سجل سعر صرف الأورو انخفاضا أولا من نوعه في فترة أربع سنوات الأخيرة مقارنة بالدولار، حيث سجل سعر صرف الأورو سقوطا إلى 1.2115 دولار، في حوالي الساعة الثامنة وخمسين دقيقة بتوقيت غرينيتش من نهار أمس، مما يجدد المخاوف والقلق على صحة القطاع الإقتصادي الأوروبي، والتشكيك حول ما إذا كان الأورو سيعاود افتكاك مكانته مقارنة بالدولار، وجاء التخوف من تأثيرات هذا السقوط، بعد نشر البنك المركزي الأوروبي لتقريره السداسي حول الإستقرار المالي للبنك المركزي الأوروبي، والذي تقدر فيه المؤسسة أن البنوك في منطقة الأورو مهددة بتسجيل 195 مليار أورو في حساباتها للقيمة الإضافية للفترة إلى غاية 2011، وهي أول مرة يقدر فيها البنك المركزي الأوروبي القيم الإضافية للسنة المقبلة، مع احتمال أن تفوق القيم تقديرات البنك المركزي، مع ارتفاع مقاييس التقشف المالي المفروض على النمو الإقتصادي. وفي هذا الشأن؛ أكد الخبير الإقتصادي عبد الرحمان مبتول، أن هذا الإنخفاض في أسعار الأورو سيكون له تأثير إيجابي على السوق الجزائرية، والتي تبلغ نسبة المنتوجات الأوروبية فيها 60 من المائة إلا أنه سيكون لها تأثير سلبي، على اعتبار أن 40 من المائة من احتياطات الصرف الجزائرية موجودة في الخزينة الأوروبية، كما أوضح ذات المتحدث؛ أن أسعار البترول انخفضت في المرحلة الأخيرة، فبعدما بلغت حتى 84 دولارا للبرميل، تصل اليوم وبعد ارتفاع أسعار الدولار إلى 74 دولار للبرميل الواحد، وهذا على المدى القصير، مع احتمال تغير الأوضاع بالنسبة للفترة المقبلة، كما أوضح عبد الرحمان مبتول؛ أن هذه الأزمة تؤثر أكثر على الجالية الجزائرية في الخارج. وقد بلغت نسبة البطالة 10.1 من المائة في أفريل الماضي، بسبب تدهور سعر صرف الأورو حسب معطيات أوروسات، فقد أشار الإتحاد الأوروبي، إلى أن نسب البطالة في ارتفاع مستمر، حيث ارتفعت من شهر مارس إلى أفريل 2010 بنسبة 0.4 من المائة، في حين لم تتعد في أفريل 2009 نسبة 8.7 من المائة؛ أي أن هنالك 23.3 مليون شخص بدون عمل في أوروبا، 15 مليون منهم في منطقة الأورو، حيث أكد مركز أوروسات أنّها أعلى نسبة بطالة تم تسجيلها منذ 12 سنة. وإلى جانب الآثار السلبية للأزمة الإقتصادية على أوروبا؛ فإن هنالك أثار إيجابية أيضا، حيث أوضح المحلل الإقتصادي ستيفان نيومان في تصريح لجريدة لوموند الفرنسية، أن بعض الدول الأوروبية وهي الدول الأقل تضررا مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، ستستفيد من انخفاض أسعار صرف الأورو، لأن صادرات هذه الأخيرة تتأثر بتغير الأسعار، حيث ستصبح سلع هذه الأخيرة أكثر تنافسية في الأسواق العالمية مثل سيارات فولسفاڤن والأدوات الكهرومنزلية من شركة بوش الألمانية.