جندت المديرية العامة للأمن الوطني ؛ أفراد الوحدات الجمهورية للأمن، المختصين في حفظ النظام العام على مستوى المداخل الرئيسية للعاصمة، وتم نشر العديد منهم في الأحياء الشعبية التي تعرف حركات احتجاجية مؤخرا. وشوهدت أمس؛ الشاحنات التابعة لوحدات مكافحة الشغب منتشرة في الطرقات الرئيسية على مستوى المداخل المؤدية إلى العاصمة، حيث تم تجنيد حوالي 3 شاحنات على مستوى الموقع الواحد، كما سجلنا خلال جولة ميدانية، وجود أفراد الأمن في حالة استعداد، حيث كانوا يرتدون الزي الخاص بمكافحة الشغب. وانتشر عناصر حفظ النظام العام كذلك في العديد من الأحياء التي تصنف ضمن "الساخنة" وعرفت أعمال شغب وحركات احتجاجية، ومناطق أخرى وردت معلومات عن غليان الوضع الإجتماعي بها لمصالح الأمن. وتم تعزيز الإجراءات الأمنية على مستوى العديد من المرافق والمنشآت العمومية منها مقرات البلديات ( بلدية سيدي امحمد ) ووكالات البريد والبنوك، التي تم تطويقها بشاحنات الوحدات الجمهورية للأمن، لحمايتها من أية أعمال تخريب وسطو، ورافقت هذه الإجراءات في اليومين الأخيرين، حملة واسعة ضد التوقف العشوائي للسيارات على مستوى الطرقات والأحياء الرئيسية، وتقوم السيارات التابعة لمصلحة الأمن العمومي بدوريات طيلة ساعات النهار والليل لمنع التوقف. إلى ذلك؛ تم تفعيل عمل الإستعلامات لرصد أية مخططات لتحريك الشارع والكشف عن هوية الأطراف التي تقف وراء ذلك. وأفاد مصدر أمني مسؤول ل"النهار"؛ أن هذه الإجراءات الأمنية "وقائية"، تأتي على خلفية الحركة الإحتجاجية التي تشهدها المنطقة الصناعية بالرويبة شرق العاصمة، وتوفر معلومات عن مساعي العمال الغاضبين، للقيام بمسيرات وقطع الطريق السيار و تتخوف السلطات من امتداد الإحتجاج إلى مؤسسات أخرى واتساع رقعته. لكن أوساط متتبعة؛ تفيد أن السلطات تكون قد لجأت إلى تطويق العاصمة ونشر وحدات حفظ النظام العام، تحسبا لأحداث شغب قد تندلع في حال تحقيق المنتخب الوطني نتيجة سلبية أمام نظيره المالي بأنغولا، حيث تتوفر مصالح الأمن على معلومات تفيد بمساعي" حثيثة" لتحريك الشارع الجزائري، تحت غطاء خسارة المنتخب الوطني. ويشير متتبعون في هذا السياق؛ إلى غليان الجبهة الإجتماعية منذ عدة أشهر، تترجمها سلسلة الإضرابات في قطاعي الصحة والتربية بشكل لافت، واحتجاجات بالعديد من الولايات على توزيع السكن وحودادث المرور وانقطاع الكهرباء، لكن "النصر التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني مكن من امتصاص غضب المواطنين الذين انشغلوا أكثر بمتابعة تداعيات الإعتداء على المنتخب الوطني في القاهرة، وبعدها المقابلة بالخرطوم، وكان ذلك أولوية اهتماماتهم. وحاولت بعض الأطراف تحريك الشارع خلال هذه الفترة، بتوظيف ورقة الوضع الإجتماعي المتردي، حيث تم حجز بيانات تحريضية وأقراص مضغوطة عن أحداث 5 أكتوبر 1988، وتأجلت أيضا الحركات الإحتجاجية التي غطى الحدث الكروي تفاصيلها، ولم تكن تحظى بالتغطية الإعلامية. وتم تفعيل عمل الإستعلامات في الأحياء الساخنة، خاصة الأحياء القصديرية لإعداد تقارير دورية ورصد أية تحركات للقيام باحتجاجات أو أعمال تخل بالنظام العام، حيث تسعى مصالح الأمن للقيام بعمل استباقي في مكافحة أعمال الشغب، وتتحرك مصالح الأمن أيضا في اتجاه إحباط مخططات إرهابية، حيث تستغل الجماعات الإرهابية هذه الأوضاع ليتسلل عناصرها، وأيضا لتنفيذ اعتداءاتها خاصة في ظل رهان جماعة درودكال على العاصمة، للعودة إلى واجهة الأحداث الأمنية.وعلم أن العديد من الولايات تعرف نفس التعزيزات، وتم تجنيد جميع أفراد الأمن.