كشف مسعود بوجمعة، مفتش مقاطعة حسين داي، أن المواضيع الخاصة بالإمتحانات الرسمية الثلاثة، بكالوريا، شهادة التعليم المتوسط وشهادة نهاية المرحلة الإبتدائية، ستكون في متناول ''المترشح المتوسط''، بحيث لن يكون السؤال لا "صعبا للغاية" ولا "سهلا للغاية"، معلنا بأنه سيتم اعتماد "الوضعية الإدماجية" في إعداد الأسئلة الخاصة بامتحان شهادة التعليم المتوسط. وأوضح مفتش مقاطعة حسين داي في لقاء جمعه مع "النهار" أمس، على هامش اليوم الدراسي الذي نظمه المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية وتحسين مستواهم الكائن بالحراش في الجزائر، بالتنسيق مع مديرية التربية "الجزائر وسط" حول تحليل اللغة العربية وبناء الإختبارات، أوضح بأن إعداد أسئلة الإختبارات في السابق من قبل الأساتذة كان لا يقوم على منهجية واضحة ومحددة، بحيث كان الأستاذ يضع الأسئلة من دون الإهتمام ببنائها خاصة من الناحية الموضوعية، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه مع مباشرة وزارة التربية الوطنية تكوين خبراء في مجال إعداد أسئلة الإمتحانات أثناء الخدمة، قد زالت الطريقة القديمة في بناء الأسئلة، بحيث أصبح الأساتذة في المجال يعتمدون على مجموعة من المقاييس المدروسة في وضع الأسئلة، خاصة تلك المتعلقة بالإمتحانات الرسمية لاسيما امتحان شهادة البكالوريا. وعن جملة المقاييس المعتمدة من قبل الخبراء في بناء الأسئلة، كشف مسعود بوجمعة، أنه لا بد على الأستاذ الذي توكل له مهمة إعداد الأسئلة اعتماد الشمولية، أي بمعني الأخذ بعين الإعتبار كافة الدروس التي تلقاها المترشح طيلة سنة دراسية كاملة، إلى جانب احترام عنصر الوقت، بحيث يكون الوقت المحدد للإمتحان في المادة المعينة مناسبا جدا لطبيعة ومحتوى السؤال المطروح على المترشح. مضيفا في ذات السياق أنه لا بد للأستاذ من الإبتعاد عن "الأسئلة الصعبة" وحتى "الأسئلة السهلة جدا"، ومن ثم فلا بد من مراعاة مستوى "المترشح المتوسط" في بناء وإعداد الأسئلة والمواضيع. بالإضافة إلى ابتعاد الخبير عن "الأسئلة الموحية"، أي تفادي طرح الأسئلة التي توحي في النص إلى الجواب، وذلك بغية ترك المترشح فرصة الإبداع في إجابته على الأسئلة المطروحة عليه. في الوقت الذي شدد بأنه لا بد على الأستاذ أن يكون "صادقا" في إعداد مواضيع الإمتحانات، وذلك بابتعاده عن وضع الأسئلة "غير المتوقعة" وكذا اعتماد "الموضوعية" بغية عدم ترك التلميذ حائرا في كيفية الإجابة. وفي نفس الإطار، أكد محدثنا أنه لا بد لواضع الأسئلة من أن لا يقيد المترشح في إجابة صحيحة واحدة التي يضعها هو شخصيا، وإنما لا بد له من اقتراح العديد من الأجوبة الصحيحة لنفس السؤال، أو توقع أجوية متعددة لسؤال واحد. معلنا بأن "السؤال الواحد" لمادة معينة في شعبة محددة يساهم في وضعه أزيد من 4 أساتذة، ليتم في الأخير مناقشتها وانتقاء سؤال واحد. وعلى صعيد آخر، كشفت مصادر تربوية ل"النهار"، أن اللجان المكلفة بإعداد أسئلة الإمتحانات الرسمية الثلاثة - التي باشرت عملها منذ بداية الموسم الدراسي - قد انتهت من إعداد "مشاريع الأسئلة" التي ستطرح في الإمتحانات الخاصة بنيل شهادات نهاية المرحلة الإبتدائية، التعليم المتوسط والبكالوريا والتي يتم إرفاقها بأجوبتها، معلنة في ذات السياق بأن الأساتذة والمفتشين الذين يتم انتقاؤهم لبناء الأسئلة، قد شرعوا في دراسة مشاريع الأسئلة على مستوى المراكز الجهوية التابعة للديوان الوطني للمسابقات والإمتحانات، قبل المصادقة على المواضيع التي سيتم اعتمادها في دورة جوان 2010. في الوقت الذي أضافت بأن كل موضوع يتم إعداده في أية مادة يدرس ويناقش 12 مرة قبل المصادقة عليه بشكل نهائي. وأكدت نفس المصادر أن المفتشين مطالبين بالإلتزام بأن تكون الأسئلة "متدرجة" أي بالأخذ بعين الإعتبار الفصول الثلاثة، ومن ثم فإن المترشح المواظب والذي لا يتغيب يمكنه الإجابة على كافة الأسئلة المطروحة والتجاوب معها بشكل عادي. "500 مليار سنتيم لامتحانات نهاية الموسم الدراسي" كشف وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد، أن الدولة رصدت ما لا يقل عن 500 مليار سنتيم لإجراء الإمتحانات الوطنية الخاصة بنهاية السنة الدراسية 2009-2010. وأوضح، أمس، بن بوزيد في تصريح للصحافة عقب افتتاح أبواب مفتوحة حول التوجيه المدرسي والمهني، بأن وزارة التربية الوطنية ومن ورائها الحكومة "جندت كل الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح هذه الإمتحانات التي تخص ما لا يقل عن مليون و600 ألف تلميذ يشرف عليهم 600 ألف أستاذ". وفي رده على سؤال يتعلق بمدى تنفيذ البرامج الدراسية المتأخرة جراء الإضراب الذي عرفه قطاع التربية، أشار الوزير إلى أن السنة الدراسية الحالية "كانت صعبة نوعا ما بفعل ما تخللها من إضرابات، إلا أن القطاع -كما قال- لم يبق مكتوف الأيدي وتمكن من استرجاع وقت كبير من الدروس المتأخرة من خلال استعمال العطل المدرسية وأيام أخرى كانت مخصصة للإمتحانات الفصلية". وذكر في هذا السياق بأن اللجنة الوطنية القائمة على متابعة تنفيذ البرامج التي ستجتمع يوم 25 ماي الجاري لتقييم السنة الدراسية ستقدم الوضعية الحقيقية لمدى تنفيذ البرامج الدراسية لتتم على أساسها هيكلة مواضيع امتحانات نهاية السنة الدراسية. وأكد بن بوزيد أن المعلومات التي لديه "توحي أن كل شيء سيكون في أحسن الظروف وستجرى الإمتحانات في وقتها المحدد وبصفة عادية جدا خاصة وأن قطاعه يتابع بصفة دقيقة كل مؤسسة تربوية عبر كامل الوطن".