كشف شوقي عبد الكريم عميد شرطة وأستاذ محاضر في التاريخ بمدرسة الشرطة بالصومعة أمس، أن أكثر من ألفي حركي تم إحصاؤهم، كانوا يعملون لصالح الإستعمار الفرنسي أثناء الثورة التحريرية، عرقلوا وأثروا على مسيرة الثّورة، خاصة الذين نشّطوا داخل الجزائر لمعرفتهم للتضاريس، وهذا ما غدر بالثورة وساعد الجيش الفرنسي. واستعرض شوقي عبد الكريم خلال تنشيطه لمحاضرة بمدرسة الشّرطة بالقبة، بمناسبة الإحتفال بعيد الإستقلال المصادف للخامس من جويلية تاريخ والمراحل التي مرّت بها الثورة الجزائرية منذ سنة 1830 إلى غاية الإستقلال في 5 جويلية 1962 منبها بأن الإستقلال لم يأت بسهولة، بل جاء بتضحيات الرجال بالمال والنفيس، كما ذكر المراحل التي مرّت بها الثورة من الحرب السياسية السلمية إلى الحركات الوطنية التي ظهرت قبل تفجير الثورة ومساعدتها على التخطيط لتفجير الثورة في نوفمبر 1954، وأشاد الأستاذ بمناقب الثورة التي كان هدفها سلمي، وصرخة من ثوار أرادوا الحرية والاستقلال بعيدا عن العبودية وأشكال التسلط، وأعطى مثالا في هذا الشأن، عن ذلك المجاهد الجزائري الذي قتل الحركي المدعو ''الشكان'' الذي كان عميلا لفرنسا، واستهدفه برصاصة واحدة عندما كان جالسا أمام الرئيس الفرنسي آنذاك لمشاهدة نهائي الكأس الفرنسية بفرنسا أثناء الثورة، وعندما تم القتل وضع سلاحه، وألقي القبض عليه فسألوه لماذا لم تقتل الرئيس الفرنسي الذي كان إلى جانبه، فرد عليهم بأنّ الثورة الجزائرية ليست همجية، بل تسعى للإستقلال فقط والعيش في كنف الحرية، وأكدّ العميد على خطورة الخونة، وقال في هذا الصدد:''لي يخون مرة يخون مائة مرة'' كما يقول المثل الشعبي، وأضاف المحاضر أنّ الثّورة ولدت من رحم الشعب، واعترف بها الأعداء وأسقطت سبع حكومات فرنسية لفشلها في القضاء عليها، وأوصى شوقي عبد الكريم بنقل التاريخ للأجيال القادمة لأخذ العبرة.