لحبيب بن علي كان من بين المعلقين الذين علقوا على كؤوس عالمية في القرن الماضي، وسيكون حاضرا في القرن الحالي.. علّق على مونديال ميكسيكو 86 و إيطاليا 90، ويُحضر نفسه لمونديال جنوب إفريقيا .2010 لحبيب بن علي يروي بعض المحطات التي يحتفظ بها من رحلاته المونديالية، لكنه أبى إلا أن يوجه رسائل لمن يريد ضرب استقرار المنتخب الوطني، وهو على أهبة خوض أولى مبارباته... * في مونديال 90 تفاعلت مع منتخب مصر رغم تأهله بطريقة غير حضارية * بكيت في كابينة التعليق لما سجلت البرازيل ضدنا * الإسبان ساوموا الخضر على نقاط المباراة ورفض سعدان التنازل عنها * * كنت من بين المعلقين على مونديال 1986، ما أبرز المباريات التي تأثرت بها؟ * طبعا مباراة منتخبنا الوطني ضد نظيره البرازيلي، كانت مباراة في المستوى، ضيعناها بخطأ فردي من المدافع مجادي، كما لا أزال أتذكر مباراة الافتتاح والنهائي وغيرها من المباريات الكثيرة التي علقت عليها، سواء من المركز الإعلامي أو من أرض الملعب. * * هل كنت تختار مباريات بعينها لتعلق عليها، أم إنك من المعلقين الذين تستهويهم كل المباريات؟ * لايوجد منتخب صغير في المونديال، كل من حجز لنفسه بطاقة في هذا العرس العالمي يُعتبر كبيرا، ربما تتذكرون ما فعله المنتخب اليوناني في كأس أوروبا 2004، كما أن المعلق هو من يُحوّل المباراة إلى كبيرة، بفضل زخم المعلومات التي يقدمها طيلة التسعين دقيقة. * * حتى التفاعل يُعطي للمباراة رونقا ويجعلها أكثر سخونة؟ * ربما تقصد التعليق الخليجي الذي يبقى ظاهرة وليس مدرسة، أما التعليق الجزائري فهو قريب جدا من المدرسة الأوروبية، سيما المدرستين الفرنسية والإنجليزية، حيث تتلقى الكثير من المعلومات، يوظفها المعلق في مكانها المناسب. * * لكن الصراخ يبقى مطلوبا في الوقت الراهن، والجماهير تُطالب به؟ * قلت لك هو ظاهرة وسيزول مع الوقت، مثلما زالت بعض الطبوغ الغنائية الطفيلية.. أعطيك مثالا، المغني المصري ثامر حسني الذي "يموتو عليه البنات" سيزول، وتعود الأذن لسماع عبد الوهاب والفن الأصيل، لذا سيبقى التعليق المغاربي محافظا على مكانته. * * نعود لمونديال 1986، كيف عشت المباراة الأولى لمنتخبنا ضد إيرلندا؟ * كانت من أجمل المباريات، صحيح تعادلنا لكن هذا ليس لقوة إيرلندا، بل للمشاكل الكثير التي رافقت البعثة الجزائرية، من علاوات وأموال، ولا أريد التطرق لهذا الموضوع لأنه في غير وقته، ونحن مقبلون على حدث عالمي، دعني فقط أنبه أننا سنواجه 3 منتخبات عالمية وليس منتخبا واحدا، وبالتالي كل من يقول إن الفوز على سلوفينيا معناه التأهل للدور الثاني فهو مخطئ. * * وماذا عن مباراة البرازيل، هل عشتها بكل جوارحك؟ * لا أخفيك سرا إذا قلت لك إنني بكيت بحرقة في كابينة التعليق رفقة الأخ صلاّح لما سجل كاريكا هدف السيليساو، نحن من أهدى البرازيل الفوز، كنا أحسن منهم في الميدان وعلى الورق، وهذا بشهادة مدربهم تيلي سانتانا، لقد كنا نشكل منتخبا مكونا من جيل 82 الذي نضج، كبلومي وماجر وعصاد، ومن خيرة المحترفين كبن مبروك وماروك، لكن المشكلة كانت في ما سبق المونديال، وسيأتي اليوم الذي أكشف فيه كل شيء. * * مجادي خلى البرازيل تسجل" هل تتذكر هذه العبارة التي قلتها مباشرة بعد تسجيل كاريكا لهدف بلاده؟ * طبعا.. ولا زلت متمسكا بها، هو من أهداهم الفوز، وهو من مرّر الكرة لكاريكا وخادع دريد، هذا اللاعب لم يكفيه ما فعله سنة 1982 لما وقع مع شركة "بيما" ثم سهر ليلا... * * وكنت مستاء أيضا من سعدان لأنه استبدل عصاد، وعبرت عن ذلك في تعليقك؟ * نعم، عصاد كان سما قاتلا في دفاع السيليساو، وأحرج البرازيل وكانت حلقة الوصل في المنتخب، وخروجه تسبب في انخفاض نسق المنتخب. فعلا لعب مصابا ولعب تحت ضغط الدكتور رضاوي، لكن هذه اختيارات المدرب ولا يمكن التدخل فيها، أحيانا العاطفة تتغلب على الإنسان، خاصة لما تكون معلقا على منتخب بلادك. * * لكنك لم تعلق على مباراة إسبانيا؟ * علّق عليها زميلي مرزوقي وكان واضحا منذ البداية أننا سنخسرها، لأن المشاكل زادت عن حدّها لدرجة أن الإسبان حاولوا مساومة المنتخب على نقاط المباراة. * * مقاطعة( وهل لمست تجاوبا من منتخبنا؟ * للأمانة. لا، سعدان رفض ذلك رفضا قاطعا، خاصة وأننا كنا ضحية لمثل هذه الترتيبات سنة 1982، وأتذكر أن يومها قال سعدان وبصوت عال: "سنلعب ويحدث الذي يحدث، المهم لن نبيع ولن نشتري" وفعلا لعبنا وخسرنا بثلاثية، رغم أننا كنا أحسن من إسبانيا، التي كانت وقتها منتخبا مغمورا. * * ألا ترى أن مشاكل 1986 تعود مع سنة 2010؟ * سعدان حفظ الدرس، وكان المتضرر الوحيد في 1986 لما وصل الغضب ببعض المتعصبين إلى محاولة حرق بيته، وهو حاليا يعرف أنه سيكون مرة أخرى الضحية، وعليه أن يعي الدروس الماضية. * * وهل تجد أن ظاهرة انتقاده حتى لمّا يفوز المنتخب صحية!؟ * هؤلاء أبواق معروفة ولا يبالي بها سعدان.. أنا أسميهم حزب فرنسا.. إنهم أولئك الذين بقوا في الجزائر بعد استقلالنا، ولا يريدون الخير للجزائر ولا يريدوننا أن نفرح. سعدان شاوي "ذارقاز" ومن يريد مدربا أجنبيا عليه أن يكون "فحلا" ويُطالب برئيس اتحادية أجنبي من فرنسا. * * في مونديال 1990 كنت حاضرا أيضا، هل تتذكر بعض المحطات؟ * طبعا، علقت على مباراة الافتتاح والنهائي، والمباراة المجنونة بين يوغسلافيا والأرجنتين، والكثير من المبارات، ورافقنا الشيخ كرمالي في هذا المونديال، إذ كان مدربا لمنتخبنا الوطني، لكن المؤسف أن اتحاد الكرة آنذاك، أرسل الشيخ دون اعتماد ولا تصريح، وكنا ندخله الملعب بطريقة غير شرعية، المهم "دبرنا راسنا" * * على ذكر مصر، هل علقت على مباريتها في مونديال 1990 رغم ما حدث بيننا؟ * نعم، علقت على مباراة مصر وهولندا، وكذا مصر و إنجلترا، وبعد نهاية مباراة هولندا توجهنا إلى المصريين ومدربهم الجوهري، وهنأناهم على التعادل الثمين، مثلما هنأنا شوبير ومجدي، كما كنا نشجعهم بكل جوارحنا خلال التعليق، لأنهم منتخب عربي مسلم، ورغم سرقتهم للتأهل بطريقة غير شرعية وغير حضارية من الجزائر، وبالطريقة التي يعرفها الجميع، إلا أن هذا لم يُسقط أواصر المحبة بيننا. * * ستكون حاضرا للمرة الثالثة في مونديال 2010 بعد غياب 20 سنة، فمن ترشح للظفر بالتاج العالمي؟ * هولندا، لأنها تلعب كرة ممتعة، ثم المنتخب الإنجليزي الذي يقوده الثعلب كابيلو، يليه البرازيلي المعروف بالاستقرار والفنيات والتواصل، وفي الصف الرابع المنتخب الإسباني، رغم أن الكثير يضعه في الصف الأول، لكن لما ترى برشلونة التي تعتبر نموذجا مصغرا للمنتخب الإسباني لا تصمد أمام ناد إيطالي ممزوج بعقلية برتغالية، فتأكد أنه ليس الأجدر بالصدارة.