السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته لك منّي أسمى معاني التقدير والإحترام سيدة نور، أعانك الله وجعلك السند لكل القراء، أما بعد لدي مشكلة محرجة وأتمنى أن أجد حلا لديك سيدة نور، فأنا امرأة متزوجة منذ 5 سنوات، علاقتي مع زوجي والحمد لله طيبة، نحب بعضنا كثيرا وبنفس القدر وبينا الكثير من المودة والتضحية والتفاهم والدفء، ولأني أتحمل عيوبه فلا يوجد من هو ملاك على الأرض، ولديه الكثير من المحاسن الأخرى التي تجبرني على غفران أي أخطاء. أما المشكلة التي تؤرقني ولا أستطيع حلها، هي أنه مهمل لنفسه كثيرا وصحته ونظافته، وتعبت من إيجاد السبل لمحاولة تعديله، فلا يهتم بنظافته الشخصية أبدا ومنذ بداية زواجنا وأنا التي تتولى كل تفاصيل نظافته الشخصية، إما بالتصريح أو بالتلميح، وإن غفلت يوما عن ذلك فلا يهتم هو أبدا ولا يفكّر في أن يفعل أشد الضروريات لأدنى مستوى نظافة، وكان ذلك في بداية الزواج، ولكن الآن لا يسمح لي بالقيام بذلك، ولا يستجيب لي وأحيانا يتحرج منّي إن لمحت أو صرحت وترجيته بأن ينظف فمه وأسنانه ولو مرة في الأسبوع، فهو لا يفكر في الإستحمام، مع أن عمله في مجال الميكانيك مرهق وطويل. وللأسف فأنا على العكس تماما، فمؤشر النظافة عندي مرتفع جدا، ولكني لا أطالب أن يصل إليه بل فقط أشد الضروريات، حتى ولو كان كما هو الحال الآن يفعل ذلك ليرضيني فقط. لا أريد تغيير طبعه وسلوكه وإنما أريد حلا يجعلني أرتاح من الإلحاح والتودد والترجي كل يوم، وأنا أحبه وأتمنى دوما القرب منه والبقاء بجواره، فلماذا تلام المرأة دائما على ألا يشم منها زوجها إلا أطيب ريح وقائمة طويلة من الممنوعات، بينما يغفل الرجل ذلك تماما. الوضع الآن أنه لا يلبّي طلبي ولا يستجيب لإلحاحي إلا في أضيق الحدود. فأنا في معاناة يا سيدة نور، وطبعا من غير المعقول أن أستمر مع رجل كهذا فماذا أفعل؟ حسينة/ الشلف الرد: من روائع الحياة هذا الحرص الذي تتميز به بعض النساء في حبها وصدقها ودأبها على أن يكون زوجها في أحسن صورة في عينيها، وما تنشدينه أمر مطلوب، بل وفي كثير من الأحيان مفروض، حيث طالب به ديننا الحنيف وأمر به أكثر من موضع، بل ومدح من اتصف بهذه الصفة، لأن الله يحب المتطهرين، بما في ذلك البدن والملبس والقلب والنفس. كما أؤكد أن المبالغة أحيانا تكون ذات رد فعل عكسي، وأحيانا تنقلب النظافة المبالغ فيها إلى وسوسة، وما هو مطلوب هو الإعتدال في كل أمورنا، وإن كانت النظافة من أولى الأشياء التي نوليها عناية خاصة واهتمام بالغ، لأنّ الآثار المترتبة على عدم العمل بها خطيرة جدا صحيا ونفسيا واجتماعيا. يمكنك عزيزتي؛ أن تكون حوافزك لزوجك متنوعة في ضرورة استبدال ملابسه بشكل دوري، وتوفير كل ما يحتاج إليه، والتّأكيد على أن الناس كلهم يميلون إلى صاحب النظافة، كما أنّهم ينفرون من الروائح الكريهة والمناظر المتسخة، كما يمكنك توفير بعض العطور وغيرها ممّا يدفعه لاستخدامها. ومن المهم جدا كوسيلة المحافظة على الصّلاة والوضوء والذّهاب إلى المسجد مع التأكيد له أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الذهاب إلى المسجد إلا في أحسن زينة، ويمكنك وضع مشجاب ملابس أمامه عليه ثياب نظيفة له عند عودته من العمل لاستبدالها، وعدم التكرار عليه بقدر توفير الإمكانات بشكل غير مباشر، وتبدين فرحك وسرورك عندما يقوم بشيء مما تحبين. ردت نور