بعد ما كان رفض الإعلان عنها أمام الصحفيين لحظات بعد نهاية اللقاء، ها هو الناخب الوطني رابح سعدان يقدم منتصف نهار أمس استقالته للرجل الأول في الفاف محمد روراوة، لأنه اقتنع أنه لن يقدم الشيء الكثير للمنتخب مستقبلا، وإقرارا منه بفشله في إدارة شؤون التشكيلة الوطنية لا سيما بعد المردود الهزيل الذي قدمه الخضر في المباراة الرسمية الأولى أمام تنزانيا وقبلها أمام الغابون وديا بملعب 5 جويلية . * ومهما قالت مختلف المصادر عن الدوافع و الظروف التي أحاطت بقرار الاستقالة، فإن الناخب الوطني "السابق" كان عاش أياما عصيبة في المدة الأخيرة، لا سيما بعد المباراة أمام الغابو ،حيث كان تعرض لموجة من الانتقادات اللاذعة من قبل المحيط الكروي الجزائري من تقنيين ولاعبين وحتى من طرف الأنصار الذين لم يهضموا النتيجة المسجلة، مما جعله يقرر الهروب إلى ملعب البليدة من أجل استقبال منتخب تنزانيا الفتي، وهو القرار الذي قوبل أيضا بردود أفعال عنيفة من قبل الشارع الكروي الذي ذهب إلى حد التشكيك في إمكانية الفوز لا سيما وأن خيار الذهاب إلى تشاكر يعني التشكيك في إمكانات المنتخب واللاعبين في تقديم مردود جيد فوق أرضية ملعب 5 جويلية . ولأن ملعب البليدة لم يشفع له أيضا، والنتيجة كانت التعثر وتفادي الهزيمة، فإن عرش المسؤولين على كرتنا تحرك، فكاد رئيس الفاف محمد رورواة أن يفقد وعيه قال بعض المصادر إلى درجة أنه أبقى باب مصير الطاقم الفني مفتوحا لدى مطالبة الصحفيين معرفة موقفه، مما جعل الكثيرين يتنبأون باقتراب موعد رحيل الناخب الوطني بالرغم من أن هذا الأخير كان رفض جملة وتفصيلا فكرة الذهاب وترك مكانه . اجتماع ماراطوني في الفندق الوثيقة بين أيدي الرئيس ولأن الوضعية أصبحت صعبة والشارع الكروي الجزائري يعيش غليانا حقيقيا بسبب تراجع حظوظ المنتخب الوطني في التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 لم يكن أمام سعدان سوى التفكير بعمق وبروح مسؤولية أكبر، فلم يكن أمامه سوى فرصة التحدث مع رئيس الفاف وإبلاغه بما يدور في ذهنه وبضرورة رمي المنشفة وترك الفريق اليوم أحسن من غد مادام أن ثمة بصيص أمل في التأهل، فكان روراوة متفهما، فاستقبل الفكرة دون معارضة وهو الذي فهم أن سعدان لم يعد قادرا على إيصال الفريق إلى بر الأمان، والفريق الحالي بحاجة إلى مدرب يفوقه معارف وحنكة دوليتين، فغادر الرجل وطاقمه المنتخب الذي أوصله إلى كأس أمم إفريقيا والمونديال، ويا ليته لم يقبل البقاء بعد المونديال لو فكر في المنتخب أكثر من مصالحه الشخصية .