قتل ليلة أول أمس شاب في معركة بالسيوف والخناجر في الحي الجديد في بئر توتة غرب العاصمة ، بسبب خصام بين الأطفال الصغار الذي سرعان ما تحول إلى نار فتنة أشعلت المعركة، أين جرح العديد من الشباب في اعتداءات من قبل قاطني الحراش على قاطني فونتان فراش المرحلين حديثا إلى بئر توتة، وتم على إثرها اعتقال أكثر من 20 متورطا من الحراش والتحقيق لا يزال جاريا لاكتشاف الجاني. وحسب''الطّاهر'' أخ الضحية ''مراد .ش''البالغ من العمر 32 سنة، فإنه كان يحاول فك الخصام الذي بدأ قبل أذان المغرب بين قاطني فونتان فراش من وادي قريش ومرحلي الحراش حديثا إلى بئر توتة، في إطار القضاء على السكنات القصديرية بالعاصمة، حيث وبعد خصام بسيط بين الأطفال بسبب أرجوحة، تطور الأمر إلى نار فتنة كبيرة بين الطرفين، وقال الأخ بأن مراد نزل من الشقة دقائق بعد أن أفطر وحاول تهدئة الشباب الغاضب عن طريق الحوار بعد ملاحظته لبوادر العراك، خاصة وأن شباب الحراش حضر أكثر من 50 قارورة ''مولوتوف'' من أجل الإعتداء، وبينما كان يتحدث باغته أحد الشباب وطعنه على مستوى البطن، لينقل على إثرها إلى مستشفى الدويرة رفقة الأمن ويلفظ أنفاسه الأخيرة بذات الحي، وقال شباب فونتان فراش بأن آخر ما تلفظ به هو ''اتقوا الله...''.وعرفت المناوشات بين الطرفين سقوط جرحى لم يحدد بعد عددهم، إضافة إلى إصابة عون أمن مدني بجروح على مستوى اليد، وشهدت ليلة أول أمس غليانا كبيرا بسبب مقتل الشاب مراد، والذي شهد عليه الكل بطيبته وأخلاقه العالية، والدليل كما قالوا أنه حاول التهدئة فدفع حياته ثمنا لذلك، كما عرفت جنازته التي حضرتها''النهار''، توافد عدد كبير من السكان ومن جميع الأحياء سواء في بئر توتة أو أحياء باب الوادي وغيرها. أم الضحية: ''ابني صلى المغرب وودع الحي'' بقلب شديد الإيمان بقضاء الله وقدره تحدثت أم مراد إلينا، لقد صلى ابني صلاة المغرب وودع الحي قبل رحليه الأبدي، وقالت بأن ابنها تعود على الصلاة في المسجد ولكن ليلة مقتله أدى الصلاة في المنزل، بسبب التعب الذي نال منه في العمل، وتضيف بأنّه توضأ وتهيأ للصلاة 20 دقيقة قبل الإفطار، وبعد الآذان أكل تمرة وشرب اللبن ليصلي المغرب ويعود إلى مائدة العشاء، حيث أفطر معنا، بعدها بدأ يصول ويجول بين الغرف وينظر من النوافذ في حالة غريبة ليسأله أخوه الطاهر عن أي شيء هو منزعج وأجابه بأنه شديد القلق فقط، لينزل من العمارة ويهدر دمه دقائق بعد الإفطار. خطيبته قالت بأنّه كان شديد الإتصال بها قالت خطيبة مراد بأنه كان شديد الإتصال بها في يوم مقتله، حيث من الصباح لم يتوقف الهاتف عن الرنين والسؤال عنها، وتضيف بأنها تحدثت معه قبل الفطور، وانتظرت اتصاله في الليل، لكن لم يتصل بعدها بادرت هي بالإتصال لكن هاتفه كان يرن بدون رد، وواصلت إلى غاية منتصف الليل أين أجابتها أخته وأخطرتها بما حدث، لتتفاجأ وتقف كالحجرة صامتة، مضيفة بأنها صبرت أمام الواقع وصلت تلك الليلة ركعتين ودعت له بالرحمة و المغفرة. مصادر مقربة من التحقيق:''الجاني لم يكتشف بعد'' كشفت مصادر مقربة من التحقيق أنه وبعد اعتقال أكثر من 20 شابا من المعتدين، لم يتوصل بعد إلى الجاني الحقيقي الذي قتل مراد، بالإضافة إلى أن البحث والتحري لا يزال جاريا لاكتشافه، خاصة أنّ الأمن طوق جميع منافذ الحي تحسبا لهربه، وأضافت نفس المصادر بأن القاتل سيظهر بعد التحقيق خلال هذه الأيام. السكان غاضبون من الجريمة ويؤكدون ضرورة ترحيل قاطني الحراش أعرب جميع سكان فونتان فراش عن غضبهم وتذمرهم من جريمة القتل المرتكبة في حق الشاب مراد، مؤكدين بأنهم لن يسكتوا عن الحادثة، بالإضافة إلى أنّه وجب ترحيل قاطني بلدية الحراش من بئر توتة، لأن الأمر سينفجر إذا ما بقي الطرفان في حي واحد، في ظل انتشار الإعتداءات بالسيوف والأسلحة البيضاء، وأثناء تواجدنا بالحي لاحظنا بعض العائلات من بلدية الحراش تترك الشقق متجهة إلى أقاربها، بسبب الوضع الذي يشهد غليانا كبيرا.