حمل أمس، قرار استقالة الناخب الوطني رابح سعدان من العارضة الفنية ل''الخضر'' على هامش فشله في تحقيق نتيجة إيجابية أمام تنزانيا أول أمس بملعب مصطفى تشاكر في البليدة ارتياح الشارع الرياضي الجزائري، الذي استقبل الخبر بارتياح كبير، خاصة بعد الوضع المتردي الذي ميّز محيط المنتخب، خاصة ما بعد مرحلة مونديال جنوب إفريقيا الأخير. واعتبر عشاق الزي الأخضر والأبيض القرار الذي اتخذه سعدان بالمنطقي، باعتبار أنه اعترف أخيرا بمسؤولياته الكبيرة في تدني نتائج كتيبته، وأخيرا التعثر أمام تنزانيا، الذي كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، ليتنفس بذلك أغلبية الأنصار سيما المعارضون لسياسته الصعداء، ولم يتوانَ بعضهم في التعبير عن سعادتهم بالإجراء الذي اتخذه ابن باتنة، وهو ما قد يعود - حسبهم - في صالح المنتخب، الذي افتقد إلى بريقه وهيبته، وهذا كله بسبب الطريقة الكارثية التي يشرف بها على شؤون وبيت محاربي الصحراء. وبناءً على المعطيات سالفة الذكر، فالأكيد أن الجمهور لم يتفاجأ أبدا بقرار تخلي سعدان عن عرشه، مادام أن كل المؤشرات كانت تصب ضده في المدة الأخيرة، وهو ما جعله أمام الأمر الواقع، ليرضخ في الأخير إلى هذه الضغوطات. الأنصار فرحوا باستقالة سعدان ومتأسفون لنكسة تنزانيا في المقابل، فإن استقالة سعدان من العارضة الفنية للمنتخب، بقدر ما أثارت ارتياح الشارع الرياضي، بقدر ما جعلت الجمهور الجزائري لا يهضم تعثر تنزانيا، حيث أثارت النتيجة المخيبة التي سجلها الخضر أول أمس بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة أمام تنزانيا، لحساب الجولة الأولى من المجموعة الرابعة لحساب تصفيات كأس إفريقيا للأمم المقررة في الغابون وغينيا الإستوائية عام 2012، ردود فعل قوية واستهجانا كبيرا من الشارع الرياضي الجزائري، الذي صعّد من لهجته هذه المرة، أمام هذا التعثر المخيب لأمالهم ولطموحاتهم، بالرغم من محدودية مستوى المنافس، الذي لقن درسا للفريق المونديالي فوق ميدانه وجمهوره، وصبت كافة الجماهير في مختلف تعاليقها الكثيرة عقب النتيجة، سخطها الكبير على أشبال سعدان واللاعبين، الذين كانوا عرضة للإنتقادات، محمليين إياهم المسؤولية الكاملة، مما يجنيه المنتخب الجزائري حاليا، والأكيد أن موجة الغضب لم تمس هذه المرة الجمهور العاصمي فقط، بعد نكسة الإختبار الودي الفارط أمام الغابون، بل الأمر امتد عموم إلى الأنصار المتواجدين في كامل التراب الوطني، وهو ما يعكس الحالة الكارثية التي يتواجد عليها رفقاء بلحاج، الذين يواصلون خرجاتهم غير المنتظرة، متناسيين كلية مراعاة شعور الأنصار، الذين لم يبخلوا في كل مرة بتقديم الدعم المعنوي لهم، وهو ما جسدوه بحضورهم القوي بملعب تشاكر أمسية الجمعة الفارط. يا سعدان.. ماذا جنيت بخياراتك وخططك العشوائية وإلى أين تسير بهذا المنتخب؟ وكالعادة، فإن سهام انتقادات الأنصار بعد هذا التعثر المخيب كان موجها بالخصوص إلى شخص الناخب الوطني رابح سعدان، الذي تخلى عن عرشه، حيث حمّله الجمهور المسؤولية الكبيرة في تدهور نتائج المنتخب، فيما بعد مرحلة المونديال، إذ كانت الفرصة مواتية للأنصار بعد نتيجة تنزانيا ليواجهوا انتقاداتهم اللاذعة للمسؤول الأول عن العارضة الفنية للخضر، الذي أثبت مرة أخرى فشله في قيادة أشباله إلى صنع الفارق في هذا الرهان الهام، وراحت معظم تعاليق الشارع الرياضي الجزائري تستفسر عن جدوى خياراته والطريقة التي ينتهجها والتي وصفوها بالعشوائية، باعتبار أنها لم تؤكد نجاعتها، ولم يختلف رد فعل الجمهور في وصف سعدان بالفاشل، والمدرب الذي يتهرب كلية من مسؤولياته، كما نال أيضا نصيبا من تعاليق البعض التي راحت تستهزئ من تصريحاته الإنهزامية في كل مرة يكون فيها الخضر على موعد مع مباراة هامة، حتى وإذا تعلق الأمر بمنافس محدود المستوى، وليس له أي باع في الكرة المستديرة. كرهنا من حججك ومللنا من خرجاتك .. ويجب أن تعترف بفشلك ولم تكن خيارات الناخب الوطني وخططه الفنية هي التي أثارت استهجان الشارع الرياضي فحسب، بل أن أغلبية الأنصار أيضا أبدوا تذمرهم الكبير بشأن الحجج الواهية التي يصدرها في كل مرة يسجل فيها المنتخب تعثرا ما، إذ عادة ما يقدم سعدان كما فعل في الإختبار الودي أمام الغابون حينما أرجع الهزيمة إلى غيابات بعض اللاعبين، وكذا إصابة بعض الكوادر في التشكيلة الأساسية، ليعيدها في كل مرة، وهو السيناريو الذي اعتاد عليه الناخب الوطني للدفاع عن خياراته، غير أن الجمهور الذي ألف هذه الخرجات، أضحى لا يثق تماما فيما يقوله شيخ المدربين، الذي أثبت مرة أخرى - حسبهم - حسن إجادته لفن الكلام بدون التجسيد داخل الميدان، وهو ما جعل أغلبيتهم يطالبون منهالإقرار والإعتراف بفشله بدلا من إيهام الأنصار بحجج لا تستند إلى أي منطق. اللاعبون يمشون داخل الميدان والأغلبية لا تقدم ما لديها بالمقارنة مع نواديها! وبنفس اللهجة، فقد نال أيضا الطرف الثاني في هذا الهجوم ونقصد به اللاعبين النصيب الأكبر من انتقادات الشارع الرياضي، الذي لم يتوانَ هذه المرة في أن يبدي تذمره الشديد من المستوى والمردود الذي يقدمه بعض اللاعبين، والذين أضحوا في المدة الأخيرة لا يقدمون ما كان ينبغي أن يظهروه داخل أرضية الميدان، حيث راحت الأغلبية تنتقد الأداء الكارثي لبعض العناصر التي لا تستحق مكانتها في التواجد ضمن كتيبة الناخب الوطني، وذهبت هذه الأخيرة إلى حد اتهامها بالتخاذل، وعدم إعطاء كامل ما لديها، بالرغم من أنها قادرة على تقديم الأحسن، وتساءلت الفئة الكثيرة من ردود فعل الشارع الرياضي حول التباين في المستوى الذي تظهره بعض العناصر بالمقارنة مع النوادي التي ينشطون فيها، وهو ما جعلهم يعتبرون الخاسر الأكبر في هذا الأمر، هو المنتخب دون سواه. وأمام تواصل النكسات والنتائج المخيبة للمنتخب الوطني الجزائري، والتي لم يهضمها الشارع الرياضي الجزائري، فإن الأغلبية راحت كرد فعل لهم على اتخاذ خيار مقاطعة المنتخب في كل خرجاته المقبلة، سيما التي تجري داخل القواعد، بالرغم من أن اتخاذ هذا الإجراء لا يعد في صالح التشكيلة، غير أن حجم الحسرة التي أصابت الجمهور في الفترة الأخيرةو جعلته لا يفكر إلى في هذا الطرحو علاوة على رغبتهم في رد الإعتبار إلى أنفسهم، طالما أن حضورهم لم يشفع للاعبين في رد جميل الأنصار الذين ضحوا بعدة أمور من أجل مؤازرة منتخب بلادهم، في المقابل، فقد ربطت هذه الجماهير عودتها إلى تشجيع المنتخب كما في السابق، بعودة النتائج الإيجابية التي من شأنها أن تشفع لهم لملء المدرجات من جديد، بالرغم من تشاؤم الأكثرية في تحقيق هذا المكسب، وهذا في ظل تعقد مأمورية رفقاء حليش في العودة إلى الواجهة ومن ثمة، بعث السباق من جديد نحو التنافس على اقتطاع ورقة التأهل إلى النهائيات حسب تعبير عشاق محاربي الصحراء.