أنا فهيمة من مدينة سكيكدة ، عمري 35 سنة ، من أسرة محافظة، توفي والدي منذ عشر سنوات، فبقيت مع والدتي نكابد مرارة الوحدة. الوفاء جعل والدتي ترفض فكرة الزواج رغم تقدم العديد من الخطاب لها، وأفنت شبابها في السهر على تربيتي والعناية بي، ولم تكن لتبخل علي بحنانها ورقتها وعطفها وبالمقابل كنت لها نعم الابنة . وأصدقك القول يا سيدتي، أنني خضت عدة تجارب عاطفية، كلها باءت بالفشل، كون الطرف الثاني لم يكن يهمه من العلاقة سوى التلاعب بجسدي ومساومتي على شرفي، ولأنني فتاة متخلقة، كنت في كل مرة أنسحب بشرف إكراما لوالدتي ونزولا عند ثقتها، وفي المدة الأخيرة تعرفت على شاب، أحبني بصدق، أعجبت بشخصيته المميزة وخصاله الحميدة، وتقديره للمرأة، وتدريجيا وقعت في شباك حبه، وكم كنت سعيدة عندما فاتحني بأمر الزواج، وسعدت والدتي هي الأخرى بالخبر، لكن سعادتي لم تدم طويلا، عندما تفاجأت برفضها، لأن حبيبي كفيف، ورغم توسلاتي المتكررة من أجل إقناعها على أنه الشخص المناسب لي، لكنها لم تتراجع عن قرارها ، فكيف أتصرف يا سيدتي لإقناع والدتي، بأنه الشخص المناسب و القادر على إسعادي، وأني لن أرتبط برجل سواه . فهيمة من سكيكدة الرد: الزواج هو اللبنة الأولى لبناء الأسرة السليمة، وعليه يقتضي دوما حسن الاختيار، الذي يكون على أساس الأخلاق الكريمة والمبادئ السليمة، فإن كان اختيارك للخطيب على هذا الأساس، فإنه عين الصواب، وكون حبيبك كفيفا تأكدي عزيزتي أن ثوابك كبير، وأجرك عظيم عند الله. المهم أن تركزي على وضعك الحالي، ولا داعي لأن تستسلمي لليأس القاتل وانظري للحياة بنظرة تفاؤلية . عاودي محاولاتك لإقناع والدتك وأخوالك، بجعلهم يشعرون أنك بحاجة إلى زوج يتفهمك ويقدرك ويحميك مستقبلا، خاصة في هذا السن، وأن هذا الخطيب حتى لو أنه كفيف، لا ينقصه شيء، وبإمكانه أن يحقق لك الحياة الزوجية السعيدة، ما دام كل منكما يخشى الله، أوضحي لهم أن أمر اختيار شريك الحياة هو حقك المشروع، لأنه في الأخير أنت من ستعيشين مع هذا الزوج، وتواجهين الحياة بحلوها ومرها ردت نور