استقبلنا بحفاوة كبيرة ببيت والده المتواضع بحي الصفصاف ، غرب مدينة عنابة بلال ابن 18 سنة؛ كان متأكدا من النجاح في شهادة البكالوريا وبتقدير ممتاز، على اعتبار أن كل الظروف كانت مواتية لبلوغ الهدف المنشود له والنجاح، بحيث كانت عائلة ''ياسي'' كلها تنتظره بشغف، وكان لها ذلك من خلال الإعلان الرسمي عن قائمة المتفوقين في شهادة البكالوريا لسنة 2010، حيث أطلقت العائلة عنان الفرحة من خلال الزغاريد التي استقبلتنا بها والدة النابغة ''بلال''، الذي عبر هو الآخر عن سعادته بهذا النجاح، بعد سنة كاملة من الكد والإجتهاد، وكان ل ''النهار'' حوارا قصيرا مع ''النابغة'' ''بلال''، بعد أن قدمنا له التهاني الخالصة. حيث بدأ ''بلال'' حديثه بالترحاب بالجريدة التي يطالعها على الدوام منذ نشأتها، ودخل في صلب الموضوع:''أرحب بكم في منزل الوالد المتواضع وأنا تحت التصرف''. ''النهار'' من هو ''بلال'' ؟ : يبتسم ويرد علينا بكل لباقة، بلال ياسي ابن 18 ربيعا من سكان حي الصفصاف الوالد مهندس في الميكانيك والأم عاطلة عن العمل، بدأ تعليمه الإبتدائي بمدرسة بلعيد عيسى وتحصل على معدل 18 في شهادة التعليم الإبتدائي، وانتقل بعدها إلى التعليم المتوسط بمتوسطة خالد خوجة عمار ونال الشهادة بمعدل 17، لينتقل بعدها إلى الصف الثانوي و بالتحديد ثانوية زيغود يوسف ''الصفصاف رقم 2 سابقا''، حيث تمكن من النجاح في امتحان شهادة البكالوريا لسنة 2010 وبمعدل 18 وبتقدير ''ممتاز''. ''النهار'' : ما هو شعورك وأنت من بين الطلبة الثلاثة الذين تحصلوا على تقدير ممتاز بولاية عنابة؟ ''بلال'' : أشكر الله على هذه النعمة، كما أشكر كل من ساهم في نجاحي من بعيد أو من قريب وعلى وجه الخصوص إخوتي، أبي، أمي و عمتي وخالي، الذين وفروا لي حقيقة كل الظروف، انطلاقا من والدتي التي جهزت لي غرفة خاصة مع بداية السنة الدراسية، و شقيقاي اللذان تعبا معي كثيرا، علاوة على وقفة عمتي التي لن أنساها طوال حياتي، يوم اجتيازي لامتحان البكالوريا، حيث جاءتني إلى مركز الإمتحان، و قدمت لي بعض النصائح القيمة. ''النهار'' : كيف كان شعورك وأنت تستقبل خبر نجاحك في شهادة البكالوريا ؟ ''بلال'' : يتريث ويجيب؛ والله بدون مبالغة، كنت متأكدا من النجاح، باعتبار التحضير الجيد والجو الملائم، والظروف التي أحاطت بي طيلة السنة، و الدعم الكبير الذي تلقيته من الجميع، حيث أنه ويوم الإعلان عن النتائج عن طريق متعامل الهاتف النقال ''موبيليس''، التقيت بجاري في نفس العمارة، و أعطيته الرقم الخاص بي، ليقوم بعملية بحث لم تتجاوز ثواني معدودات، وكانت نتائج البحث إيجابية، لا أستطيع وصف لكم فرحتي، وخرجت أجري كالمجنون حافي القدمين دون علم. ''النهار'' حدثنا قليلا عن أمنياتك المستقبلية ؟ ''بلال'' بكل صراحة أتمنى أن أصبح طيارا بالدرجة الأولى، وأن ألتقي بفخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي يولي اهتماما كبيرا لفئة الشباب والعلم، من خلال تشجيعاته القيمة للشباب المتفوق. وختم النابغة ''بلال ياسي'' الحوار، بحزم وهو ينتقد فكرة اللجوء إلى فكرة الدروس الخصوصية في تطوير المؤهلات العلمية لطلبة البكالوريا بحسب موقفه، بحيث أكد ل ''النهار'' بأنه لم يتلق يوما درسا في هذا الإطار، متمنيا التوفيق للطلبة الذين لم يسعفهم الحظ هذا العام، والإستعداد للسنة المقبلة.