جاهزية الدرك محل اختبار سجلت قيادة الدرك الوطني تراجع أعمال الشغب والتخريب والحركات الاحتجاجية الشعبية مقارنة بفترات سابقة، وأرجعت التقارير الأمنية ذلك إلى إدراك المسؤولين المحليين وقناعتهم بضرورة فتح أبواب الحوار مع المواطنين والتكفل بانشغالاتهم. * خاصة وأن العديد من المنتخبين المحليين كانوا قد استفادوا في وقت سابق من دورة تكوينية من تنظيم وزارة الداخلية والجماعات المحلية لتسيير أحسن لمصالحهم والتكفل الفعال بانشغالات المواطنين. * وأشارت قيادة الدرك الوطني في هذا الموضوع إلى أن أهم أسباب تراجع الاحتجاجات الشعبية يعود إلى الصرامة في تطبيق القانون، حيث كان رئيس الجمهورية قد شدد في خطاب سابق له على عدم التسامح مع المتورطين في أعمال الشغب وتخريب الممتلكات العمومية والخاصة على خلفية الاحتجاجات العنيفة التي عرفتها بعض ولايات الوطن منها وهران غرب البلاد عقب سقوط مولودية وهران وعرفت انزلاقات خطيرة وأعمال سطو واعتداءات، وحرص الرئيس في ذات الخطاب على ضرورة تطبيق القانون بصرامة. * وأكدت قيادة الدرك، أن سرعة ونجاعة تدخل وحداتها في إطار عمل وقائي، خاصة وحدات التدخل وقوات مكافحة الشغب ساهم في تطويق هذه الاحتجاجات وحفظ النظام العام، وأشارت الى تفعيل هذه الوحدات بما يستجيب لتسخيرة السلطات العمومية. * ويقدر عدد أفراد وحدات التدخل بحوالي 18 ألف دركي يخضعون لتكوين مستمر لتعزيز قدراتهم في إطار تمارين فردية وجماعية ودعمهم بعتاد وتجهيزات متطورة وعصرية، وتؤكد قيادة الدرك الوطني على استخدام وحدات التدخل لمكافحة الشغب ذخيرة مطاطية حفاظا على حياة المحتجين و"ضمان تدخل في إطار احترام حقوق الإنسان". * وتتمثل مهام هذه الوحدات في حفظ النظام العام ودعم الفرق الإقليمية في إطار المراقبة العامة للإقليم ومكافحة الإرهاب وضمان المرافقات، وفي هذا الإطار، تشير المعلومات المتوفرة إلى تجنيد 12 ألف دركي من وحدات التدخل يوميا لمرافقة الشخصيات والأجانب وتأمين القطارات إضافة الى مرافقة عربات نقل المواد المتفجرة والمواد الكيماوية والأسمدة الفلاحية في الأشهر الأخيرة على خلفية استخدامها في صناعة المتفجرات والقنابل التقليدية والأحزمة الناسفة من طرف التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود). * وفي هذا السياق، كانت القيادة الجهوية الثانية للدرك الوطني بوهران قد نظمت أمس، تمرينا افتراضيا لمجموعات التدخل والإحتياط للناحية الغربية بجبل ساسل بولاية عين تموشنت حول تأمين موكب رسمي خلال زيارة للولاية لتدشين عدة مشاريع، وتم في هذه المناورة العسكرية تجنيد 900 دركي من 12 مجموعة تدخل واحتياط وسرايا أمن الطرقات وفصائل الأمن والتدخل انتهوا من التدريب "لإختبار قدرات وحدات التدخل وتعزيز القدرات القتالية في المناطق الغابية والجبلية وإعدادهم لمواجهة مختلف التحديات"، وأشار المقدم عزي، رئيس مكتب وحدات التدخل بالقيادة الجهوية الثانية للدرك بوهران أثناء العرض، الى أن هذا التمرين الافتراضي يعكس أهم مهام وحدات التدخل، حيث ينتشرون في مختلف مسالك الموكب لتأمين مرور الموكب وسط استقبال جماهيري كبير، ولاحظنا أثناء متابعتنا الميدانية لهذا التمرين، أن رجال الدرك يقومون بمرافقة الموكب الرسمي خلال تدشين عدة مشاريع، مع الانتشار على طول المسلك، إضافة الى تطويق المنطقة، حيث سجلنا انتشار العديد من أفراد الدرك في محيط المنطقة مع التغطية الجوية إضافة الى التنسيق بين مختلف الوحدات، ويتنقل الوفد الرسمي بعد التدشين في مرحلة ثانية من التمرين الى منطقة ثانية لمعاينة بعض المشاريع، وترد معلومات لمصالح الدرك عن وجود إرهابيين لايتجاوز عددهم الأربعة يخططون لاستهداف الموكب الرسمي الذي يكون فيه شخصية هامة وذلك لإثارة صدى إعلامي لتحويل الرأي العام عن الصعوبات الداخلية، وتتم ملاحقة السيارة المشبوهة التي كان على متنها 3 إرهابيين مسلحين بعد ضبطها وذلك من طرف فصيلة الأمن والتدخل التابعة للمجموعة الولائية للدرك بولاية عين تموشنت، حيث يقوم الإرهابيون الثلاثة بالفرار من السيارة والتحصن في مسكن مهجور تتم محاصرته مع غلق جميع المنافذ، ويتم موازاة مع ذلك تفتيش السيارة بجهاز الكشف عن المتفجرات وأيضا باستخدام كلاب بوليسية مختصة في السلاح والمواد المتفجرة. * يندلع اشتباك قبل أن ينجح أفراد "الآساسي" في القضاء على إرهابي واسترجاع سلاحه من نوع كلاشينكوف، وإصابة الثاني بجروح يتم نقله على متن سيارة إسعاف، وتوقيف الثالث واسترجاع سلاحيهما. وكان هذا المكان منطقة نشاط الجماعات الإرهابية في سنوات سابقة، حيث شهد أول اعتداء إرهابي استهدف مقاوما عام 1996 . * وتتمثل المرحلة الثالثة من التمرين في اندلاع أعمال شغب احتجاجا على إلغاء زيارة رسمية ميدانية كانت مقررة الى بلدية أولاد بوجمعة، حيث قام حوالي 800 مواطن بالاعتصام ومحاولة تخريب ممتلكات عمومية وقطع الطريق، ويتدخل أفراد مكافحة الشغب الذين تعرضوا للرشق بالحجارة خلفت إصابات بليغة لدى رجال الدرك الذين قاموا أمام التصعيد باستخدام المياه والغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتجين الذين زحفوا الى مقر البلدية وقاموا باحتجاز المير في مكتبه، ليتم تدخل فصيلة تحرير الرهائن التي تمكنت من تحرير رئيس البلدية وتوقيف محتجزيه.