سيدتي، أود أن أستشيرك في أمر خطبة، لأنني من أسرة محافظة، لكن يترك لنا والدي حفظه الله مطلق الحرية في الاختيار، بعدما أنشأنا على الأخلاق الحميدة ، كما يردد دائما . أنا يا سيدتي قد بلغت من العمر 33 سنة، حققت نجاحات متواصلة في دراستي، والحمد لله.. موظف بمؤسسة عمومية، نجحت في كل مجالات الحياة، ولي سيارتي الخاصة، لكني بقيت أميّة في مجال معرفة الجنس الآخر، وربما منعني خجلي من ذلك. منذ فترة تعرّفت على شاب في نفس سني، اقتحم حياتي، لا أعرف هل أقبل به أم لا؟ فهو أقل منّي تعليما، وفقير، ويقول أنه بحاجة إليّ، وأنني إن لم أقبل الزواج منه سوف يموت! لكن ما يخيفني منه، أنني فهمت من حديثي معه، بأنه يتوقع أن أستأجر أنا بيتا خاصا لنا بعد الزواج؟ نصيرة من العطاف الرد: عزيزتي أشكر ثقتك بنا، وأهنىء نجاحاتك، وأسأل الله أن يكللها بزواج ناجح أيضا . عزيزتي؛ كون هذا الشاب محتاج إليك ومتمسك بك، ليس مؤهلا لقبوله، المؤهل هو تدينه وخلقه، كما أن الكفاءة معتبرة أكثر في النسب، وقد يطغى التدين على المستوى الاجتماعي أو المادي، ومن المؤكد أن الفقر ليس عيبا. وإذا كان لهذا الشخص من النجاحات في ميدان الحياة ما يعوّض مستواه التعليمي المنخفض، ومستواه المادي، فلا مانع من الزواج به، أما إذا كان ناقصا من الناحية الثقافية، والاجتماعية، والمادية، وليس في حياته نجاحات مغرية، فلا أرى ما يغري بالارتباط به . كما أنني لا أثق في الشخص الذي يتخذ من إبداء الضعف، أسلوبا لاستمالة الطرف الآخر، فذلك وسيلة الماكرين، في الغالب. كما أن اتكاله عليك في توفير سكن خاص لكما، إشارة واضحة إلى أنه يطمح إلى الزواج منك، كي تحملي عنه أعباء الحياة، فهو يطمح إلى العيش الرغد، لكن على حساب جهدك الخاص . نصيحتي لك أختي العزيزة، هي الإعراض عنه، ولن يموت لذلك، صدّقيني! فكثير من المشاكل الزوجية منبعها تخلي الزوج عن مسؤولياته، واعتماده الكلي على زوجته في أمر تأمين حاجيات المعيشة، وسيرزقك الله الزوج الصالح، أي الذي يصلح لك في الدين والدنيا. ردت نور