اعتبر الشيخ فركوس أبو عبد المعز محمد علي في فتوى ظهرت على موقعه الرسمي ، تحت عنوان ''أحكام القيام بين استحكام العادة ومحاذير الوقوع في العبادة''، ركن الكلمة الشهرية، أن الوقوف بين يدي العلم، لا تختلف عن مسألة الوقوف لسائر الجمادات الأخرى، مشيرا إلى أن ذلك له عدة أحكام حسب القصد والنية.وقال الشيخ فركوس في فتواه؛ أن الوقوف للعلم بنية العبادة تعظيما له وإجلالا، فهو فعل يناقض التوحيد ويخرج فاعله من الملة، وإن كان الوقوف بنية العبادة لله تعالى وقام عنده أو سائر الجمادات الأخرى لا لها، فإن هذا الفعل يناقض كمال التوحيد ولا ينافيه مطلقا كما أنه لا يخرج فاعله من الملة، وإنما ينقصه ويعتبر إيمانه ناقصا، وفي حال خلا الوقوف للعلم من نية العبادة، فإن ذلك مخالف لما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم- وهو بدعة مردودة.وأكد الشيخ أن صرف العبادة لغير الله عز وجل، مع التسوية بينهما شرك في الإلهية والعبادة، وقال تعالى في هذا الصدد: ''وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ'' البقرة: 238، وقال تعالى: ''أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا'' الزمر 9، وكذا شأن من يقوم عند الجمادات بنية التعبد لله عز وجل، فيقبلها كتقبيل العلم أو المدفع إلى جانب رفع الأيدي بدعاء الله تعالى عند النصب التذكارية، وهو ما ينقص التوحيد، بحيث لا يستحق المتصف به مسمى التوحيد الكامل.وقال فركوس؛ أنه إذا خلا القيامُ للجماداتِ من نيّة العبادة والتّذلّل والتّعظيم لا لها ولا عندها، فإنّ هذا القيامَ مخالف لما عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابتُه الكرام رضوان الله عنهم ومن بعدهم من السّلف الصّالح، بل هو بدعةٌ محدثةٌ مردودةٌ بقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ''مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ'' كما يدخل في ذلك وصفة القيام، وما يقترن به من استعداد وتحية ووضع باقة من الزّهور على النّصب التذكارية.ومن جهته قال الشيخ شمس الدين؛ أن الوقوف للعلم هو واجب وطني يدخل في إطار احترام التاريخ والتضحيات التي بذلها الشهداء في سبيل هذا الوطن، ولا يمكن اعتبار الوقوف بين يديه تعبد لغير الله بأي حال من الأحوال، مستدلا في ذلك بتعظيم الراية والإستشهاد في سبيلها أثناء الحروب على عهد رسول الله وقصة جعفر الطيار في غزوة مؤتة خير دليل على ذلك، حين رفض ترك الراية حتى ويديه مقطوعتين، في حين كان بإمكانه تركها وتجنب استهداف المشركين له على وجه الخصوص.