صورة من آخر لقاء بين الزعيمين في فرنسا وصل إلى الجزائر الرئيس المصري اليوم الأحد في زيارة لم يعلن عنها. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن "الرئيس المصري حسني مبارك قد حل بالجزائر في زيارة تدوم يوما واحدا". وشوهدت صباح الأحد في مداخل العاصمة أعلام مصرية ترفرف إلى جانب أعلام جزائرية. ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط تأكيداته للصحفيين في بهو مطار هواري بومدين على "الرغبة الاكيدة" للبلدين وللشعبين للمضي في بناء "علاقة قوية" تدافع عن حقوق العرب وأمن المنطقة. وقال المسؤول المصري "أرى أن لقاء الرئيس بوتفليقة بالرئيس مبارك اليوم ولقاءهما سويا في نيس (فرنسا) منذ عدة اسابيع بالتاكيد أن هناك رغبة أكيدة من الرئيسين ومن الشعبين ومن الحكومتين ومن الدولتين لان نمضي في بناء علاقة قوية تدافع عن حقوق العرب وعن امن هذا الاقليم"، حسب ما أوردته الوكالة الرسمية. ولم توضح الوكالة سبب الزيارة، إلا أن وزير الخارجية المصري قال إنها "زيارة مودة ومجاملة وتؤخذ في هذا الإطار"، كما أن الظرف يوحي بأن المسؤول المصري قدم للجزائر لتقديم واجب العزاء لرئيس الجمهورية. وتوفي شقيق رئيس الجمهورية الدكتورمصطفى بوتفليقة الجمعة بعد معاناة طويلة مع المرض، ووري الثرى بمقبرة بن عكنون بالعاصمة أمس السبت. آخر لقاء وكان آخر لقاء جمع بين الرئيسين الجزائري والمصري في قمة إفريقيا-فرنسا التي احتضنتها مدينة نيس الفرنسية مطلع شهر جوان الماضي. ونقلت وسائل الإعلام العالمية مصافحات وتقبيلات متبادلة بين الزعيمين، أوّلتها حينها دوائر رسمية وإعلامية مصرية بقرب انتهاء ما اصطلح عليه "الأزمة المصرية-الجزائرية". وعرفت العلاقة بين البلدين توترا شديدا بعد الحملة الإعلامية التي شنتها مؤسسات مصرية ضد الرموز الجزائرية بعد إخفاق منتخبهم القومي التأهل إلى كأس العالم المقامة بجنوب إفريقيا. وهي الحملة التي ردت عليها الجزائر بسلسلة من التدابير الاقتصادية، أهمها فتح تحقيقات حول تعاملات شركة أوراسكوم وذراعها جيزي بالجزائر. وفرضت مصالح الضرائب على الشركة المصرية دفع مبلغ 596 مليون دولار كديون، كانت المصالح قد "غضت الطرف" عنها. وتسرب أن أوراسكوم أرادت بيع شركتها بالجزائر للشركة الجنوب الإفريقية أم تي أن، إلا أن وزير المالية كريم جودي صرح للصحفيين بأن الجزائر ستطبق "حق الشفعة" للشركة. ولم يتسرب لحد الآن ما إذا كانت لزيارة الرئيس المصري علاقة بالموضوع، وهل سيستغل الفرصة لطرح المسألة على الرئيس بوتفليقة. إلا أن مراقبين يروْن في زيارة مبارك للجزائر فرصة للنظام المصري للتكفير عن خطيئاته السابقة في حق رموز الجزائر وأولهم الشهداء، حتى وإن كان سياق الحضور هو "زيارة مودة ومجاملة وتؤخذ في هذا الإطار"، حسب تعبير الوزير أبو الغيط.