على غرار جميع الخرجات السابقة صنعت المواجهة الودية الأخيرة لمحاربي الصحراء أول أمس بمدينة نيورمبرغ الألمانية ضد المنتخب الإماراتي الحدث وسط الشارع الرياضي الجزائري، بين متفائل بمستقبل ''الخضر'' على ضوء هذا الفوز بالنظر إلى أنه جاء بعد خمسة أشهر من الهزائم المتتالية، أي منذ التأهل الرائع ضد فيلة كوت ديفوار ضمن نهائيات كأس إفريقيا الماضية بأنغولا. وبين متشائم من مستقبل أشبال سعدان في مونديال جنوب إفريقيا حجتهم الأداء الهزيل لزملاء شاوشي خلال مواجهة الإمارات والذي كان بعيدا كل البعد عن المستوى العالي للفرق المنافسة للمنتخب الوطني ضمن نهائيات كأس العالم خاصة أن اختيارات الناخب الوطني فيما يخص بعض الأسماء التي لا تزال تثير استياء معظم جماهير محاربي الصحراء.. ''شاوشي بارع والدفاع ثقيل رغم عودة الركائز'' أهم نقطة إيجابية رصدناها خلال جلسات أنصار ''الخضر'' هي العودة القوية للحارس فوزي شاوشي خلال مواجهة أول أمس، حيث وبشهادة معظم الجماهير الجزائرية كان حارس وفاق سطيف أحسن بكثير من المواجهة الودية السابقة ضد المنتخب الإرلندي حيث أدى مواجهة ممتازة وكانت جميع تدخلاته موفقة خاصة من حيث تصديه للقذفات الصاروخية لقائد كتيبة الإمارات سبيت خاطر، حيث كان آداء شاوشي بمثابة رسالة طمأنة للجماهير الجزائرية بشأن حراسة عرين ''الخضر'' الذي أصبح في مأمن، كما جدد محبو محاربي الصحراء ثقتهم في فوزي شاوشي كحارس أول وبدون منازع قبل أسبوع من دخول المنافسة الرسمية يوم 13 جوان المقبل. بالمقابل لم يرق آداء مدافعي ''الخضر'' إلى الآمال الكبيرة التي كانت معلقة عليهم خاصة بعد عودة المصابين في صورة عنتر يحيى وبوڤرة، حيث كان، حسب معظم محبي كتيبة محاربي الصحراء، ثقيلا جدا كما ظهر عدم التجانس بشكل واضح بين المدافعين خاصة عنتر يحيى ورفيق حليش الذي يبقى الأحسن لحد الآن كونه أبان عن إمكانيات كبيرة جدا خلال المواجهات الأخيرة وهو الشيئ الذي أقلق كثيرا الجماهير الجزائرية كونه الخط الخلفي مصدر قوة المنتخب الوطني. ''كارل مجاني اللغز المحيّر في كتيبة محاربي الصحراء'' تبقى اختيارات الناخب الوطني رابح سعدان محل استياء معظم الجماهير الجزائرية خاصة لما يتعلق بعدم إتاحة الفرصة للوجوه الجديدة من أجل البروز وإظهار إمكانياتها، ولعل أبرز لاعب كان يحلم الجزائريون باكتشافه لأول مرة بألوان ''الخضر'' هو مدافع اجاكسيو الفرنسي كارل مجاني الذي يبقى بمثابة اللغز المحير في كتيبة محاربي الصحراء، حيث احتج كثيرا أنصار ''الخضر'' على عدم إتاحة الفرصة لهذا اللاعب خلال مواجهة الإمارات أول أمس خاصة في ظل المردود الضعيف لمدافعي ''الخضر'' في الرحلة الثانية من المباراة. ''منصوري بركات'' ويبدة أو قديورة ضروري في المونديال هناك نقطة واحدة اتفق عليها الجميع، إلا الناخب الوطني رابح سعدان إنه القائد يزيد منصوري الذي لم يفهم أي أحد لحد الآن ماذا يفعل في التشكيلة الأساسية للخضر، بالنظر إلى آدائه الذي تراجع بشكل كبير، وأصبح عبئا على منطقة وسط الميدان، وأكبر دليل على ذلك آدؤاه الكارثي كالعادة خلال مواجهة الإمارات، حيث بقي ظلا لنفسه حتى دقيقة تغييره من طرف المدرب رابح سعدان خلال المرحلة الثانية من المباراة، أين كان خروجه على وقع التصفيرات أكبر رسالة للناخب الوطني بأن هذا اللاعب تراجع مستواه ولم يعد يحظى بثقة الجماهير الجزائرية التي تأكدت بأن إقحام منصوري هو تعمد من طرف الشيخ سعدان الذي لا يتحمل إبعاد هذا اللاعب من التشكيلة الأساسية، متبنيا مبدأ ''السوسيال'' بشكل علني وواضح في اختيار التشكيلة لدخول المواعيد الرسمية، وهو ما حذرت منه الجماهير الجزائرية التي طالبت سعدان بالابتعاد عن السوسيال ومنح الفرصة للاعبين الأحسن، حيث جزمت بأن لحسن رفقة يبدة أو قديورة سيكون وسط ''الخضر'' أحسن بكثير من الذي شاهدناه أمام إيرلندا والإمارات أول أمس. ''زياني أملنا.. وبودبوز بلاصتو بالسيڤار'' أثلج الأداء الباهر لمحرك كتيبة محاربي الصحراء كريم زياني أمام المنتخب الإماراتي صدور محبي ''الخضر'' خاصة أنه كان الأحسن في التعداد على غرار المواجهة الودية الأولى ضد المنتخب الإرلندي، مع تسجيل تسحن كبير في آدائه خلال مواجهة الإمارات خاصة من الناحية البدنية، حيث يبقى النجم الأول في تشكيلة ''الخضر'' والذي لم ولن تنقص قيمته في نظر الجزائريين الذين لم يفقدوا ثقتهم في شخصه لأنهم كانوا يدركون أنه كان مظلوما في ناديه الألماني. بالمقابل تأكد الجميع من أن وسط ميدان نادي سوشو الفرنسي رياض بودبوز له مكانة اساسية في تشكيلة محاربي الصحراء حيث اعتبرته الجماهير الجزائرية بخليفة مغني خلال مونديال جنوب إفريقيا، مطالبين الناخب الوطني رابح سعدان بالإبعاد عن الفلسفة ومنح هذا اللاعب الفرصة لإثبات إمكانياته التي يعرفها الجميع والتي بإمكانها إضافة الجرعة اللازمة لكتيبة محاربي الصحراء. ''الهجوم كارثة... إلى أين نحن ذاهبون يا سعدان؟'' لم تغير الانتقادات اللاذعة من طرف الجميع للقاطرة الأمامية للخضر أي شيء من آداء مهاجمي ''الخضر'' غزال وجبور، حيث كان آداؤهما كارثيا كالعادة أول أمس أمام الإمارات، ما جعل المخاوف تزداد أكثر وأصبح هجوم محاربي الصحراء بمثابة الكابوس الكبير للجماهير الجزائرية التي بدأت تفقد الأمل في الثنائي جبور وغزال اللذين بقيا ظلا لنفسيهما وعجزا عن تجسيد الفرص المتاحة إلى أهداف أمام دفاع ضعيف مقارنة بمدافعي الفرق المنافسة للمونديال، حيث عكس هذا الاستياء خروج الثنائي تحت تصفيرات الجماهير الغفيرة التي حضرت إلى ملعب ''بلاي موبيل'' بألمانيا، والتي خرجت مقتنعة على غرار جميع محبي النخبة الوطنية بأننا نعاني كثيرا من عقم في الهجوم، ولعل مازاد من غضب الجمهور الرياضي الجزائري هي خيارات الناخب الوطني الذي لايزال يصر على تجديد الثقة في هذا الثنائي رغم محدوديته في جميع المباريات الماضية، رغم أن كل الآمال كانت معلقة على جبور لكن آداؤه أمام إيرلندا والإمارات جعل الجميع يتأكد أنه تراجع كثيرا في مستواه لتبقى نقطة الإستفهام حول عدم بحث الناخب الوطني عن حلول أخرى ناجعة لإزاحة هذا الكابوس المخيف في مخيلة الجزائريين . ''لم لا مطمور وصايفي في الهجوم؟'' من خلال عملية الاستطلاع لآراء أنصار ''الخضر'' مباشرة بعد نهاية مواجهة المنتخب الوطني بنظيره الإماراتي جعلتنا نستنتج بعض الأشياء منها أن معظم الجماهير بدأت تبحث عن الحل الممكن لفك عقدة الهجوم في المنتخب الوطني، حيث يرى البعض أن مواصلة تجديد الثقة في غزال وجبور معناه الكارثة الحقيقية بأتم معنى الكلمة، بالمقابل فضل البعض الآخر أن تمنح الفرصة لخيارات أخرى قد تأتي بالجديد ل''الخضر'' في صورة توظيف كل مطمور وصايفي في الهجوم منذ البداية حيث يرون بأن خفة مطمور وخبرة صايفي وتقنياته في المراوغة قد تصنع الفارق أمام دفاعات سلوفينيا، إنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية. ''نتمنى مفاجأة سارة ولا نريد المزيد من التبهديل'' حديث مناصري ''الخضر'' كان في مجمله عبارة عن مزيج من التشاؤم حول قدرة كتيبة محاربي الصحراء على التألق في المونديال بالنظر إلى المعطيات الراهنة وبين من يمني نفسه بالتفاؤل حول قدرة الناخب الوطني رابح سعدان على تحضير تشكيلة وطنية بإمكانها تشريف الجزائر والوطن العربي في هذا المحفل العالمي، حيث تمنى الجميع أن تكون المفاجأة التي يتحدث عنها الشيخ سعدان سارة للجزائريين وليس بمثابة الكارثة الحقيقية حيث يخشى الجميع من تكرار سيناريو 1986 لأن الجزائريين وحسب مختلف تعليقاتهم لا يريدون من المزيد من التبهديل خلال هذا الحفل العالمي مطالبين المدرب الوطني رابح سعدان للمرة الألف بالإبتعاد عن الأحاسيس والسوسيال في اختيار التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطني لأن الأسماء موجودة ويشهد لها بإمكانيات كبيرة يبقى فقط حسن توظيفها فوق المستطيل الأخضر وهي مهمتك يا سعدان في المونديال.