تتوقع مديرية المصالح الفلاحية بباتنة أن يصل محصول الزيتون هذه السنة بالمنطقة إلى أكثر من 82 ألف قنطار مع إمكانية تجاوزه إلى 90 ألف قنطار حيث من المنتظر أن توجه نصف الكمية لاستخراج زيت الزيتون حسب ما أستفيد اليوم الأحد من مدير المصالح الفلاحية. وأوضح السيد محمد لمين قرابصي على هامش لقاء دراسي حول إنتاج الزيتون بمبادرة من جمعية الأمل لترقية الفلاحة منبع رأس العين أن شعبة الزيتون عرفت "قفزة نوعية" بولاية باتنة في السنوات الأخيرة حيث انتقلت المساحة المغروسة بهذه الثمرة محليا من 800 هكتار في موسم 2000-2001 لتصل إلى 6.200 هكتار لتحتل بذلك المرتبة الأولى حاليا بالولاية من حيث المساحة المزروعة ليأتي بعدها المشمش ب 5 آلاف هكتار. وأكد نفس المسؤول أن المساحة المزروعة في "تطور مستمر بعد الإقبال الكبير للفلاحين على غراسة هذا النوع من الأشجار في المدة الأخيرة لاسيما وأنه لا يتطلب كميات كبيرة من المياه" . وأشار مدير المصالح الفلاحية إلى أن إنتاج الزيتون يعرف من جهته "تطورا ملحوظا" من سنة إلى أخرى بباتنة وتجاوز الأهداف المسطرة في عقد النجاعة حيث ينتظر أن تحقق الولاية في سنة 2014 محصولا يقدر ب 182 ألف قنطار وهو الذي كان لا يتعدى 54 ألف قنطار في موسم 2007-2008 . فغراسة أشجار الزيتون بالمنطقة يضيف ذات الإطار تسير بوتيرة "جد متسارعة" مما يرشح تضاعف الإنتاج بها في السنوات المقبلة حيث من المنتظر أن تصبح زراعة الزيتون شعبة محورية بالجهة بعد أن كانت في البداية زراعة مكملة لباقي الأنشطة الفلاحية. وجاء تنظيم اليوم الدراسي لتثمين هذه الشعبة التي يسعى فلاحو المنطقة إلى تطويرها لاسيما وأن منطقة نقاوس مرشحة لأن تكون قطبا فلاحيا وصناعيا بالولاية للإمكانات الفلاحية الكبيرة التي تتوفر عليها خاصة في مجال المشمش والزيتون . وركزت تدخلات إطارات مديرية الفلاحة على الإمكانات التي توفرها الدولة للفلاحين لتطوير محاصيلهم الفلاحية ومن بينها الدعم الموجه لتوسيع وتثمين الإنتاج كإعادة تأهيل معاصر الزيتون التقليدية البالغ عددها حاليا بمنطقة نقاوس 12 معصرة وإنجاز معاصر حديثة إلى جانب تكثيف وتكييف زراعة الزيتون وإدخال التجهيزات المقتصدة للمياه (السقي بنظام التقطير وأحواض المياه) واستحداث وحدات التبريد والتخزين . ومن جهته أشار محافظ الغابات إلى برنامج القطاع لتوسيع المساحات المغروسة بأشجار الزيتون بالمنطقة والذي يتضمن أكثر من 600 هكتار والتسهيلات التي تمنح للفلاحين الراغبين في غرس هذا النوع من الأشجار لاسيما فيما يخص سياسة التجديد الريفي . أما مدير محطة المعهد التقني للأشجار المثمرة والكروم بحامة بوزيان بقسنطينة السيد الساسي عمور فتناول كيفية تسيير بساتين الزيتون بالمنطقة مع التركيز على تصحيح بعض الأخطاء التقنية التي يرتكبها الكثير من الفلاحين مما ينعكس سلبا سواء على المنتوج أو على الشجرة . وتطرق بالمناسبة ممثل المحطة الجهوية لوقاية النباتات بعين التوتة السيد لوشن عيسى الى بعض الأمراض والآفات التي تتعرض لها أشجار الزيتون وطرق الوقاية منها لاسيما ذبابة الزيتون التي ساعدت العوامل المناخية على انتشارها بكثرة هذه السنة بكل بساتين الزيتون بمنطقة سفيان . وتسببت هذه الآفة حسب الكثير من المنتجين إلى تلف كميات كبيرة من الزيتون الذي كان موجها للمائدة وتحويله إلى المعاصر حيث أكد السيد لوشن بأن تهاون الفلاحين في معالجة هذا المرض في بدايته يؤدي إلى وقوع أضرار كبيرة بالثمرة إلى جانب المساهمة في رداءة نوعية الزيت المستخلص منها . وتركزت أسئلة الفلاحين على محوري الدعم المادي إلى جانب تجنيد إمكانات إضافية للسقي الفلاحي لاسيما وأن جمعية الأمل لترقية الفلاحة منبع رأس العين بسفيان التي تتضمن 1300 فلاح سطرت برنامجا حسب رئيسها لغراسة نصف مليون شجرة زيتون بالمنطقة التي كانت تشتهر بهذه الثمرة منذ القدم وبين مدير المصالح الفلاحية أن المبلغ الذي خصصته الدولة لقطاع الفلاحة بولاية باتنة في السنوات الأخيرة فاق ال 11 مليار د.ج وجهت نسبة 75 بالمائة منها إلى تجنيد الموارد المائية مشددا على ضرورة الاستغلال العقلاني للمياه للتوفير فيما هو مجند حاليا بالمنطقة ( 62 نقبا ) وتوسيع المساحات المسقية.