محكمة الجنايات بالدّار البيضاء تؤجل فتح ملف الإرهابي «إبليس» وشركائه قرّرت محكمة الجنايات بالدّار البيضاء، أمس، تأجيل محاكمة 20 إرهابيا المنضوين تحت لواء كتيبة «الأنصار» تحت إمرة الإرهابي «م.عمر» المكنىّ «عكرمة» ابن مدينة دلس، التي كانت متمركزة بمنطقة «إعكوران» أعالي تيزي وزو. إذ نفذت المجموعة عدة عمليات دموية، أبرزها تلك التي راح ضحيتها أحد أشقاء رجل الأعمال «حداد» عقب اختطافه مقابل طلب فدية، وعملية الشريعة ب«سيد علي بوناب» التي راح ضحيّتها عدد من أفراد الحرس البلدي، فضلا عن عدّة أماكن استهدفت أفراد الجيش الوطني أبرزها حرق سيارة عسكرية استشهد فيها 3 جنود بوادي الأربعاء. ويعدّ معظم المتهمين إرهابيين سابقين، منهم أشقاء من عائلة واحدة، قرّروا العودة إلى العمل الإرهابي بعد مغادرتهم السجن وآخرون التحقوا بمحض إرادتهم نتيجة تأثرهم بنشاط الحزب المنحل للجبهة الإسلامية للإنقاذ في بداية التسعينات. وقد تمّ محاكمة 7 إرهابيين من ضمن الموقوفين في هذه القضية أمام محكمة الجنايات بعزازڤة عام 2017، بتهم القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والانخراط في مجموعة إرهابية مسلّحة وحيازة مواد متفجرة وحيازة أسلحة من الصنف 4 من دون رخصة، قبل أن يحالوا مجددا أمام محكمة الحال، لتورّطهم برفقة 13 متهما موقوفا، كما يتواجد في الملف 30 ضحية معظمهم دركيون متقاعدون وعسكر وحرس بلدي وبعض المدنيين من ولايات مختلفة. وجرى توقيف أفراد المجموعة الإرهابية المسلحة إثر اشتباك بين بعض عناصرها وأفراد الجيش بقرية آيت عيسى بأزفون، أين تم محاصرتهم لمدة 15 يوما، بتاريخ 28 فيفري 2017، لتتكلّل العملية بتوقيف 9 إرهابيين خطيرين. ويتعلّق الأمر بكل من «ش.أحمد» المكنى «إبليس» و«ب.أحسن» المكنّى «عبد الرحيم» وت.سيد علي» و«م.بلقاسم» المكنى «سراقة» و«ل.سمير» المكنّى «صهيب» و«ب.محمد» المكنى «إسحاق» و«ع.إبراهيم» و«ش.سليم» و«إ.عبد النور»، مع استرجاع أسلحتهم النّارية. إذ تمّ استنطاق الموقوفين بعد تلقيهم العلاج بمستشفى البليدة، أين أفصحوا عن عناصر دعم وإسناد ونيّة بعضهم في الالتحاق بصفوف التنظيمات الإرهابية، وعليه تمّ توقيف 9 إرهابيين آخرين تباعا وهم «س.عبد النور» و«ا.رباح» و«م.مراد» و«ب.محمد» وشقيقه «ب.يوسف» و«ش.محمد» و«س.رشيد» و«ز.أسامة». ومن جملة اعترافات المتهمين الموقوفين، نجد اعترافات المتهم «ب.أحسن» المكنى «عبد الرحيم» صاحب 28 عاما، المنحدر من «سدراية» في المدية، وهو إرهابي سابق، إذ غادر السجن بتاريخ 6 جوان 2012، ليربط اتصالات خلال سنة 2015 مع المدعوين «ش.فاتح» مقضى عليه، و«كريمو» الذي التحق مع الإرهابي «ل.سمير» بالمجموعات الإرهابية الناشطة بمنطقة «إعكوران». أين كان في استقبالهم الإرهابي «م.أعمر»، وبعد 3 أيام انتقلوا إلى مخبأ بواد الحمّام، أين كان يتواجد به 10 إرهابيين مسلّحين، ليتم تسليحهم وتدريبهم، وفي أواخر شهر سبتمبر، تنقلوا إلى غاية غابة «أكفادو». ويضيف المتهم «أحسن» أنه خلالها طلب من الإرهابي «م.بلقاسم» أن يجد له وسيلة للاتصال بشقيقه في الحراش المدعو «محمد»، ليخبره بعد بلقاسم أنه جرى الاتصال بشقيقه «محمد» وقدم له كافة التفاصيل لإنجاح اللقاء، ليتنقل في اليوم الموالي إلى حي «بوروبة» لإخبار شقيقه «محمد» بأن يتنقل إلى منطقة «دلس» للقاء الإرهابي «م.مراد»، وهذا لعلم هذا الأخير أن شقيقه «محمد» قد بلغ المصالح الأمنية ليطلب منهم مغادرة المكان خشية توقيفهم. جرائم دموية بشعة أخطرها طلب فدية من رجال أعمال وأضاف المتهم «أحسن» أنه، في أواخر سنة 2016، وأثناء تواجده في الجبل بمنطقة «دلس» شاهد الإرهابي «م.شعبان» يشتري بندقية مضخية بمبلغ 70 مليون سنيتم ويقوم بتصوريها وإرسالها عن طريق تطبيق «تيليغرام» للإرهابي أمير الكتيبة «أسامة» المقيم بالحراش، عارضا عليه شراء مثلها إن كان يرغب في ذلك. كما شاهد أيضا على هاتف «أسامة» صور مسدسين آليين، مردفا أن شقيقه «يوسف» هو من كان يزوّدهم بالمؤونة، كما أنه خلال تواجده سمع عن عدة عمليات إرهابية قامت بتنفيذها، أبرزها عملية اختطاف ودفع فدية من قبل أشقاء رجل الأعمال الجزائري «علي.ح»، وعملية الشريعة بسيد علي بوناب التي راح ضحيّتها عدد من أفراد الحرس البلدي. كما صرّح الإرهابي الموقوف «ب.محمد» شقيق الإرهابي «ي.احسن» أنه التحق بالجماعات الإرهابية المسلحة لتشبعه بالفكر الجهادي وتأثّره بالنشاط المكثّف للحزب المنحلّ للجبهة الإسلامية للإنقاذ مطلع التسعينات، وكانت البداية مع مناضلي الحزب، ليلتحق بالمجموعة الإرهابية التي كانت تنشط بّسيدي داوود، خلال صيف 1994، ثم بعدها بسريّة ميزرانة المتكونة من 25 إرهابيا. معترفا بأنه شارك في عدة عمليات إرهابية، أولاها عام 1998، أين تمّ نصب كمين لأفراد الجيش برفقة 15 إرهابيا، أسفرت العملية عن استشهاد عدة جنود مع سلبهم 5 رشاشات من نوع «كلاشنيكوف» وكمية من الذخيرة، وعملية أخرى سنة 2001، خلفت استشهاد 4 جنود. وتم سلبهم 4 مسدسات رشاشة، ثم تنقل إلى ذراع بن خدة بقيادة «م.أعمر»، أين شارك في اعتداء ضد مفرزة للحرس البلدي بمنطقة سيدعلي بوناب سنة 2002، وعملية ممثالة استهدفت مفرزة للحرس البلدي بتادميت وخلفت العملية استشهاد 6 من أفرادها وسلبهم 5 بنادق آلية من نوع «سيمينوف» ومسدس رشاش. كما شارك في استهداف سنة 2010، سيارة عسكرية قتل فيها 3 جنود، وهذا ضمن «سرية العقبة» المتمركزة بواد الأربعاء، مضيفا أنه وبعد عدة جرائم ارتكبها انسحب برفقة مجموعته إثر هجوم لقوات الجيش واتجهوا إلى منطقة تمقوت بأزفون إلى غاية توقيفه يوم 28 فيفري. تجنيد وتمويل ب«جوازت سفر» للالتحاق ب«داعش» ومن ضمن اعترافات الموقوفين، ما صرح به المتهم «س.رشيد» الذي كان يشتغل لصالح المتهم «س.رشيد» شقيقه والمدعو «ب.احسن». وكان نشاطه ينحصر في دعم الإرهابيين بجوازات السفر لتأمين تجنيدهم ضمن التنظيمات بالخارج، إذ كان يجري تفاوضات حول ثمن جوازات السفر، إلى جانب الإرهابي «ش.محمد» المتهم الموقوف الذي اعترف بأنه طلب من العناصر الإرهابية مساعدته في الالتحاق بالتنظيم الإرهابي «داعش» مقابل أن يوفر لهم مسدسا بمبلغ 25 مليون سنيتم.