السلام عليكم ورحمة اللّه تعالى وبركاته أما بعد: أنا سيدة متزوجة من رجل بار بأهله بدرجة كبيرة وهذا ما دعاني إلى القبول به حين تقدم لي، لأن هذا من طبائع ذوي الأخلاق، وكنت أعلم أنه يساعدهم ماديا ولكن عندما تزوجت، إكتشفت أنه ينفق كل ما لديه عليهم، ويكتفي فقط بإعطائي مبالغ بسيطة حين أطلبها فقط، أي إنه لا يعطيني مبلغا شهريا لمصاريف المنزل وإنما يعطيني إذا طلبت فقط، ولا يعنيه تماما أن البيت خال من الطعام أو نقص في بعض الأشياء الضرورية رغم علمه بذلك، ولكنه يتغاضى عن ذلك حتى لا ينفق الكثير على بيته، بالإضافة إلى أنه في العديد من المرات يعرب لي أنه لا يريد الإنجاب، نظرا أنه يقارب الخمسين خوفا من التربية ومسؤولية الأبناء. أما أنا فالإنجاب عندي يا سيدة نور هو أساس الزّواج خاصة وأني في الأربعين من العمر، وفرصتي لذلك قليلة جدا، وفي الآونة الأخيرة كان يكذب علي بخصوص أمواله وكيفية إنفاقها حتى لا أطالبه بأي شيء ويقول إنه لا يعلم أين أنفقت، مع العلم أنه يعمل مدير في وزارة بالعاصمة، ويرغب بزيارة بيت اللّه الحرام. لقد وعدني بأنه سيحضرني لكي أقيم معه، علما أني في الوقت الحالي ومنذ زواجنا مازلت في مدينة تبسة، ولكن هل يجوز له وهو يريد أن يحج بيت اللّه أن يكذب علي ويتركني وحيدة، وأنا عروس جديدة، علما أنه سبق أن تركني أربعة أشهر سابقة، وأنت تعلمي يا سيدة نور، بأنه من غير اللاّئق تركي فترات طويلة، لأني أخذت عطلة من وظيفتي ومرتبي ومنصبي، في سبيل بناء أسرة فهل هذا ما أستحقه؟ في الآونة الأخيرة إتصل بي ليخبرني أنه لا يستطيع إحضاري إلى العاصمة، وأنه يجب علي العودة للعمل، كيف يكون هذا مع زوجة حديثة لم تنجب بعد منه، آسفة سيدة نور لعدم ترتيب أفكاري، نظرا لأني في حالة نفسية سيئة، أرجو منك المساعدة ولك مني فائق التقدير والإحترام. لطيفة/ تبسة الرد: أقدر حالتك النفسية، وأهم سبب لها برأيي هو أنك لم تحققي هدفك الأساسي من الزّواج، ألا وهو تكوين أسرة، وحتى لو لم تكن أسرة كاملة أي مع أطفال فأنت بعيدة عن زوجك، مما يشعرك بعدم الإستقرار العاطفي والوجداني، لذلك فأنت أيضا لم تحقق الهدف الثاني من الزّواج وهو الشعور بالسكينة والمودة والرحمة. عزيزتي؛ إن كل من تمتع منا بوجود الأولاد يعرف أن الذرية من أكبر نعم اللّه سبحانه وتعالى، برغم كل عناء التربية وتوابعها، نأتي بعد ذلك إلى حقوق الزّوجة على الزوج فهي معروفة لا داعي للتطرق إليها. كل هذه المقدمات يمكنك تطبيقها على حالتك مع زوجك لتدركي في أي إتجاه يناسبك السير في علاقتك معه، على سبيل المثال فهو رجل مقتدر بسبب عمله المرموق، فمن واجبه الإنفاق عليك بشكل جيد، وليس فقط بشكل متوسط، ومع ذلك فإذا أسقطت عنه هذا الواجب بحكم أنك موظفة ولديك دخلك الخاص، فهل من الممكن إسقاط حقوقك الأخرى؟ هل من الممكن تجاوز الأهداف الحقيقية للزّواج، خصوصا لمن هي شابة. أنت تقولين إنك لا تمانعين أن يبر أهله، وهذا شيء يدل على طيب أصلك، ورجاحة عقلك، ولكن ماذا عن بر الزّوجة؟ ماذا عن حقوقها، وماذا عن الإنجاب منها؟، ضعي أولويات للحديث مع زوجك بخصوص حاجاتك ومتطلباتك من الزّواج، ثم ضعيه أمام مسئولياته وواجباته، فإذا كان قد وعدك بإحضارك معه حيث يعمل، فأطلبي منه أن ينفذ وعده وأمهليه مدة من الزمن دون التردد. أتمنى أن أكون قد أوضحت لك حقوقك التي يجب أن تتمسكي بها كي لا تندمي فيما بعد، فمن حقك أن تكوني بجانب زوجك، ومن حقك الإنجاب، ولا يجوز لأي شريك حياة أن يمنع الإنجاب بدون موافقة شريكه، فضعي النقاط على الحروف في هذا الأمر، وإذا كان مصرا على عدم الإنجاب بينما أنت مصرة على الحصول على طفل، فليس أمامك سوى إدخال طرف من أخيار العائلة بينك وبين زوجك عسى اللّه يجعله سبب الخير بينكما. ردت نور