أريد إظهار أكاذيب السياسيين حول الهجرة وصدام الحضارات ول الكاتب الايطالي "ماسيمو كارلوتو" الذي الف العديد من الروايات الناجحة على الصعيد العالمي اهتمامه من القصة البوليسية ليغوص في اعماق تاريخ منطقة البحر الابيض المتوسط، حيث يعكف حاليا على تأليف قصة جديدة تدور احداثها في الجزائر العاصمة في القرن الخامس عشرة عندما كانت واحدة من اكبر القوى في البحر الأبيض المتوسط. ويتمحور موضوع الرواية حول قصص عشرات الايطاليين الذين فروا من بدلانهم عندما كانت ايطاليا في ذلك الزمان مقسمة الى عشرات الجمهوريات، ليثبوا بعد فرارهم جدارتهم بين القراصنة الذين فرضوا حكمهم في البحر المتوسط طيلة قرون تحت راية الإمبراطورية العثمانية. ويروى في كتب التاريخ أن القراصنة فرضوا هيمنتهم على المنطقة وازدادت قوتهم عندما تأسست مملكة الجزائر على يد ابن صانع الفخار اليوناني "عروج بربروس" بماركة الإمبراطور العثماني في اسطنبول، وشاء القدر ان يصبح العديد من القراصنة الايطاليين الذين التحقوا بأسطول بربروس ملوكا في الجزائر على غرار حاج حسان "ميتزومورتو" والتي تعني نصف ميت، لانه تمكن من الفرار من سجون جمهورية البندقية "نصف ميتا" ليلتحق بالقراصنة. في هذا السياق، ارجع الكاتب الايطالي في لقاء مع "النهار" سبب اهتمامه بتأليف قصة عن الجزائر "لان هذه الحقيقة ظلت خفية عن عامة الأوروبيين"، فخلال دراسته لتاريخ أوروبا الكاثوليكية، اكتشف "ماسيمو كارلوتو" ان العديد من الأوروبيين وعلى وجه الخصوص الايطاليين "كانوا يفرون للاتحاق بالقراصنة الذين كانوا يشكلون قوة في المنطقة، لكن السبب الرئيسي هو فرارهم من واقعهم المزري وحالتهم الاجتماعية المتدهورة". ويضيف الكاتب الايطالي، أن هدفه من القصة إظهار لجوء الأوروبيين الاجتماعي نحو دول المغرب العربي "فانا أريد أن أقول لأوروبا التي ترفض الهجرة من الجنوب نحو الشمال في الوقت الرهن، أن الهجرة كانت بالأمس تتم في الاتجاه المعاكس". في سياق، ذي اتصال، وصف الكاتب الايطالي نظرية صدام الحضارات "باكذوبة العصر"، فقد اخترعها السياسيون لكي يحافظوا على يحافظوا على هيمنتهم ويزيدوا في توسيع مصالحهم الاقتصادية "اما عامة الناس فهم يتعايشون فيما بينهم رغم اختلاف دياناتهم وانتماءاتهم العرقية دون أي مشاكل، ومختلف الثقافات ظلت تتعايش فيما بينها دون ان تصطدم، فلماذا اختارت هذه السنوات لكي تصطدم؟". ويشار ان الكاتب الايطالي ماسيمو كارلزتو، زار الجزائر بدعوة من المعهد الثقافي الايطالي لتقديم محاضرة حول القصة البوليسية خلال معرض الكتاب، وكذا زيارة الجزائر القديمة من اجل تدقيق المعلومات التاريخية.