تكشف بعض النزاعات التي يتم الفصل فيها على مستوى المحاكم الدور الذي تلعبه الفتاة في هذه القضايا، والتي كثيرا ما يكون ضحيتها أشقاؤهن، أزواجهن أو أحد أقاربهن، بعدما يحاولون التصدي للعلاقات التي تقيمها أخواتهن أو الإستثمار فيها، وكذا محاولة الثأر لشرف العائلة من بعض المتحرشين في الشوارع أو على بوابات المدارس والجامعات. تكون الفتاة في كثير من الأحيان سببا في الزج بالعائلة داخل أروقة المحاكم، سواء كان ذلك بسبب خطإ منها والعلاقات التي تقيمها في المدرسة والجامعة، أو التحرشات التي تتعرض إليها بعضهن في الشارع، فتكون هذه الأخيرة حاضرة في المحكمة كشاهدة على النزاع الذي دخل فيه أخوها بسببها، والذي كثيرا ما ينتهي إلى جرائم قتل أو ضرب وجرح يستوجب السجن. مقتل شاب في شجار مع خطيب شقيقته بسبب فسخ الخطوبة ومثل في هذا الشأن؛ شاب وأخوه من بلدية باب الوادي قبل أسابيع أمام هيئة محكمة جنايات العاصمة، عن تهمة القتل التي تورط فيها، بسبب الفتاة التي خطبها لمدة 7 سنوات قبل أن يقرر التخلي عنها، مما جعل الأخير وأخ الفتاة يدخلان في ملاسنات كلامية توجت بعدة اشتباكات، لتنتهي في الأخير بمقتل الإبن البكر للعائلة أخ الفتاة.وكانت هذه الفتاة التي لم تتعد 21 سنة سببا في مقتل أخيها والسجن لخطيبها، جراء سوء التفاهم الذي حدث بينها وبين هذا الأخير، ليدفع في النهاية شقيقها ثمن هذه الخطوبة الفاشلة، مضيعا بذلك مخطوبته التي كانت ستكون زوجته بعد شهرين. فتاة تدخل شقيقها الحبس بسبب عشيقها في الجامعة وفي قضية أخرى، فصلت الغرفة الجزائية لدى مجلس قضاء العاصمة في ملف بطلته طالبة جامعية في دالي ابراهيم، كانت السبب في دخول أخيها أروقة المحاكم، حين حاول التصدي لإحدى علاقاتها، حيث تشاجر مع رفيق لأخته أمام بوابة كلية الإقتصاد بدالي ابراهيم، وهو الشجار الذي انتهى بجروح أصيب بها الطرفان، لتتم متابعتها بتهمة الضرب والجرح المتبادل، لتأتي في النهاية الفتاة كشاهدة مدافعة عن أخيها، بأن الآخر كان يتحرش بها.وقد حكم على المتهم الضحية في نفس الوقت ب6 أشهر حبسا نافذا بعدما قدم صديق أخته شهادة طبية تؤكد تعرضه إلى الضرب، الشيء الذي يثبت أن المتهم والضحية هما ضحيتين لنزوات الطالبة التي استغلت حضور أخيها لفبركة العلاقة التي تربطها برفيقها، على أنه يتحرش بها ويحاول التقرب منها.وفي السياق ذاته؛ عالجت ذات المحكمة قضية توبع فيها أخ فتاة وخطيبها الشرطي، بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد بعدما ربطت هذه الأخيرة علاقة مع الشرطي المتهم، وهو الذي شاهدته حين حضرت عرسا في منزل خالتها في حسين داي، أين تعرفت عليه وسلمته رقم هاتفها بغرض التعارف والزواج.وطلبت الفتاة من صديقها الشرطي التقرب من أخيها، بغرض التعرف عليه وعرض فكرة الزواج، بعدما واجهته بفكرة عدم تقبل عائلتها لزواج ابنتهم من عربي كونها ذات أصول قبائلية، وأخذ عشيق الفتاة بنصيحتها وأخذ التقرب من إخوتها الذكور، لإقناعهم بأحقيته في الزواج من أختهم.تطور العلاقة بين العشيق والأخ جعلها تكون انتهازية، خاصة بعد علمه بالهدف الذي يسعى إليه، فأصبح يطالبه بتسليمه مسدسه بغية التباهي به أمام رفقائه ورفيقاته، الشيء الذي كان يستجيب له الشرطي ''المغرم''، بغية نيل مرضاته ودعم موقفه عند العائلة، إلا أن ذلك الإنتهاز تطور، ليجعل الشرطي يتخلى عن مسدسه لأخ عشيقته مدة نصف يوم كامل دون مراقبة.وانتهت العلاقة بدخول الشرطي سجن سركاجي، بعدما جره أخ الفتاة التي كان يعلق عليها آمالا كبيرة في الزواج، إلى المشاركة في جريمة قتل، لأن أداة الجريمة كانت مسدس العشيق الذي اتخذ منه وسيلة لتحقيق هدفه، متناسيا العواقب والأمانة التي أوكلت له بارتدائه لتلك البذلة واستلامه ذلك المسدس، لتكون الفتاة في النهاية نواة تلك الجريمة، التي حكم على أخيها بموجبها بالسجن المؤبد وعشيقها ب20 سنة سجنا. الإعدام لقاتل 3 أشخاص دفاعا عن شرف أخته أدين شاب من ولاية البيض بجناية القتل العمدي وحكم عليه بالإعدام، لأنّه تسبب في قتل ثلاثة أشخاص حاولوا الإعتداء على أخته حين اقتحموا المنزل، إذ حضروا لتسوية خلاف كان بينهم، وكانوا حسب تصريحات الشهود 15 شخصا، ما جعل الشاب الذي كان الرجل الوحيد داخل البيت رفقة والدته وأخته، يستنجد ببندقية صيد.المتهم الذي توبع بعدها بجناية القتل العمدي؛ صوّب بندقية خاله التي تركها في البيت، نحو الأشخاص الذين بدأوا يتوافدون على البيت كالسيل، وشرعوا في رشق المنزل بالحجارة، قبل أن يقوموا بتسلق أسواره ودخلوه بعدما رفض المتهم الخروج، ليسمع صوت أخته تصرخ عندما قام أحد المهاجمين بإمساكها من رقبتها في محاولة للإعتداء عليها، ما جعل شقيق الفتاة يفقد صوابه ويطلق النار عليه وعلى الآخرين الذين دخلوا فقتل منهم ثلاثة.وفي السياق ذاته؛ أدانت محكمة الجنح بتيغنيف في معسكر، شابا بتهمة الضرب والجرح، دفاعا عن والدته التي تعرضت للمعاكسة، عندما كانت رفقة ابنتها من طرف أشخاص في الشارع، وقد قام كنتيجة لذلك ابن المرأة ضحية المعاكسة، بطعن أحد المعتدين بخنجر، بعدما أبلغ من طرف أمه بما حدث لها من سوء أدب من طرفهم، حيث قاموا بمعاكستها والتلفظ بعبارات قبيحة في حقها وفي حق ابنتها، لتتم إدانة الإبن ويتقرر إيداعه الحبس لمدة سنتين.