب أن نعمل من أجل الاحتراف، وبما أن الاحتراف ليس موارد مالية ولا قضية سيولة نقدية فقط وإنما أيضا قضية مهنية. * يجرنا هذا الحديث حول عزم وزارة الشباب والرياضة تطبيق سياسة الاحتراف العام المقبل، كيف تجدون هذا الأمر؟ - الاحتراف شيء جميل وطريق لابد من سلكه، ولكن كما قلت لكم الاحتراف ليس قضية أموال أو أقوال وإنما منشآت وعقليات يجب أن تتغير وعمل قاعدي على مستوى النوادي والفرق والمدارس الكروية والرياضة المدرسية، أيضا العمل على مستوى الأحياء والتنقيب على المواهب الذين هم مشاريع أبطال المستقبل. * كيف عشتم كجزائري وإعلامي مغترب لحظات تأهل الجزائر داخل قناة الجزيرة الرياضية، خاصة مع تواجد صحفيين مصريين فيها وتكالب مرتزقة الإعلام المصري على الجزائر ورموزها؟ - طبعا، فرحة لا توصف وبهجة غامرة لهذا الانتصار التاريخي الذي أتى عن جدارة واستحقاق. هم يقولون انتصار أكتوبر ونحن نقول انتصار نوفمبر والجزائر في الأخير في كأس العالم بجنوب إفريقيا ولا يهم ماذا قالوا وماذا يقال ويروّج ويفبرك، المهم أنهم سيتابعون المباريات على شاشات التلفزيون. * كيف ترى مستقبل الخضر ومردودهم خلال هذا المونديال الجنوب إفريقي؟ - حسب معرفتي بمؤهلات وقدرات جل اللاعبين الجزائريين، فإن المنتخب الوطني له ما يجعله قادرا على الذهاب بعيدا خلال هذه المنافسة الكروية العالمية، وعلينا أن لا ننسى، ولا واحد منا لم يكن يخطر بباله أن نهزم ألمانيا في كأس العالم بإسبانيا وذلك في المشاركة الأولى لنا. وما يجب التركيز عليه هو جاهزية عناصرنا الوطنية من الناحية البدنية خصوصا، لأن وفق تصوراتي سيواجهون أشبال سعدان فرق في المستوى العالي من الناحية البدنية، والابتعاد عن التكتلات داخل التشكيلة الوطنية التي من شأنها أن تلعب مفعولا سلبيا لا يخدم على الإطلاق الحظوظ التي يراهن عليها الجزائريين ومع الاختيارات الملائمة التي يرسمها الطاقم الفني وتحفيز اللاعبين بشكل يجعلهم يطبقون الخطط التكتيكية بشكل اللازم. مع اجتماع هذه العوامل، أنا واثق أن رفقاء بوڤرة وبلحاج سيعيدون ملحمة خيخون 1982 بإسبانيا من جديد، لكن هذه المرة في جنوب إفريقيا إن شاء الله. * بما أنكم مدير مكتب "الجزيرة الرياضية" بإسبانيا، ما هي نظرة جحافل أنصار البارصا وقوافل مشجعي الريال وكذا كل الإسبان للخضر وتأهلهم المستحق للمونديال؟ - الإسبان يقولون بأنفسهم بأن المنتخب الوطني فريق محارب ولديه روح قتالية عالية. يعرفون منتخبنا لأننا لعبنا مونديال 82 ببلادهم ولعبنا في 86 بالمكسيك والتقينا المنتخب الإسباني، كان يمكن أن يكون هناك اتفاق بين الجزائروإسبانيا على التعادل لكي نمر، لكن الجزائر يومها رفضت فكرة أنها تتآمر على منتخبات أخرى مثلما تآمرت النمسا مع ألمانيا، كما رفضت الجزائر أن يكون بينها وبين إسبانيا اتفاق في مونديال 86، وهذا ما يقره الإسبان، دائما يقولونها بكل صراحة "لقد عرضنا على الجزائر التعادل في مونديال ميكسيكو فرفضت". * أنت نجم جزائري وصاحب منصب مسؤولية داخل هذا الصرح الإعلامي العالمي العملاق، بما تردون على أزلام وأصحاب الدكاكين الصحفية المصرية الذين لم يستسيغوا تأهل الجزائر إلى المونديال؟ - بجملة قصيرة ومفيدة، أقول لهم: تابعونا في كأس العالم على الشاشة داخل بيوتكم. * أترك لكم حرية ختم اللقاء.. - أنا جد سعيد بتواجدي بالجزائر هذه الأيام رغم أنها قليلة إلا أنها سمحت لي باكتشاف أجواء العرس العالمي في بلادي والأفراح التي يصنعها شعبنا هذه الأيام من جراء تواجد منتخبه بجوهنسبورغ مع تمنياتنا للجزائر بالمزيد من النجاح والتألق، وشكراً.
