رغم خروج المنتخب الوطني من الدور الأول لمونديال جنوب إفريقيا 2010 إلا أن الجزائريين وبمختلف أعمارهم وأجناسهم لايزالون يتابعون كل كبيرة وصغيرة في هذا المونديال، خاصة أن الجزائريين معروفون بعشقهم للكرة المستديرة، ومع مرور الأدوار واقتراب نهاية الحسم زادت متابعة الجماهير الجزائرية لهذا الحدث العالمي بنسبة كبيرة بأعين مونديالية وقلوب جزائرية تعيش مونديال جنوب إفريقيا بذكريات ''الخضر'' في الدور الأول، لأن كل واحد يربط إقصاء منتخب فلاني أو تأهل منتخب فلاني آخر بمقارنة تبقى مرتبطة جدا بزملاء حسان يبدة خاصة بعد الهزائم المذلة التي تكبدتها منتخبات عريقة مثل إنجلترا والأرجنتين. خروج ''الخضر'' من الدور الأول لجنوب إفريقيا ورغم كل ما قيل عنه إلا أن النتائج المسجلة في المونديال أبرزت قناعة لدى الجزائري أن المنتخب الوطني خرج بشرف وبرأس مرفوع من المونديال وسط تقديرات صبت كلها بأنه كان في المستوى وشرّف العرب وإفريقيا بعد غياب عن المنافسة دام أكثر من 42 عاما، لأن منتخبنا لا يمكن أن يجد وجها للمقارنة مع فرق كبيرة تكبدت هزائم مذلة في صورة المنتخب الإنجليزي بأرمادة من اللاعبين العالميين الذي تلقى هزيمة نكراء أمام الألمان في الدور الثاني، والأرجنتين بقيادة مارادونا الذي كان المرشح الأول للفوز بمونديال جنوب إفريقيا وخرج بنتيجة ثقيلة أمام الماكنات الألمانية، وهو ما غيّر كلية من تفكير الجماهير الجزائرية التي تحول استياؤها من زملاء زياني إلى افتخار بهم لأنهم خرجوا بدون أضرار مرفوعي الرؤوس كوننا لم نكن أسوأ مثل كوريا الشمالية التي تلقت شباكها سباعية وأحسن بكثير من عدة منتخبات أخرى. حتى الطليان والفرنسيون نحن أحسن منهم نتائج المونديال حملت عدة مفاجآت لم يكن يتوقعها العقل، فإذا كان الجميع يعتبر تألق محاربي الصحراء أمام كتيبة كابيلو ومقاومتهم للأمريكان بكل بسالة فإن المفاجأة الكبيرة حملت توقيع بطل العالم إيطاليا الذي خرج من الباب الضيف وفي الدور الأول أمام فريق أوروبي مغمور إسمه سلوفاكيا بثلاثية قاتلة إضافة إلى انهيار نائب بطل العالم المنتخب الفرنسي الذي سجل مهزلة في النتائج ومهزلة أخرى في السلوك والانضباط العام في المنتخب، وهو ما جعل الجزائريين يفتخرون بمنتخبهم الذي رفع رؤوسهم عاليا ولم يكبدهم هزائم مذلة لأن ''الخضر'' كانوا أحسن من الفرنسيين والطليان وخرجوا بشرف أحسن بكثير من نجوم الأرجنتين والإنجليز، أمر أعاد الكرة من جديد للشيخ سعدان الذي اقتنع الجميع بأن خطته الحذرة رغم المبالغة الكبيرة. رغم كل شيئ فرامل سعدان جنبتنا الكارثة انهيار المنتخبات الكبيرة تباعا في مونديال جنوب إفريقيا جعل كل الجزائريين يدركون بأن المستوى العالي كبير جدا على الجزائر التي لم تكن تتأهل حتى لكأس إفريقيا قبل سنتين وأن المشاركة في حد ذاتها تبقى إنجازا للكرة الجزائرية من صنع فريق كون في ظرف قصير بلاعبين شباب سيكون لهم مستقبل كبير إن تواصل العمل بنفس الوتيرة، لأن الجزائريين ومن خلال متابعتهم للمونديال والمفاجآت الكبيرة التي تحملها مبارياته أدركوا جيدا أن الخطة الحذرة للشيخ سعدان المنتهجة كانت مفيدة كثيرا لمنتخبنا الوطني كونها جنبتنا الكارثة لأنه وبكل صراحة لا مجال للمقارنة بيننا وبين الأرجنتين، إنجلترا والبرازيل فصحت مقولة ''بارك الله فيك ياسعدان رغم كل شيئ''. مشاركتنا جلبت لنا الإحترام وإن شاء الله أحسن في برازيل 2014 استنتاجات كبيرة وصل إليها الجزائريون من خلال متابعتهم للمونديال ومثلما ذكرناه سابقا فإنه رغم ما قيل عن خروجنا من الدور الأول والأخطاء الجسيمة التي ارتكبها الشيخ سعدان إلا أن الجميع اقتنع بأن مشاركة الجزائر كانت مشرفة جدا ولم تكن كارثية لأن أكبر المتفائلين في الجزائر لم يكن يتوقع أن نقف في وجه العملاق الإنجليزي وهو شيئ جعلنا محترمين من طرف جميع الإختصاصيين في العالم الذين وصفوا مشاركتنا وعودتنا للمحفل العالمي بعد 24 سنة من الغياب بالمشرفة، فخلص الجزائريون إلى أن مشاركتنا كانت مشرفة، كنا أحسن من منتخبات عريقة وإن شاء الله نكون أحسن في مونديال البرازيل 2014.