أحيا المتحف المركزي للشرطة بالمدرسة العليا بشاطوناف بالعاصمة أمس الذكرى ال48 ليوم النصر المصادف ل19 مارس من كل سنة، بتنظيم أبواب مفتوحة تبرز مآثر الذكرى، بحضور عمداء وأعوان طلبة متربصين من الشرطة بمختلف المصالح، اضافة إلى شريحة واسعة من الأسرة الثورية وبراعم من الكشافة الاسلامية. وقام الحضور خلال هذه المناسبة التاريخية التي نظمتها المديرية العامة للأمن الوطني بزيارة معرض الصور البطولية التي تعكس مختلف مراحل المقاومة التي خاضها الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي. كما احتوى المعرض صورا ووثائق تاريخية تبرز النضال السياسي والعسكري للشعب الجزائري انطلاقا من عهد الثورات الشعبية مرورا بفترة الحركة الوطنية، وصولا الى اندلاع ثورة التحرير الكبرى للفاتح نوفمبر 1954، والتي حققت النصر المنشود من خلال افتكاك الاستقلال يوم 5 جويلية 1962. وفي هذا الاطار، قدم مدير المتحف المركزي للشرطة، العميد شوقي عبد الكريم، شروحات مستفيضة حول المسيرة النضالية التاريخية لأهم المقاومات الشعبية الجزائرية ضد الاستعمار انطلاقا من ثورات الأمير عبد القادر، لالة فاطمة نسومر، الشيخ المقراني، الشيخ الحداد، الزعاطشة.. وغيرهم ممن رفضوا التواجد الفرنسي في الجزائر. كما تناول عميد الشرطة بشكل موسع خلال هذه الوقفة تاريخ النضال السياسي للحركة الوطنية التي اعتبرها الخلية الأولى التي مهدت لقيام الثورة المسلحة، معتبرا يوم النصر المصادف ل19 مارس 1962 في حد ذاته محطة هامة في تاريخ كفاح الجزائريين في سبيل الحرية والاستقلال والذين ضحوا من أجل ذلك بالنفس والنفيس، والتضحيات الجسام سواء قبل الثورة أو بعدها. كما دعا العميد شوقي عبد الكريم الى ضرورة تلقين مثل هذه المناسبات التاريخية المليئة بالمعاني الوطنية السامية للنشء الصاعد بتعريفهم أكثر بتاريخ الثورة حماية لذاكرة الأمة التاريخية، وغرس الروح الوطنية في قلوبهم. من جهة أخرى، قدم بعض المجاهدين وأعضاء الأسرة الثورية الذين حضروا وقفة إحياء ذكرى يوم النصر شهادات حية عن تجربتهم النضالية مع جيش التحرير الوطني ضد الاستعمار الفرنسي إبان الثورة. حيث أشار المجاهد يوسف الخطيب المدعو السي حسان إلى الجهود المضنية التي بذلتها شرائح الشعب الجزائري دون تمييز من اجل تحرير البلاد من الغزاة الفرنسيين واسترجاع الاستقلال. موضحا أن هذا النصر لم يكن ليأتي لولا اتفاقيات ايفيان التاريخية التي أثمرت باستفتاء تقرير مصير الشعب الجزائري، والذي هو الآخر صوّت لصالح هذا الخيار الوطني الهام في معركة الحرية. وللإشارة، تم على هامش الأبواب المفتوحة حول هذه المناسبة تكريم عدة وجوه مجاهدة وعائلات بعض الشهداء، وتكريم القائد العام للكشافة الاسلامية الجزائرية الذي حضر شخصيا مراسيم تخليد الذكرى، اضافة الى تكريم خاص وجه لأسرة الإعلام نظير مجهوداتها في الميدان. لاسيما في تغطية مثل هذه النشاطات التاريخية التي دأبت على تنظيمها سنويا بمقر المتحف المركزي للشرطة بشاطوناف.