صور ولقطات فيديو تظهر حجم «البزنسة» بضيوف الرحمن وبالأموال العمومية ! السجاد منقوش عليه عبارة «ديوان الحج والعمرة الجزائري» مسؤول بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف: «لم نبع أي سجاد في مكة أو غيرها.. وفتحنا تحقيقا في القضية» مدير ديوان الحج والعمرة: «لم نقتن هدايا للحجاج ولم نتعامل مع فندق زوار البيت منذ عامين» مسؤول فنادق زوار البيت: «منحنا السجاد هدية للحجاج والفائض قُدّم لأعضاء البعثة للتصرف فيه» كشفت فيديوهات وصور تحصلت عليها «النهار» فضيحة من العيار الثقيل، تتمثل في بيع السجاد التابع للديوان الوطني للحج والعمرة بمحلات مكةالمكرمة، حيث كان من المفترض تقديمه كهدايا للحجاج الجزائريين. تفاجأ عدد من الحجاج الجزائريين بالبقاع المقدسة، خلال رحلتهم بأسواق مكةالمكرمة من أجل شراء هدايا لأقاربهم قبل رحلة العودة إلى الجزائر، بوجود سجاد للصلاة مكتوب عليه عبارة «زوار البيت» مطرزة باللون الأسود، وتوجد تحتها نفس العبارة مكتوبة باللغة الفرنسية. ويحمل السجاد الخاص بالصلاة باللون الأخضر عبارة أخرى مطرزة باللون الأخضر وهي « ديوان الحج والعمرة الجزائري». وحسب الصور والفيديوهات التي توجد بحوزة «النهار»، فإن السجاد يباع في محلات أبراج مكةالمكرمة بأسعار زهيدة تتراوح بين 7 و10 ريالات. وهو ما أثار استغراب الحجاج، حيث من المفترض أن السجاد يكون مهدى من قبل الديوان الوطني للحج والعمرة لزوار بيت الله، غير أنه يباع في محلات بأبراج مكةالمكرمة. وحسب الفيديوهات المسجلة، فقد تم عرض السجاد وسط العديد من أنواع السجاد بشكل يظهر عبارة «ديوان الحج والعمرة الجزائري». كما تم عرض السجاد وسط العديد من العطور والهدايا التي يقتنيها الحجاج لتقديمها لأفراد العائلة والأقارب عند عودتهم من البقاع المقدسة. ويعتبر بيع سجاد مكتوب عليه عبارة «ديوان الحج والعمرة الجزائري» الذي يكون في الغالب هدية للحجاج الجزائريين، فضيحة من العيار الثقيل لم تحدث من قبل. تضاف إلى سلسلة السلبيات التي شهدها موسم الحج هذا العام، بالنظر للمعاناة التي عاشها الحجاج الجزائريون، بداية من الإقامة في مكةالمكرمة إلى الإعاشة والمبيت في منى. وآخر ما عانى منه الحجاج هو تأخر رحلات العودة التي أعلن عنها الوزير عبر طيران «فلاي ناس»، قائلا: «عندنا صعوبة حقيقة هذا الموسم مع شركة الطيران السعودية». مشيرا إلى أن البعثة الجزائرية قدمت تقريرا إلى وزيرة العمرة والحج السعودي بخصوصها، بعدما أخرت الرحلات إلى 16 ساعة، وفي البداية أخرت الرحلات إلى يوم كامل. أما بخصوص الاحتجاجات التي عرفها هذا الموسم، فأكد الوزير أن السبب راجع إلى العدد الهائل من الحجاج الوافدين من بلدان أخرى، كالدول الأوربية والبلدان المجاورة كتونس والمغرب. كما رفض عدد من الحجاج الجزائريين بالبقاع المقدسة السكن في الفنادق التي أجرتها مصالح الديوان الوطني للحج والعمرة بشارع غزة في مكةالمكرمة. حيث قام الحجاج بشن حركة احتجاجية ورفضوا تسلم الغرف، مما أدى إلى تدخل السلطات السعودية ممثلة في وزارة الحج والعمرة السعودية. مسؤول بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف: «لم نبع أي سجاد في مكة أو غيرها.. وفتحنا تحقيقا في القضية» قررت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف فتح تحقيق حول قضية بيع سجاد يحمل عبارة «ديوان الحج والعمرة الجزائري» بأسواق مكةالمكرمة، والذي كان يقدم كهدية للحجاج الجزائريين من قبل فندق «زوار البيت» حين كانوا ينزلون في هذا الفندق قبل موسمين من الآن، قبل وقف استئجاره من قبل البعثة الجزائرية. ويحمل السجاد اسم الفندق وكذا اسم ديوان الحج والعمرة، حيث يباع في أحد محلات مكةالمكرمة مقابل 7 ريالات سعودية للسجاد الواحد، وذلك بالرغم من أن الحجاج الجزائريين لم ينزلوا بهذا الفندق منذ 2016. وكشف إطار بوزارة الشؤون الدينية في اتصال مع «النهار»، أمس، بأنه تم فتح تحقيق في القضية وتكليف المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة شخصيا يوسف عزوزة بمتابعة القضية، والتعرف على الفاعل الحقيقي. خصوصا أن الديوان يؤكد عدم ضلوعه في القضية أوبيعه أي سجاد سواء بهذا الاسم أو غيره. مدير ديوان الحج والعمرة: « لم نقتن هدايا للحجاج ولم نتعامل مع فندق زوار البيت منذ عامين» قال رئيس المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، يوسف عزوزة، إن الديوان الوطني لم يقتن هدايا أو سجادا للحجاج الجزائريين. مضيفا أن الديون لم يتعامل مع فندق «زوار البيت» منذ سنتين. وقال يوسف عزوزة في اتصال مع «النهار» ردا على فضيحة بيع السجاد المهدى إلى الحجاج الجزائريين بأسواق مكةالمكرمة بالمملكة العربية السعودية. إن الديوان الوطني للحج والعمرة لم يقم، منذ عامين، بالتعامل مع الفتدق، كما أكد عزوزة أن الديوان لم يقتن هدايا أو سجادا للحجاج خلال موسم الحج. مسؤول فنادق زوار البيت: «منحنا السجاد هدية للحجاج والفائض قُدّم لأعضاء البعثة للتصرف فيه» قال فهد فايز الوذيناني الرئيس المؤسس لسلسلة فنادق «زوار البيت» بمكةالمكرمة، إن فندق «زوار البيت» لم يقم ببيع أي سجادات تحمل اسم ديوان الحج والعمرة الجزائري. مشيرا إلى أن الفندق، منذ سنتين، لم يستقبل حجاجا جزائريين على مستواه، ولهذا لم يعد في حاجة إلى تحضير هدايا باسم ديوان الحج والعمرة الجزائري. وأكد فايز الوذيناني في اتصال مع «النهار»، أمس، بأنه في آخر موسم تم استئجار فندقه من قبل البعثة الجزائرية سنة 2016. مشيرا إلى أنه تم إنتاج 4200 سجاد صلاة لتقديمها كهدية للحجاج، وكان الفائض يقدر ب100 سجاد تم تقديمها للبعثة الجزائرية للتصرف فيها، وما يتم بيعه بأسواق مكة لا علاقة لفندق زوار البيت به. كما اعتبر صاحب الفندق بأن هذا السجاد الذي يباع في أسواق مكةالمكرمة يحمل اسم ديوان الحج والعمرة الجزائري ولا يمكن الاحتفاظ به من قبل الفندق بعدما قدّمه كهدية للحجاج. خاصة أن الفندق يقدم هدايا مختلفة من سنة لأخرى ولا فائدة من الاحتفاظ بالفائض لدى الفندق وهو يحمل اسم الديوان، ولهذا يتم تقديم الفائض للبعثة في كل مرة. وأضاف الوذيناني بأنه سيتم فتح تحقيق وإخطار الجهات المعنية بشأن بيع هذا السجاد الذي أنتج في الأصل ليوزع كهدايا. مشيرا إلى أن تكلفة السجاد كانت 23 ريالا، فكيف يعقل أن يتم بيعها من قبل الفندق ب7 ريالات في السوق، إذا تم التسليم جدلا بأنه يريد التجارة من وراء ذلك.