سيدتي الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أشكرك جزيل الشكر على جميع الأعمال القيّمة التي تقدمينها للقراء.ونظرا لثقتي المطلقة فيك، قررت أن أتصل بك لأعرض عليك مشكلتي التي أقلقتني وعذبتني. أنا سيد في ال 37 من عمري، متدين والحمد لله، لا ينقصني شيء في هذه الحياة سوى أن أكمل نصف ديني مع امرأة صالحة تحافظ عليّ وتحفظ مالي وتصون عرضي وتتعاون معي على حسن عبادة الله. أمضيت سنوات طويلة من عمري وأنا أبحث عن المرأة التي ستحمل اسمي وتشاركني حياتي وأحلامي، وبعد جهد مُضني، وجدتها فكانت فرحتي بها لا تقدر ولا توصف، ولكن للأسف الشديد فرحتي لم تعمر طويلا، لأني ما إن تكلمت عنها لأهلي وأخبرتهم بأنها مطلقة حتى ثارت ثائرتهم وهاجموني بوابل من الكلمات القاسية، وتهديدات قاهرة.. حاولت أن أفهمهم بأنها امرأة ممتازة دينا، وخلقا وجمالا ومركزا ولكن حظها في الزواج كان سيئا، ولكنهم أصّروا على موقفهم ورفضوا أن يذهبوا، معي لخطبتها وليس هذا فحسب، بل هددوني بمقاطعتي والتبرؤ مني إلى يوم الدين لو أنا أقدمت على الارتباط بها. سيدتي، أنا فعلا محتار في أمري ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف حتى أحقق رغبتي وأرتبط بالمرأة التي دخلت قلبي وأُرضي أهلي؟ أرجوك نوّري لي طريقي وأرشديني للرأي السديد. أمين/ المدية الرد: صحيح أن الطلاق هو أبغض الحلال عند الله ولكنه يعد حلا شرعيا ضروريا واستعجاليا لعلاقة زوجية لا يمكنها الاستمرار في ظل التوتر والشجار واللاتفاهم. إن أفراد مجتمعنا سامهحم الله يعاقبون المرأة دون الرجل، على الامتثال للطلاق معتبرين إياها إمرأة سيئة، فلو لم تكن كذلك لما طلقها زوجها، وهذا في واقع الأمر هراء وكلام فارغ، لا أساس له من الصحة، لأن المرأة المطلقة غالبا ما تكون ضحية وتلاعب أو قهر أو انحلال زوجها. إذا رأيت في هذه المرأة الزوجة التي ستسعدك، عليك أن تتشبث بها وتحارب الجميع من أجلها ليس باستعمال بها العنف وإنما بالمحبة والحكمة والإقناع. عليك أن تستعين بالله وتوطد علاقتك به وتدعوه ليلا ونهارا أن يوفقك في نيل مرادك، وعليك أيضا أن تجتهد في إقناع أهلك بهذه المرأة وتهديدهم بعدم الزواج بأخرى لو خرجت من حياتك. عزيزي، إن استنفذت كل هذه الطرق ولم تفلح في إقناع أهلك بها، عليك أن تحتكم لإمام المسجد وهو بإذن الله سيتولى مهمة الإصلاح بينك وبين أهلك. ردت نور