تعرض المكتبة الوطنية الجزائرية بمناسبة شهر التراث مختلف طرق الحفظ والترميم والرقمنة وغيرها من العمليات التي تعمل على حفظ التراث الجزائري من مخطوطات ومؤلفات نادرة ولوحات فنية وصور وغيرها، وذلك من خلال المعرض الذي تقيمه حاليا دائرة الحفظ والمخطوطات إلى غاية 24 أفريل الجاري. المعرض الذي جاء تحت شعار ''الحفاظ على التراث، ذاكرة الأمة''، يبرز رصيد المكتبة الوطنية من المخطوطات البالغ 4259 مخطوطا، ويضمّ عينات من كتب أدباء جزائريين تعود الى مختلف الحقب وتشمل مختلف التخصّصات مثل الدين، علوم الفلك، الطب، القواعد، الصيدلة والرياضيات على غرار العلامة عبد الرحمان الثعالبي، الشيخ السنوسي ومحمد بن يوسف أطفيش، وتعرض أيضا مؤلّفات أدباء أجانب تتطرّق إلى الجزائر سيما ''الأسطر الأربعة الأولى للرحلات والتجولات'' لنيكولاي (الصادر سنة 1568) و''الجزائر'' لغولوشان (1905). كما يتمّ عرض أقراص مضغوطة، أشرطة مسموعة ومطبوعات حجرية من قبل المكتبة الوطنية التي بادرت ب''أبواب مفتوحة'' حول التراث الموسيقي الوطني، وتمّت من جهة أخرى تهيئة فضاء من أجل تعريف الجمهور بمختلف مراحل وطرق الرقمنة، المحافظة، الإصلاح والتجليد. وأشار أمين خزانة المخطوطات بالمكتبة الوطنية بن مقدم رشيد إلى أنّ مصلحة المخطوطات بالمكتبة الوطنية تحتوي على رصيدين من التراث المادي الغني، منها رصيد المخطوطات، ورصيد المطبوعات النادرة، فهي تضمّ بذلك أكثر من أربعة آلاف مخطوط في شتى الفنون وشتى العلوم كالفلسفة والمنطق واللغة والعلوم الشرعية، الفيزياء، الطب والجراحة وكل ما يمثل الحضارة الإسلامية في ذلك الزمن. ويحتوي رصيد المطبوعات النادرة على ألفين وخمسمائة مطبوع نادر في شتى الفنون وفي مجال المطبوعات النادرة، وأقدم مخطوط في خزائن المكتبة الوطنية يعود للقرن الثاني هجري، وهو عبارة عن آيات قرآنية من سورة النور وسورة المؤمنون مكتوبة على الرق (جلد الغزال) بخط كوفي عراقي وهو مخطوط على حد تعبير الباحثين نفيس جدا. كما يوجد بالمكتبة الوطنية أقدم مطبوع نادر، للعلامة بن سينا حول قانون بن سينا في الطب يعود تاريخ طبعه إلى القرن التاسع عشر ميلادي وهو أول الطبعات التي طبعت في ذلك الزمان وكانت بروما، وتتوفّر المكتبة الوطنية على أرصدة وخزانات خاصة من المخطوطات كخزانة العالم الجزائري بن حمودة الذي كان يقيم في الطومبوغتو وله مجموعة من المؤلفات وخزانة خاصة، اقتنتها المكتبة في السنوات الماضية، وهناك أيضا مكتبة بن رحال، وخزانة الأمير عبد القادر التي كانت موجودة في دمشق وهي خزانة نفيسة جدا تضم مخطوطات ومطبوعات بالغة الأهمية، كما اقتنت المكتبة الوطنية خزانة نفيسة جدا للشيخ بوعناني الذي كان إماما سابقا لمسجد كتشاوة وبعد وفاته أهدى أبناءه مكتبته الخاصة للمكتبة الوطنية الجزائرية.